المفضل

المُفَضَّل الضَّبِيّ هوالمفضل بن محمد بن يعلى بن عامر بن سالم، بن الرمال.. بن أبي سَلْمى بن ربيعة بن زبان بن عامر من بني ثعلبة بن السيد بن ضبة، وكنيته أبوعبد الرحمن، وأبوالعباس وكان ثقة من أكابر الكوفيين.، ويلقب بالكوفي. كان لُغَوِيّـًا، من فهماء القرن الهجري الثاني، وأحد رواة الشعر الأعلام، علامة راوية للأخبار والآداب وأيام العرب. قدم إلى بغداد أيام هارون الرشيد، وانتقل إلى البصرة أيضا، توفي سنة 178 هـ. صاحب كتاب المفضليات، وهوأقدم مجموعة في اختيار الشعر العربي.

مولده ونشأته

ينطق ولد في بلاد فارس وينطق حتى مولده بالكوفة في أوائل القرن الثاني الهجري، وانتقل إلى الكوفة ونشأ بها.

وفاته

توفي سنة 178هـ / 794م ،وينطق في سنة : 168هـ / 784م

واتى في البلغة "وكان ـ في أواخر حياته ـ يخط المصاحف ويقّفها على الناس ويقول هذا تكفير لما خطته من أهاجي النّاس"

ونطق عمر الجرجانىّ عن المفضل الضّبىّ: إنه كان يخط المصاحف ويقفها في المساجد، فقلت له: ما هذا،يا ترى؟ فنطق: أكفّر ما خطته بيدى من هجائى الناس.

شيوخه

كان المفضل واسع الثقافة وافر الحفظ صادق الرواية، روى القراءات والحديث عن عاصم بن أبي النجود، كما روى عن أبي إسحاق السبيعي وسماك بن حرب. وسليمان الأعمش وغيرهم، وشافه الأعراب وروى عنهم.

تلاميذه

روى عنه جمع كثير من الفهماء، كعلي بن حمزة الكسائي ، والفرّاء، و"أخذ عنه أبوعبد الله ابن الأعرابي وأبوزيد الأنصاري وخلف الأحمر وغيرهم، وكان ثقة ثبتا" . وأخذ عنه أبوزيد الأنصاري من البصريين لثقته؛ وحكى أبوزيد من شواهد النحوعن العرب ما ليس لغيره، وكان يروى عن فهماء الكوفة ولا يفهم أحد من فهماء البصريين بالنحوواللغة أخذ عن أهل الكوفة إلا أبا زيد، فإنه روى عن المفضل الضبي، نطق أبوزيد في أول كتاب النوادر: أنشدني المفضل لضمرة بن ضمرة النهشلي :

بكرت تلومك بعد وهن في الندى... بسل عليك ملامتي وعتابي

أأصرها وبني عمي ساغب... فكفاك من إبة علي وعاب

هل تخمشن إبلي علي وجوهها... أوتعصبن رؤوسها بسلاب

مكانته

أبوعبد الرحمن الضبي الراوية الأديب النحوي اللغوي: كان من أكابر فهماء الكوفة، عالما بالأخبار والشعر والعربية، وكان ثقة ثبتا ، نطق عبد الواحد اللغوي: هوأوثق من روى الشعر من الكوفيين . وهوأحد أفراد الجيل الأول من الرواة الذين عاصروا فترة التدوين الرقمي الأولى، ومن تنسب لهم صناعة الدواوين، وقد وثّقه رواة البصرة والكوفة مجتمعين، وهوكذلك أحد القراء البارزين.

ونطق جهم بن خلف: قدم المفضّل الضبىّ البصرة، وكان عالما بالنحووالشعر والغريب وأيام الناس.

