مذهب طبيعي ديني
عودة للموسوعةيجمع الممضى الطبيعي الديني بين ذهنية الممضى الطبيعي والمفاهيم والقيم المرتبطة عادة بالأديان. وهنا تفهم حدثة «ديني» بمعانيها العامة، بعيدا عن التنطقيد الراسخة عند الإشارة إلى المشاعر والاهتمامات (مثل الامتنان والدهشة والتواضع والتعاطف) التي توصف غالبا بأنها روحية أودينية. وتشير «الطبيعية» إلى وجهة النظر بأن العالم الطبيعي هوجميع ما نملكه من علل مثبتة وموجودة، ولا توجد علة مثبتة أخرى على وجود أي شيء آخر -كالآلهة- أوعمله بطريقة منفصلة عن النظام الطبيعي.
ومن مجالات البحث الأخرى محاولات فهم العالم الطبيعي والتضمينات الروحية والأخلاقية للمفاهيم الطبيعية؛ ويقوم هذا الفهم على الفهم المأخوذة من البحث الفهمي والأفكار الآتية من الإنسانيات والآداب. يستخدم الطبيعيين الدينيين وجهات النظر هذه في الاستجابة للتحديات الشخصية والاجتماعية (كإيجاد الهدف والتماس العدل وتقبل الموت) وفيما يتعلق بالعالم الطبيعي.
الطبيعية
الطبيعية هي «الفكرة أوالاعتقاد بأن القوانين والقوى الطبيعية وحدها التي تؤثر في العالم (في لقاء ما وراء الطبيعية أوالروحية)».
إن جميع أشكال الطبيعية الدينية، بكونها تتبع الممضى الطبيعي في مفاهيمها الأساسية، تؤكد على حتى العالم الطبيعي هومركز أبرز خبراتنا ومداركنا وبالتالي تعتبر الطبيعة القيمة النهائية في تقييم وجود الشخص. يشدد الطبيعيون الدينيون رغم اختلاف مساراتهم الثقافية والشخصية على الحاجة الإنسانية لمعنى وقيمة حياتهم. وهم يستفيدون من قناعتين أساسيتين في هذه المسائل وهما: الإحساس بغنى الطبيعة، وتعقدها المدهش وخصوبتها، وإدراك حتى الطبيعة هي العالم الوحيد الذي يعيش فيه الناس خارج حياتهم؛ يُعتبر البشر أجزاء متداخلة مع الطبيعة.
يُعد الفهم مكونا أساسيا ولا يمكن الاستغناء عنه في نموذج الطبيعية الدينية، إذ يعتمد على الفهم السائد لتعزيز المفاهيم الدينية والروحية؛ فالفهم هوالأداة التفسيرية الرئيسية للطبيعية الدينية، لأن الطرق الفهمية يعتقد بأنها تقدم الفهم الأكثر موثوقية للطبيعة والعالم بما فيها الطبيعة الإنسانية.
«يُسعى وراء الحقيقة لذاتها، ومن هم منشغلون بالبحث عن أي شيء لذاته لا يهمهم أشياء أخرى، فإيجاد الحقيقة قاسي والطريق إليها وعر».
لهذا ليس الباحث عن الحقيقة أحدا يفهم كتابات القدماء ويضع ثقته بهم متبعا نزعته الطبيعية، بل هوالشخص الذي يشكك في إيمانه بهم ويرتاب فيما يجمعه منهم، إنه الشخص الذي يسلم إلى الجدل والبرهان، وليس إلى أقوال بشر طبيعتهم مليئة بكل أنواع العيوب والنواقص. إلى غير ذلك فواجب الرجل الذي يبحث كتابات الفهماء إذا فهم حتى الحقيقة هدفه هوحتى يجعل من نفسه عدوا لكل مايقرأ، وأن يعمل عقله في لب وهامش محتواها، وأن يهاجمها من جميع صوب. يجب عليه أيضا حتى يشك بنفسه حين قيامه بفحصها نقديا فيتجنب الانزلاق إلى التحيز أوالتساهل.
الدينية
يستخدم الطبيعيون الدينيون مصطلح «ديني» للإشارة إلى اتجاه التقدير والاهتمام في مسائل كانت دوما أجزاءً من الأديان وهي تضم:
- معنىً روحياً (الذي يمكن حتى يضم معنى بالغموض والحيرة أومشاعر التوقير والخشية لنطاق وطاقة وجمال العالم الطبيعي).
- معنىً أخلاقياً (بالتعاطف والرغبة في العدل ومحاولة القيام بماهوسليم، فيما يخص الناس الآخرين والكائنات الأخرى والبيئة الثقافية).
كمصدر لكل ما موجود وكسبب لكون الأمور على ما هي عليه، يمكن حتى يعتبر العالم الطبيعي أنه ذوأهمية قصوى.
