افتتح مساء اليوم بجاليرى ياسين بالزمالك معرض استيعادى للفنان الراحل عبد الوهاب مرسي.
المعرض يضم ثلاثين عملا فنيا.

الفنان الراحل من أبرز فنانى السبعينات وما بعدها بأسلوبه المتفرد الذى لم يتنازل عن اصالته فى اى مرحلة من مراحل ابداعه المتواصل، واليوم يطالعنا بحصيلة رحلة ثلاثين عاما من العمل المتجددة، يعرضه علينا كألبوم حافل جديد والمثابرة والإيمان بأن الإنتماء للجذور هو منبع الأصالة والاستمرار الحضارى ولغة التواصل بين الأجيال.

ما نشاهده اليوم من أعمال تصويرية للفنان يمثل صفحات مضيئة فى مجلد ضخم وملحمة تصويرية تقوم فيها الخطوط والألوان مقام الكلمات والأبيات.
الفنان الراحل كان يعمل بمصلحة تسجيل الآثار، لقد اختار الطريق الذى سلكه اجداده القدماء وقرر ان تكون الهيروغليفية لغته التى يعبر بها مدركا ان هناك ملامح خاصة فرضتها البيئة الزراعية علي إبداع المصرى القديم ،وتتجله هذه الملامح فى البساطة المتناهية والتسطيح الذى يعبر عن الامتداد الامتناهى لأرض لا تغيب عنها الشمس. والفلاح رسام بطبيعته ومهندس بفطرته فهو يرسم بمحراث قنوات متوازيه على امتداد الحقل، ثم يحيك أحواض الزرع بحدود هندسية حتى لا تختلط المساحات المزروعة ولا غرابة ان نرى هذا المنطق ينعكس على إبداع الفنان المصرى الذى هدته فطرته إلى قيمة الخط وأهمية المساحة وحكمة الحدود.

قدم الفنان أعمال ثنائية الأبعاد حاسمة الحدود واضحة الخطوط صريحة الأطراف والحواف رباعية الألوان والأطياف.
بدأ اهتمام الفنان باستبعاد التعبيرات الانفعالية من الوجوه والاجسام لتحل محلها سكنية سكون الأبد، كما بدأ اهتمامه بالمستشفى السطح واكسابه ملساوية اللاكر الآسيوي ثم تمايلت خطوطه تمايلا زخرفيا، وبرزت ملامح الحياة اليومية والبيئة الفرعونية من الوحدات والرموز الهيروغليفية السطح ثنائي الأبعاد المقسم إلى مساحات هندسية كأنها كليم بدوى يكسب الخلفيات بهجة.
ثم بدأت مرحلة تالية تنحت فيها الشخصيات لتحل محلها تشكيلات هندسية ورموز مجردة مسايرة للنزعة التجريدية ولكن بلغة هيروغليفية ومذاق مصرى صميم، وسيطرت البنيات الترابية والاخضر الزرعى على بالتة الفنان والتى استخدم فيها الرمل كوسيط جديد وبديلا للفرشاة وخلاص الألوان وتبدو الأسطح الرملية كلية جديدة تذكرنا بالمنحوتات البارزة فوق جدران المعابد والمقابر ويلعب البروز دورا جديدا فى التشكيل باعتباره اقدم وادوم من لغة الألوان.
والفنان الراحل عبد الوهاب مرسى حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة القاهرة عام ١٩٥٧.
دبلوم معهد التربية الفني للمعلمين ١٩٥٨.
دراسات حرة فى مجال أعمال الحفر بجامعة سان فرناندو اسبانيا ١٩٧١-١٩٧٢.
حصل على الجائزة الثانية للبينالى الدولى الثالث ببرشلونة ١٩٧١ أسبانيا.
رشح لنيل الدكتوراه الفخرية من قبل بنك المعلومات الأمريكية من جامعة ماركويز جسبى اسكبو بولاية ميسورى وأيضا الميدالية البرونزي لاكاديمية ألبرت أينشتاين أمريكا.
ويستمر المعرض حتى ١٠ أكتوبر.