نطق عنه صاحب المزهر بعد حديثه عن رواة البصرة "نطق عنه صاحب المزهر بعد حديثه عن رواة البصرة (وكان للكوفيين بإزاء من ذكرنا من فهماء البصرة المفضَّل بن محمد الضبي وكان عالما بالشعر وكان أوثق من روى الشعر من الكوفيين، ولم يكن أفهمهم باللغة والنحوإنما كان يختص بالشعر وقد روى عنه أبوزيد شعرا كثيرا. نطق أبوحاتم: كان أوثق مَنْ بالكوفة من الشعراء المُفضل الضبي وكان يقول: إني لا أحسن شيئا من الغريب ولا من المعاني ولا تفسير الشعر.وإنما كان يروي شعرا مجردا."

لكن اتى غير ذلك في:

ـ البلغة : "إمام في اللغة والنحوراوية للآداب والأشعار سئل أبوحاتم عنه فنطق متروك الحديث "

ـ بغية الوعاة تحت رقم 2017 أنه " كان عالما بالنّحووالشعر والغريب وأيامِ النَّاس"

ـ تاريخ الأدب العربي :" وكان المفضل ثقة صدوقا وحُجة في الغريب "

قدم بغداد أيام الرشيد، فنطق له الرشيد: ما أحسن ما قيل في الذئب، ولك هذا الخاتم. فنطق قول الشاعر:

ينام بإحدى مقلتيه ويتقي * بأخرى الأعادي فهويقظان هاجعُ

ممضىه

كان شيعياً، إشهجر في إحدى ثورات الشيعة في العصر العباسي بقيادة إبراهيم بن عبدالله بن الحسن المثنى، وبعد هزيمة تلك الحركة إختفى قادتها، وكان من بين المطارَدين حتى صدر عفوالخليفة المنصور سنة 145هـ، 760م عن جمع من فلول تلك الحركة.

مؤلفاته

عُني الناس بمختاراته التي عُرِفت المفضليات رِواية وشرحاً، وأفضل رواياتها تلك التي رواها ابن الأعرابي عن المفضل، وهي التي اعتمدها محمد بن القاسم الأنباري في شرحه لها.

وروى المعلقات، وروايته تختلف عن رواية حماد الراوية فهويخرج قصيدتي عنترة والحارث بن حلزة من عداد المعلقات، ويجعل بدلا منها قصيدة النابغة والأعشى.

وللمفضل مؤلفات أخرى، مثل:

كتاب الألفاظ
كتاب العروض
كتاب الأمثال
كتاب معاني الشِّعر
المفضليات
امثال العرب
الالفاظ
العروض [1]

المفضليات

من أقدم ما وصل إلينا من اختيار الشعر، فقد عمد المفضل إلى الجيد من الشعر القديم، فاختار منه مجموعة اختلف الناس في سبب تأليفها فقيل كان ذلك بطلب من الخليفة المنصور، وقيل: ألف ذلك الاختيار للمهدي، حينما كان مؤدبا له وهوولي العهد في خلافة أبيه أبي جعفر المنصور.

والروايات في ذلك مختلفة، فقد روى أبوالفرج الأصفهاني عن المفضل نفسِه أنه نطق):كان إبراهيم بن عبد الله بن الحسن متواري عندي، فكنت أخرج وأهجره، فنطق لي: إنك إذا خرجت ضاق صدري، فأخرج إليَّ شيءًا من كُتبك أتفرج به. فأخرجت له خطا من الشعر، فاختار منها السبعين قصيدة التي صدرت بها اختيار الشعراء ثم أتممت عليها باقي الكتاب).

وخلاصة جميع هذه الروايات حتى المفضل هوالذي اختار القدر الأوفر من الشعر القديم الذي حوته هذه المجموعة الرائدة.