وكما في التوجهات الدينية الأخرى، تضم الطبيعية الدينية سيرة مركزية، سيرة خلق حديثة، لوصف أنفسنا ومكاننا من العالم؛ وهذا يبدأ من الانفجار العظيم وظهور المجرات والنجوم والكواكب والحياة، والتطور الذي أدى إلى وجود الكائنات البشرية. وفي حين يعطي هذا أفكارا عن من نحن وكيف أتينا إلى الوجود، ينظر الطبيعيون الدينيون إلى العالم الطبيعي (مصدر ذكائنا وميولنا) بحثا عن معلومات وأفكار يمكنها حتى تساعدنا في فهم أسئلة هامة والإجابة عليها:
- لماذا نريد ما نريد؟
- لماذا نعمل ما نعمله؟
- ما الذي قد نحاول توجيه أنفسنا نحوه؟
وأن نحاول إيجاد طرق لتصغير المشاكل (في أنفسنا وفي عالمنا)، وأن نصبح عبيدا أفضل لأنفسنا، وأن نتصل بالآخرين والعالم الذي نحن جزء منه.
يقول رويال روعند مناقشة الفرق بين الطبيعيين «الدينيين» والطبيعيين «القدماء الواضحين» (الفهمانيين): «أعتبر الشخص الدين أوالروحاني هومن يتبنى الاهتمام النهائي».
أشار أنه بينما يهتم الطبيعيون «الواضحون القدماء» بالأخلاق وقد يحدث لديهم أجوبة عاطفية لأسرار وعجائب العالم؛ أما هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم الطبيعيين الدينيين يتبنونها أكثر «إلى الصميم» ويظهرون اهتماما نشطا في هذا المجال.
وجدت المواضيع الأساسية في الطبيعية الدينية في مختلف الثقافات لقرون، لكن النقاش النشط مع استخدام هذا الاسم حديث. يقول زينو(343-262 ق.م، مؤسس الرواقية):
«كل الأمور أجزاء من نظام واحد يدعى الطبيعة، وتشكل الفضيلة بإرادة تتوافق مع الطبيعة».
ويمكن رؤية الأفكار المتوافقة مع الطبيعية الدينية في نصوص الطاوية القديمة (مثال داودي جينغ) وبعض الأفكار الهندوسية (إله مثل نيرغونا براهمان، إله بدون صفات). وقد تشاهد أيضا في الصور الغربية التي لا هجرز على الأوجه المعلومة والشخصية للإله، كمفهوم توماس أكويناس عن الإله كعمل طاهر، وإله أوغستين بأنه ذاته، ومفهوم بول تيليك عن الإله بأنه أساس الوجود. وكما نطق ويسلي وايلدمان، لطالما وجدت الأفكار المتوافقة مع الطبيغية الدينية كجزء في الجانب الخفي للتنطقيد الدينية الرئيسية، غالبا بهدوء وأحيانا بعناصر صوفية أوتنطقيد فكرية فرعية، من قبل الممارسين الذين لا تستهويهم الانادىءات ماوراء الطبيعية.
المراجع
- ^ Jerome Stone, Religious Naturalism Today, SUNY Press 2008, page 1
- ^ Michael S. Hogue, The Promise of Religious Naturalism, Rowman & Littlefield 2010, pages xix-xx
- ^ Varadaraja V. Raman, Book-jacket review of Loyal Rue's "Nature is Enough", SUNY Press 2012
- ^ Loyal Rue, Nature is Enough, SUNY Press 2012, page 114
- ^ Michael Cavanaugh, "What is Religious Naturalism?", Zygon 2000, page 242
- ^ Loyal Rue, Nature is Enough, SUNY Press 2012, page 91
- ^ Wesley Wildman. Religious Naturalism: What It Can Be, and What It Need Not Be. Page 36
- ^ Ursula Goodenough, NPR 13.7 Blog, November 23, 2014: What is religious naturalism?
- ^ Michael S. Hogue. Religion Without God: An Essay on Religious Naturalism. The Fourth R 27:3 (Spring 2014)
- ^ Oxford English Dictionary Online naturalism نسخة محفوظةسبعة أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
- ^ ابن الهيثم (ابن الهيثم) Critique of Ptolemy, translated by S. Pines, Actes X Congrès internationale d'histoire des sciences, Vol I Ithaca 1962, as referenced in Sambursky 1974، صفحة 139
- ^ Ursula Goodenough. Religious Naturalism and naturalizing morality. Zygon 38 2003: 101-109.
- ^ Varadaraja V. Raman. Back-cover review of Loyal Rue's "Nature is Enough"
- ^ Donald Crosby. Living with Ambiguity: Religious Naturalism and the Menace of Evil, SUNY Press, 2008, page ix-x
- ^ Loyal Rue, Nature is Enough, State University of New York Press, 2011. Pages 93-96
- ^ Loyal Rue, Nature is Enough, State University of New York Press, 2011. Pages 110-111
التصنيفات: دين, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, بوابة فلسفة/مقالات متعلقة, بوابة الأديان/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات