نظمت وزارة الثقافة، بالتعاون مع مَجْمَع الملك سلمان العالمي للغة العربية، هاكاثون «تعلُّم واحتضان اللغة العربية» خلال اليومين الماضيين في بينالي الدرعية، الذي تجمع من خلاله المبدعون والمبتكرون في فرقٍ متعددة، لابتكار منتجاتٍ تُعزز من تعلُّم اللغة العربية عبر أساليبَ مبتكرةٍ تمزج بين الثقافة والإبداع، للإسهام في الحفاظ على الهوية الثقافية السعودية.

وسعى الهاكاثون إلى خلق منتجاتٍ وخدمات وتجارب تفاعلية مبتكرة تعزز من تعلُّم اللغة العربية، وتُعمّق الاعتزاز بها، وذلك سعياً إلى تعزيز الوعي بأهمية اللغة العربية باعتبارها ركيزةً أساسية من ركائز الثقافة السعودية، وتراثها الثقافي المادي وغير المادي الغنيّ بكنوزه المتنوعة، حيثُ تُعدُّ اللغة العربية جزءا لا يتجزأ من نسيج تراث المملكة، بدءا من فنون الخط العربي مرورا بالموسيقى التقليدية وفنون الأداء، وانتهاءً بالفنون التعبيرية المتنوعة، فهي لغة الحكايات، والأمثال الشعبية، والارتباط الإسلامي العميق.

وينبثق هذا الحدث من الحاجة الماسة إلى تعزيز مواجهة اللغة العربية التحديات الراهنة في ظل تأثير العولمة، وانتشار اللغات الأجنبية، التي أظهرت بدورها الحاجة المُلحّة لإستراتيجياتٍ تعليمية مبتكرة تُسهم في الحفاظ على الهوية الثقافية، لذا جاء هاكاثون «تعلُّم واحتضان اللغة العربية»، بتنظيمٍ من وزارة الثقافة بالتعاون مع مَجْمَع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وجامعة الملك فيصل، ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، وجمعية مجتمع الشباب، وجمعية أكواف، وأكاديمية طويق، وشركة رينز، ليُمثّل فرصةً مثالية للمبدعين والمبتكرين من أجل تطوير تجارب تعليمية تفاعلية تعزز من تعلُّم اللغة العربية في ظل ما تحمله من تراثٍ غني، وتاريخٍ مجيد، وإبداعٍ في فنونها وجمالياتها.


ويأتي الهاكاثون في سياق الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الثقافة تأكيدا منها لالتزامها بتطوير أفكار إبداعية تعزز من الابتكار في المجال الثقافي، وتعكس مساعيها في ترسيخ مكانة اللغة العربية الجوهرية في الثقافة السعودية، وتحفيز المجتمع بمختلف أطيافه على الاستثمار في اللغة العربية بوصفه استثمارا في مستقبلٍ واعد يُسهم في بناء مجتمعٍ ثقافي متنوع ومزدهر، ويُعبّر عن الغِنَى التراثي للمملكة، ويعزز من مكانة اللغة العريبة بين اللغات العالمية، وذلك للإسهام في تحقيق أحد أهداف رؤية السعودية 2030، المتمثل في العناية باللغة العربية.