هل ترد إسرائيل على هجوم إيران الصاروخي؟
هل ترد إسرائيل على هجوم إيران الصاروخي؟
انشغلت العديد من الصحف الدولية بالهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل، وما قد ينجم عن تلك الهجمات من تبعات على المنطقة بأسرها، وتساءلت عن طبيعة الرد الإسرائيلي المحتمل وهو ما قد يزيد من احتدام الموقف.
نبدأ من صحيفة نيويورك تايمز وتحليل لآرون بوكسرمان بعنوان "لإسرائيل يد حرة في الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني". ويستهل الكاتب قوله إن محللين أمنيين ومسؤولين إسرائيليين سابقين يرون أن إسرائيل تتمتع بقدر أكبر من الحرية في الرد بقوة على هجوم الصواريخ الإيرانية، الثلاثاء، مقارنة بما كانت عليه في أبريل، عندما كان ردها على الهجوم الإيراني السابق عبارة عن ضربة رمزية إلى حد كبير ضد منشأة للدفاع الجوي في إيران.
ويقول الكاتب إنه في أبريل، كانت إسرائيل قلقة من أن أي رد مشدد قد يدفع إيران إلى إصدار أوامر لميليشياتها بالوكالة، خاصة حزب الله في لبنان، بشن هجمات على إسرائيل.
ويرى الكاتب أنه بعد هجمات مكثفة أسفرت عن مقتل زعيم حزب الله، حسن نصر الله، وقادة آخرين الأسبوع الماضي، وبعد الاجتياح البري للبنان، أضعفت إسرائيل حزب الله، وجردت إيران من الكثير من قوتها الرادعة ضد أي هجوم إسرائيلي محتمل.
وممن يؤكدون هذا الرأي داني سيترينوفيتش، وهو ضابط استخبارات إسرائيلي متقاعد متخصص في الشؤون الإيرانية. وقال سيترينوفيتش للصحيفة: "لدى إسرائيل حرية أكبر في السياق الإيراني مقارنة بأبريل، حيث لم يعد هناك تهديد كبير بأن ينضم حزب الله للقتال".
ويرى سيترينوفيتش أنه على الرغم من أن إدارة بايدن حثت إسرائيل على كبح جماح ردها، إلا أنه مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، فمن المرجح أن يكون نفوذ المسؤولين الأمريكيين أقل مما كان عليه في أبريل، عندما ضغطوا على نحو مماثل لتجنب هجوم من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الصراع. وقال سيترينوفيتش للصحيفة "هذا تصعيد يصعب التنبؤ بنهايته. ومن المؤكد أن رد إسرائيل سوف يؤدي إلى رد فعل إيراني آخر. ويبدو أننا في بداية مواجهة قوية بيننا وبين الإيرانيين".
وقال ياكوف أميدرور، وهو لواء متقاعد شغل منصب مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه بعد أن أطلقت إيران نحو 180 صاروخا في هجوم استمر لنحو نصف ساعة تقريبا، لم يكن التحدي الذي واجهته إسرائيل هو ما إذا كانت ستهاجم إيران أم لا، بل ما مدى قوة الرد. وأضاف الجنرال أميدرور أن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية - التي كانت مصدر خوف لإسرائيل لفترة طويلة، والتي تخشى من حصول طهران على سلاح نووي - "يجب أن يؤخذ في الاعتبار". ويستشهد الكاتب أيضا بما كتبه نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي قال فيه : "يجب أن نتحرك الآن لتدمير مشروعها النووي، وتدمير منشآت الطاقة الرئيسية لديهم وضرب هذا النظام الإرهابي بشكل حاسم. إن مخالب هذا الأخطبوط مصابة بجروح خطيرة - والآن هو الوقت المناسب للتصويب على الرأس".
ويتابع الكاتب قائلا إن الفرق هذه المرة هو الأجواء التي وقع فيها الهجوم. في أبريل، كانت الخلفية هي حرب إسرائيل في غزة ضد حماس المدعومة من إيران، بالإضافة إلى القصف عبر الحدود شبه اليومي بين حزب الله، المدعوم أيضا من طهران، وإسرائيل.
يرى الكاتب أن حزب الله الآن "يترنح" مع مقتل زعيمه وعدد كبير من قادته، كما قُتل أيضا قادة حماس وأعضاء في الحرس الثوري الإيراني. ويتساءل الكاتب: أين يترك هذا المنطقة؟ ويرى أن طبيعة الضربات الأخيرة تترك الباب مفتوحًا أمام إسرائيل لعدم الرد بقوة شديدة والحفاظ على التوازن الحالي، وإن كانت الأجواء مشحونة للغاية، ولكن بالنظر إلى الاجتياح الحالي للبنان، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يريد دفع الحدود إلى أقصى حد ممكن. ويقول الكاتب إن هناك أدوات دبلوماسية يمكن استخدامها، مثل فرض عقوبات جديدة على إيران، وهو أمر من غير المرجح أن يجلب خطوة انتقامية أخرى من طهران، لكنه سيعمل على فرض ضغوط إضافية على إيران. ومن المرجح أن يكون هذا هو الطريق المفضل لدى واشنطن، لكن الولايات المتحدة اكتشفت مؤخرًا أن تفضيلاتها ليست سببا في التأثير على تصرفات نتنياهو. وعلى جانب اخر، يرى الكاتب أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، لن يرغب في الظهور بمظهر الضعيف في فشله في حماية حليفه حزب الله. ويقول إن طهران ستكون حذرة من صراع أوسع نطاقاً، في ضوء الدعم القوي الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل، وخاصة في الحالة الحالية لحزب الله، وكيلها الأكثر تسليحًا. ويختتم الكاتب قائلا "إن تطور الأمور قد يرجع إلى غرور الزعيمين، نتنياهو وخامنئي، وهو ما سيكون احتمالًا مخيفًا للدول في جميع أنحاء الشرق الأوسط والغرب، ولكن ستكون هناك جهود دبلوماسية مكثفة لمحاولة ضمان سيادة العقل، لكن الوقت وحده هو الذي سيخبرنا بذلك".