تذكار شفاء أيوب الصدِّيق
تذكار شفاء أيوب الصدِّيق
رتَّبت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مثل هذا اليوم 1 من الشهر المبارك توت,النيروز (رأس السنة القبطية للشهداء)، أن يكون هذا اليوم تذكارًا لشفاء أيوب البار.
وكان يسكن في أرض عوص نسبة إلى جده عوص. ويشهد الكتاب المقدس عن هذا الصديق أنه كان كاملًا ومستقيمًا يتقى الله ويحيد عن الشر (أيوب 1: 1). كما شهد الكتاب عنه أنه كان غنيًا جدًا في الأموال والمقتنيات ( كان هذا الرجل أعظم بنى المشرق ) (أيوب 1: 3). تنبأ أيوب عن مجيء السيد المسيح لفداء البشرية بقوله ( أما أنا فقد علمت أن ولييّ حي ويظهر على الأرض في آخر الزمان ) (أيوب 19: 25). كما كان يؤمن بخلود النفس والحياة بعد الموت رغم أنه عاش قبل الناموس بزمن طويل فيقول ( وبعد أن يُفنى جلدي هذا وبدون جسدي أرى الله ) (أيوب 19: 26).
وتميز أيوب في أيام سعته بفضائل كثيرة مثل الطهارة كقوله:
( عهداً قطعت لعيني فكيف أتطلع في عذراء ) (أيوب 31: 1)، والشفقة على الفقراء والمساكين ( فتحت للمسافر أبوابي، هل أكلت لقمتي وحدي ولم يأكل منها اليتيم، منذ صباه كبر عندي كأب ) (أيوب 31: 11). والتمسك بعبادة الله رغم انتشار عبادة الأصنام حوله ( إن كنت قد نظرت إلى النور حين أضاء أو إلى القمر يسير بالبهاء وغوى قلبي سرًا… لأني أكون قد جحدت الله من فوق ) (أيوب 31: 26 – 28). والاتكال على الله لا على الغنى ( إن كنت قد جعلت الذهب عمدتي أو قلت للإبريز أنت متكلي، إن كنت قد فرحت إذ كثرت ثروتي ) (أيوب 31: 24)، والتمسك بحياة التوبة المستمرة ( إن كنت قد كتمت كالناس ذنبي لإخفاء إثمي في حضني، بل كنت أخبره بعدد خطواتي ) (أيوب 31: 34).
سمح الله بالتجارب لأيوب لأنه يعرف أصالة معدنه وقوة إيمانه بالله ولكي يقيم منه معلماً للصبر والاحتمال إلى آخر الدهور (يعقوب 1: 4). ولما أدت التجربة مهمتها رفع عنه الله هذه التجربة وعاد أيوب إلى مجده الأول مضاعفًا.