لا حديث بين مستعملي وسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب هذه الأيام، سوى عن دعوة افتراضية جرى تداولها على نطاق واسع لتنظيم هجرة جماعية غير نظامية نحو إسبانيا عبر جيب مدينة سبتة المحتلة.
وتروّج بعض الحسابات على منصة “فيسبوك” تدوينات تزعم تنفيذ عملية جماعية للهجرة غير المشروعة بتاريخ 15 شتنبر الجاري، قبل أن يتبين أن الدعوة أطلقها حساب تعود ملكيته إلى شاب لا يتجاوز عمره 20 سنة، عمد إلى نشر شريط فيديو يحرّض فيه أقرانه على المخاطرة بامتطاء قوارب الموت، قبل أن يسقط في يد عناصر الشرطة القضائية بمدينة تطوان.
وبتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أوقفت الشرطة صباح اليوم الإثنين 9 شتنبر الجاري، الشاب المعني بالأمر لتورطه في نشر أخبار زائفة ومحتويات تحرّض على تنظيم الهجرة غير المشروعة باستخدام الأنظمة المعلوماتية.
وأسفرت الأبحاث والتحريات المنجزة على ضوء هذه الدعوات التحريضية عن تحديد هوية المشتبه فيه، وذلك قبل أن يتم توقيفه بتنسيق مع عناصر الدرك الملكي بمنطقة “دار بوعزة” بضواحي مدينة الدار البيضاء.
وقد تم إخضاع المعني بالأمر لإجراءات البحث القضائي الذي يجرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن الخلفيات الحقيقية الكامنة وراء ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، مع الإشارة أن الأبحاث والتحريات لا تزال متواصلة لتوقيف باقي المشاركين والمساهمين في فبركة ونشر هذه المحتويات التحريضية والأخبار الزائفة.
وتدخل هذه العملية الأمنية في سياق الإجراءات المشدّدة والمجهودات المكثفة التي تبذلها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني لمكافحة شبكات الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر، والدعوات المحرضة على ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، ما أسفر عن توقيف ما يزيد عن 900 مرشح للهجرة السرية، أثناء محاولتهم التسلل إلى سبتة سباحة، بينهم قاصرين.
