كشف باحثون في الكاميرون عن الفوائد الصحية المدهشة لنظام غذائي يعتمد على الجراد، مما يشير إلى أن هذه الحشرات قد تكون المفتاح إلى نوم أفضل وشعر أكثر صحة، بل وحتى رغبة جنسية أقوى.

وتكشف الدراسة التي نشرت في مجلة علوم الأغذية والمنتجات الحيوانية أن الفئران التي تتغذى على نظام غذائي من (Ruspolia nitidula)، وهو نوع من الجراد الصالح للأكل الشائع في الكاميرون، شهدت تحسنات كبيرة في العديد من المؤشرات الصحية مقارنة بالفئران التي تتغذى على أنظمة غذائية أخرى. مصادر بروتين غير تقليدية

مع صراع العالم مع قضايا الأمن الغذائي وتزايد عدد السكان يتجه العلماء بشكل متزايد إلى مصادر البروتين غير التقليدية، وقد ظهرت الحشرات بقيمتها الغذائية العالية وتأثيرها البيئي المنخفض كبديل واعد، وتضيف هذه الدراسة، التي قادها باحثون في جامعة دشانغ في الكاميرون، وزنًا إلى الحجة القائلة إن الحشرات يمكن أن تكون أكثر من مجرد مصدر غذائي مستدام، فقد تقدم أيضًا فوائد صحية فريدة.


قام فريق البحث، برئاسة نجنانيي عبدول، بمقارنة تأثيرات ثلاثة أنظمة غذائية مختلفة على الفئران: الأول يعتمد على وجبة (Ruspolia nitidula) «المصنوعة من الجراد المطحون»، والثاني يعتمد على وجبة السمك التقليدية من سمك الرنجة، والثالث يفتقر إلى البروتين الحيواني، على مدى 12 أسبوعًا، قاموا بمراقبة مؤشرات صحية مختلفة لدى 216 فأرًا، بما في ذلك وزن الجسم، وأنماط النوم، والسلوك الجنسي، ونوعية الشعر.

نتائج الدراسة

أظهرت الفئران التي تغذت على الجراد تحسنات ملحوظة في العديد من المقاييس الصحية، ولعل أبرز ما في الأمر هو أن هذه الفئران شهدت زيادة كبيرة في الرغبة الجنسية، مع زيادة وتيرة السلوكيات الجنسية مقارنة بالفئران التي تغذت على أنظمة غذائية أخرى، كما تمتعت الفئران التي تغذت على الجراد بنوم أفضل، حيث اكتسبت ما يقرب من 12 ساعة إضافية من النوم أسبوعيًا مقارنة بالفئران التي تتغذى على نظام غذائي يفتقر إلى البروتين.

ولكن الفوائد لم تتوقف عند هذا الحد، فقد وجدت الدراسة أن 94.58 % من الشعر الذي تم فحصه من الفئران التي تتغذى على الجراد كان في حالة ممتازة ـ مسطحًا ومرنًا عند اللمس، وعلى النقيض من ذلك، أظهرت 5.55 % فقط من الشعر من الفئران التي تتغذى على دقيق السمك، و0.27 % فقط من الفئران التي تعاني من نقص البروتين جودة مماثلة.

كما شهد وزن الجسم تحسنًا، حيث حافظت الفئران التي تتغذى على الجراد على متوسط ​​وزن صحي بلغ 180.10 جرامًا، وهو أعلى قليلاً من المجموعة التي تناولت دقيق السمك عند 172.76 جرامًا، وتأخرت الفئران التي تناولت نظامًا غذائيًا خاليًا من البروتين بشكل كبير عند 146.15 جرامًا.

دعم وظائف الجسم

يعزو الباحثون هذه الفوائد الصحية إلى الملف الغذائي الفريد لـ(Ruspolia nitidula)، نظرًا لثرائها بالأحماض الأمينية الأساسية والفيتامينات والمعادن، يبدو أن هذه الجنادب توفر مزيجًا قويًا من العناصر الغذائية التي تدعم وظائف الجسم المختلفة، على سبيل المثال، يُعتقد أن وفرة الأحماض الأمينية المحتوية على الكبريت مثل الميثيونين والسيستين في الجنادب تسهم في تحسين جودة الشعر من خلال تعزيز إنتاج الكيراتين. يقول عبدول في بيان: «تسلط نتائجنا الضوء على الإمكانات الكبيرة للحشرات الصالحة للأكل مثل Ruspolia) nitidula) كمصدر بديل للبروتين، لا تلبي وجبة الجندب الاحتياجات الغذائية فحسب، بل توفر أيضًا فوائد صحية كبيرة، بما في ذلك تحسين الرغبة الجنسية، وتحسين النوم، وتحسين جودة الشعر، مع آثار بعيدة المدى على الأنظمة الغذائية للحيوانات والبشر».

النتائج الرئيسية

أدى نظام الجراد الغذائي إلى تحسينات كبيرة في العديد من التدابير الصحية.

أظهرت الفئران التي تناولت هذا النظام الغذائي زيادة في النشاط الجنسي، مع سلوكيات أكثر تواترًا للصعود والهبوط.

ناموا لفترة أطول، واكتسبوا حوالي 12 ساعة إضافية من النوم أسبوعيًا مقارنة بالمجموعة التي تعاني من نقص البروتين.

كانت جودة الشعر أفضل بشكل كبير، حيث أظهرت أكثر من 94% من الشعر المفحوص خصائص مثالية.

كان وزن الجسم أكثر صحة، وكانت مؤشرات صحة الجهاز الهضمي أكثر توازنًا.