لبنان بين مطرقة الأحزاب الطائفية وسندان الفساد!
لبنان بين مطرقة الأحزاب الطائفية وسندان الفساد!
يواجه لبنان مشاكل سياسية واقتصادية أدت إلي إفقار البلاد والعباد, علي الرغم من أن شعبه يستحق أفضل مما هو يعانيه أو مما سيسقط فيه ما لم تتحرك الأمور في اتجاهات جديدة, فالطبقة السياسية الحاكمة تعيد إنتاج نفسها, الأمر الذي يعطل إحداث أي تغيرات تخرج البلاد من عثرتها, ولم يعد لبنان هو الأولوية, وباتت المصالح الخاصة هي المرتبة الأولي والخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه. الأحزاب والطائفية طغت في ظل غياب المساءلة مما جعل الأمور أكثر تعقيدا في اتخاذ أي قرارات تخص تشكيل الحكومة أو انتخاب رئيس للبلاد.
حملت جهات سياسية ومحللون واقتصاديون مسئولية ما يحدث من تداعيات للأزمات المالية التي يمر بها لبنان وانهيار الليرة لرياض سلامة الحاكم السابق للمصرف اللبناني والذي بات يواجه مسارا قضائيا طويلا ومعقدا لكثرة الملاحقات الأوروبية سواء من فرنسا أو ألمانيا له, وعقب توقيفه الأسبوع الماضي للتحقيق معه مرة أخري لجملة من شبهات الفساد التي تلاحقه منذ أعوام بالرغم من أنه لم يعد حاكما لمصرف لبنان فما الذي تغير حتي بات بإمكان القضاء اللبناني توقيفه وربما محاكمته في المرحلة اللاحقه؟ وكانت كل من الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة قد فرضت عقوبات اقتصادية علي سلامة وعلي أفراد عائلته لشبهات فساد, بما في ذلك تجميد أصولهم في البلدان الثلاثة, حيث يملك الكثير من الأسرار والملفات التي تدين طبقة سياسية كاملة أوصلت البلاد إلي انهيار مالي تام أتي علي مدخرات الشعب.. رياض سلامة دافع مرارا عن نفسه بتأكيده أن المصرف المركزي قام بتمويل الدولة ولكنه لم يستعد الأموال ويذكر أن سلامة تربع علي عرش المصرف اللبناني عقب انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية(1975-1990) وبقي في منصبه حتي يوليو2023 واعتبر في تلك الفترةحامي الليرة اللبنانية ومعها الاقتصاد, كما يواجه منذ تفجر الأزمة المالية عام2019 عددا كبيرا من قضايا الفساد المالي والإداري واستغلال منصبه. وينتظر الشارع اللبناني بشغف وتشف ما ستؤول إليه الإجراءات القضائية المقبلة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا الآن تم توقيف رياض سلامة علي الرغم من كونه محميا من قبل الطبقة السياسية اللبنانية؟ هل رفع الغطاء السياسي عنه تماما؟ وإذا تم التضحية به فهل سيبوح بالعديد من الأسرار لفضح أسماء المتورطين في عمليات الفساد من الكبار؟