أفاد مصدر موثوق لـ «التغيير» تدهور حاد في مركز الجميح لغسيل الكلى بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان غربي السودان، ونوه إلى أن المركز يمُر بأزمة إدارية كبيرة بعد استقالة مديره السابق و أصبح المركز بدون قيادة واضحة لمدة أربعة أشهر.
التغيير – الأبيض
وقال المصدر إن مدير عام وزارة الصحة بالولاية تولى إدارة مركز الجميح لغسيل الكلى إلا أن هذه الإدارة لم تكن فعالة بما يكفي لحل المشاكل المزمنة التي يعاني منها المركز .
و أشار المصدر إلى أن الحل يكمن في اتخاذ قرار شجاع بتعيين مدير جديد للمركز و هو ما تفتقده إدارة الوزارة على الرغم من مشاركة العديد من الجهات في تقديم الحلول و المقترحات لوالي الولاية و مدير عام وزارة الصحة .
و أوضح أن الوزارة تعتبر تعيين مديراً للمركز خطاً أحمر و تصر على أن القرار من اختصاصها على الرغم من غيابها الفعلي عن المركز و عدم الوقوف على مشاكله بشكل مباشر .
و أكد المصدر أن تعيين مدير جديد يعد أفضل وسيلة لحل المشاكل الإدارية و التسيرية مشيرا إلى أن الخيار الأمثل في الوقت الراهن تعين أي شخص تراه إدارة الصحة مناسباً لتولي هذه المهمة .
و أظهرت الصورة التي حصلت عليها «التغيير» حجم التردي في المركز حيث يمتلئ فنائه بمياه الصرف الصحي المتسربة و المواد الملوثة عالية السمية و تصل إلى مجاري أحواض الزهور و أمام مسجد المستشفي و إستراحة الأطباء.
و كان قد أظهرت الصورة انتشار النفايات الطبية الخطرة داخل المركز بما في ذلك نفايات مرضى الكبد الوبائي .
و وفقاً للمعلومات المتوفرة تم شراء الصهريج للمركز يسع “50” برميلاً بجهود مبادرة خيرية تهدف إلى دعم المركز الذي يجد اهتماماً كبيراً من قبل الخيرين لضمان استمرار الخدمات الصحية للمرضى.
و لفت المصدر إلى أن هذه المشاكل ليست بجديدة وقال “كان الصرف الصحي يتسبب سابقا في تعطيل العمليات الجراحية بمستشفي الأبيض التعليمي نتيجة تسربه إلى مجمع العمليات و هو وضع استمر حتى تم توفير حلول مؤقتة لتفادي هذه الكارثة الصحية”.
و دعا إلى ضرورة اتخاذ خطوات جادة و عاجلة لإصلاح المركز و تعيين مدير قادر على مواجهة التحديات و ضمان تقديم الخدمات الصحية بجودة تلبي احتياجات المرضى و تحافظ على سلامة البيئة المحيطة .
و يعتبر مركز الجميح الوحيد بمدينة الأبيض الذي يعمل حالياً لتقديم خدمات علاج الكلى وظل يصارع من أجل الاستمرار رغم انهيار النظام الصحي بسبب عواقب الحرب المستمرة منذ 17 شهراً في السودان.
و كان المركز قد توقف عن العمل لأكثر من مرة بسبب نقص الإمدادات الطبية و النفقات التشغيلية نتيجة الحرب خاصة بعد دخول مدينة الأبيض دائرة الصراع بين الجيش السوداني و قوات الدعم السريع .
و مع اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، شهدت حاضرة ولاية شمال كردفان الأبيض مواجهات عسكرية دامية بين طرفي القتال ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى وسط المدنيين جراء القصف العشوائي المتبادل بين الطرفين.
وتتمتع مدينة الأبيض بموقع استراتيجي في غرب البلاد حيث تضم أكبر سوق لمحصول الصمغ العربي على مستوى العالم وأسواق أخرى للمحاصيل والماشية إلى جانب ارتباطها بطريق الصادرات الرابط بين ولايات غرب السودان المختلفة .
