حول معركة إسرائيل مع حزب الله جنوب لبنان :ماذا يقول محلل سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية
حول معركة إسرائيل مع حزب الله جنوب لبنان :ماذا يقول محلل سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية
تتجمع في هذه الأثناء السحب المنذرة بمواجهة عسكرية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله المتمركزين في جنوب لبنان -والمدعومين من إيران- ويتساءل المتابعون لتداعيات السلوك العدواني الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023: هل تستمر شراهة آلة الحرب الإسرائيلية نحو فتح جبهات قتالية في المنطقة لمجرد اطمئنانها للدعم غير المحدود من الولايات المتحدة واتباعها الأوروبيين؟…
تتكاثر التحليلات التي تتحدث عن السياسة الانتحارية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, والتي تعكس جموحه في استمرار المعارك بغض النظر عن معارضة التيارات السياسية والعسكرية في إسرائيل ومبررة ذلك برهانه الشيطاني علي إنقاذ مستقبله السياسي وإبعاده عن المساءلة طالما ظلت الحرب مستعرة.
لكن ماذا يقول المحللون الاستراتيجيون في هذا الخصوص؟… اليوم وفي سياق رصدي لكل ما يتصل بالأحداث في المنطقة أقدم رؤية لاري جونسون المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية… وهذا ما أدلي به:
** أنا أوجه خطابي إلي كل مسئول عن صياغة القرار الإسرائيلي بالهجوم الغاشم علي الفلسطينيين في غزة وما أدي إليه من دمار شامل وتطهير عرقي وإبادة إنسانية… كيف تقاتل بكل جيشك لمدة عشرة أشهر في غزة ضد مجموعة من الرجال الذين هم في الأساس ليسوا وحدة عسكرية منظمة, بل يقومون بحرب عصابات في ظل تسلسل قيادي فضفاض ولا يتركزون في منطقة واحدة.. إنهم متحصنون جيدا لكنهم لا يملكون صواريخ وطائرات متطورة بدون طيار وليسوا مدربين علي القتال المباشر… وبعد عشرة أشهر لا يمكنك هزيمتهم, ولكن الآن تزمع شن هجوم بري علي جنوب لبنان ضد جيش قوامه 100ألف مقاتل من مقاتلي حزب الله الذين تم تنظيمهم في وحدات عسكرية منضبطة مع ضباط وأفراد مجندين في مواقع راسخة بشكل جيد قادرين علي تحمل القصف الجوي بما في ذلك الطائإات ذات الأجنحة الثابتة وكذلك المدفعية… إنهم لديهم صواريخ وقذائف متطورة بمجرد إطلاقها يمكنهم ضرب مقاطعات من إسرائيل لم تتعرض قط سابقا لأي قسط من هذه الضربات المدمرة من قبل… ودعوني أذكركم أن هذه المنظومة هزمتكم من قبل عام 2006, والآن أصبحت أكبر وأفضل وأقوي… فهل ماتزال مزمعا علي مهاجمتها؟… مع جيشك الذي يبدو أنه متعب ومهترئ وغير مسلح؟… أين من يجري الحسابات الواقعية لديكم؟… هذا غير منطقي علي الإطلاق.
** أعتقد أن إسرائيل إذا حاولت تحقيق ذلك, فسوف تواجه هزيمة مذلة من شأنها أن تطرح مسألة مصيرية حول بقاء إسرائيل نفسها… هناك انقسام خطير في إسرائيل بين المدنيين والعسكريين.. المدنيون فقدوا عقلهم لكن العسكريين لم يفقدوا كل عقلهم بعد, فهم يدركون أنهم لا يستطيعون الاستمرار في هذا السيناريو الانتحاري.
*** هكذا قدم محلل ينتمي إلي جهاز المخابرات المركزية الأمريكية رؤيته حول ما يجري وما يستمر علي ساحة الحرب الإسرائيلية الفلسطينية وما ينبئ بتمادي شهية الإسرائيليين نحو توسيع نطاق الحرب لجر المنطقة برمتها إلي حرب قد تخرج عن حدودها الإقليمية لتشعل حربا عالمية ثالثة لا يمكن لأحد أن يدرك عقباها… لكن هل تصل الرسالة إلي عقول صانعي القرار وداعمي إسرائيل في الولايات المتحدة واتباعها الأوروبيين؟… أم أن الانسياق الأهوج نحو الاستئثار بقيادة العالم يعمي أبصار أولئك ويقودهم نحو دمار المنظومة العالمية؟