تسميتها

وينطق في أصل تسميتها حتى المفضل سمّاها " كتاب الاختيارات "، أما المفضليات، فالغالب عن الظن أنها لم تصدر عنه، وربما نسبت إليه ثم اشتهرت بذلك،

قيمتها

تتبوأ المفضليات مكانةً مرموقةً بين مجموعات الشعر القديم، فبالإضافة إلى قيمتها التاريخية وإبقائها على جانب مهم من الشعر الجاهلي، وحفظه من الضياع، وأنها أقدم مجموعات الشعر؛ فهي تمتاز أيضا بأن القصائد التي اختارها المفضل قد أثبتها كاملة غير منقوصة، يضاف إلى جميع ذلك اشتمالها على طائفة صالحة من أشعار المقِّلين من الشعراء. وشعراء المفضليات أكثرهم من الجاهليين، وفيه قلة من المخضرمين والإسلاميين وعددهم 66 شاعرا منهم، تأبط شرًا والشنفرى الأزدي والمرقشان الأكبر والأصغر، والمثقب ألعبدي وأبوذؤيب الهذلي، ومتمم بن نويرة وبشر بن أبي خازم، وسلامة بن جندل، وغيرهم. أما القصائد المختارة في هذه المجموعة فقد تراوحت بين 128 و130 قصيدة حسب الروايات، إلا حتى الراوية المعتمدة والتي عليها الناس هي رواية ابن الأعرابي عن المفضل، ومجموع أبيات المفضليات نحو،2700 بيت. وقد حظيت المفضليات بعناية القدماء، فشرحوها شروحا وافية مفيدة، وفي مقدمتها شرح الأنباري(ت 305ه/918م)،وابن النّحاس ت338ه/949م)،والمرزوقي (ت241ه/855م)، والتبريزي (ت502ه/1108م)، اما في العصر الحديث فقد لقيت أيضا اهتمام الفهماء عربًا ومستشرقينس كنق سامي فحققوها وضبطوها ونشروها في طبعات عديدة.س

المصادر

ابن النديم: الفهرست دار الفهم ـ بيروت، ط :1398هـ/1978م.
محمد بن يعقوب الفيروزأبادي: البلغة في تراجم أئمة النحوواللغة، تح: محمد المصري، جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت – 1407 ط: الأولى
جلال الدين عبد الرحمن السيوطي: بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، تح:محمد أبوالفضل إبراهيم ،المخطة العصرية، لبنان / صيدا
د: شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي ـالعصر العباسي الأول ـ دار المعارف، ط 16/2004.

المراجع

^ ابن النديم: الفهرست دار الفهم ـ بيروت، ط :1398هـ/1978م
↑ طبقات النحويين واللغويين للزبيدي.
^ الفهرست
↑ الأعلام للزركلي (7/ 280)
^ نزهة الألباء في طبقات الأدباءأبوالبركات، كمال الدين الأنباري (المتوفى: 577هـ)
^ المفضليات - المفضل الضبيّ
^ محمد بن يعقوب الفيروزأبادي: البلغة في تراجم أئمة النحوواللغة، تح: محمد المصري، جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت – 1407 ط: الأولى
↑ إنباه الرواة على أنباه النحاة (3/ 304)
^ مناهج التأليف عند الفهماء العرب، مصطفى الشكعه، دار الفهم للملايين، الطبعة: الخامسة عشرة آب/ أغسطس 2004
^ مناهج التأليف عند الفهماء العرب، مصطفى الشكعه
^ معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى فهم الأديب، ياقوت الحموي (ت: 626هـ)
^ نزهة الألباء في طبقات الأدباء، أبوالبركات، كمال الدين الأنباري (ت: 577هـ)، تح: إبراهيم السامرائي، مخطة المنار، الزرقاء – الأردن، ط3 :1405 هـ - 1985 م،
^ نزهة الألباء في طبقات الأدباء، أبوالبركات
^ معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى فهم الأديب (6/ 2710)
^ المزهر في علوم اللغة وأنواعها: السيوطي (2/ 348)
^ البلغة في تراجم أئمة النحوواللغة (ص: 296)
^ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي: بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنُحاة، تح:محمد أبوالفضل إبراهيم ،المخطة العصرية، لبنان / صيدا
^ د: شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي ـالعصر العباسي الأول ـ دار المعارف، ط 16/2004.
^ المُفَضَّل الضَّبِّي موسوعة المورد، منير البعلبكي، 1991 نسخة محفوظة 12 يناير 2020 على مسقط واي باك مشين.