قابلتها‏ ‏ابتسامة‏, ‏فتبدد‏ ‏الغضب‏!‏


‏(1) ‏السهر
دخلت‏ ‏عجوز‏ ‏علي‏ ‏ملك‏ ‏تشكو‏ ‏إليه‏ ‏جنوده‏ ‏الذين‏ ‏سرقوا‏ ‏أغنامها‏ ‏بينما‏ ‏كانت‏ ‏نائمة‏, ‏وبدلا‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏يعطف‏ ‏عليها‏ ‏الملك‏, ‏ويحقق‏ ‏في‏ ‏شكواها‏ ‏وبخها‏ ‏قائلا‏: ‏كان‏ ‏عليك‏ ‏أن‏ ‏تسهري‏ ‏علي‏ ‏أغنامك‏, ‏لا‏ ‏أن‏ ‏تنامي‏.‏
فأجابته‏ ‏قائلة‏: ‏ظننتك‏ ‏ساهرا‏ ‏علي‏ ‏جنودك‏ ‏ورعيتك‏, ‏لذلك‏ ‏نمت‏ ‏مطمئنة‏ ‏علي‏ ‏غنمي‏..!.‏
‏(2) ‏حكايات‏ ‏أبو‏ ‏الحكايات
ورهان‏ ‏الشمس‏ ‏والريح
عندما‏ ‏كنت‏ ‏في‏ ‏العاشرة‏ ‏من‏ ‏عمري‏ ‏حكي‏ ‏لي‏ ‏والدي‏ ‏أن‏ ‏من‏ ‏أشهر‏ ‏شخصيات‏ ‏التاريخ‏, ‏رجل‏ ‏شديد‏ ‏الذكاء‏ ‏عاش‏ ‏في‏ ‏بلاد‏ ‏اليونان‏ ‏منذ‏ 2600 ‏سنة‏.. ‏إنه‏ ‏إيسوب‏, ‏الذي‏ ‏أبدع‏ ‏مجموعة‏ ‏ذائعة‏ ‏الصيت‏ ‏من‏ ‏الحكايات‏ ‏أنطق‏ ‏فيها‏ ‏الطير‏ ‏والحيوان‏ ‏بل‏ ‏والجماد‏, ‏ووضع‏ ‏فيها‏ ‏خلاصة‏ ‏الخبرة‏ ‏والحكمة‏ ‏الإنسانية‏. ‏كان‏ ‏عبدا‏ ‏مشوه‏ ‏الخلقة‏, ‏لكن‏ ‏سيده‏ ‏حرره‏ ‏لذكائه‏ ‏وحكمته‏, ‏وأرسله‏ ‏سفيرا‏ ‏له‏ ‏يقابل‏ ‏الملوك‏ ‏وكبار‏ ‏الحكام‏, ‏فأطلق‏ ‏عليه‏ ‏لقب‏ ‏أحكم‏ ‏الحكماء‏, ‏بينما‏ ‏عرفه‏ ‏عامة‏ ‏الناس‏ ‏باسم‏ ‏أبوالحكايات‏.‏
‏* ‏من‏ ‏أشهر‏ ‏حكاياته‏ ‏التي‏ ‏أصبحت‏ ‏جزءا‏ ‏من‏ ‏التراث‏ ‏لكثير‏ ‏من‏ ‏البلاد‏, ‏قصة‏ ‏السباق‏ ‏بين‏ ‏السلحفاة‏ ‏والأرنب‏ ‏التي‏ ‏تؤكد‏ ‏أن‏ ‏المثابرة‏ ‏طريق‏ ‏مؤكد‏ ‏للنجاح‏, ‏وقصة‏ ‏الحمامة‏ ‏التي‏ ‏أنقذت‏ ‏النملة‏ ‏فأنقذتها‏ ‏النملة‏, ‏والغراب‏ ‏العطشان‏ ‏الذي‏ ‏وضع‏ ‏قطع‏ ‏الحصي‏ ‏في‏ ‏إناء‏ ‏بقاعة‏ ‏قليل‏ ‏من‏ ‏الماء‏ ‏فارتفع‏ ‏مستوي‏ ‏الماء‏ ‏حتي‏ ‏استطاع‏ ‏الغراب‏ ‏أن‏ ‏يشرب‏, ‏والثعلب‏ ‏الذي‏ ‏لم‏ ‏يستطع‏ ‏الوصول‏ ‏إلي‏ ‏عناقيد‏ ‏كرم‏ ‏عنب‏ ‏فأقنع‏ ‏نفسه‏ ‏أن‏ ‏ذلك‏ ‏العنب‏ ‏مر‏ ‏المذاق‏ ‏لا‏ ‏يستحق‏ ‏عناء‏ ‏محاولة‏ ‏الوصول‏ ‏إليه‏.‏
‏* ‏ومن‏ ‏أشهر‏ ‏حكاياته‏ ‏أيضا‏, ‏قصة‏ ‏الرهان‏ ‏بين‏ ‏الشمس‏ ‏والريح‏. ‏فذات‏ ‏يوم‏ ‏قالت‏ ‏الريح‏ ‏للشمس‏: ‏انظري‏ ‏إلي‏ ‏هذا‏ ‏الرجل‏ ‏الذي‏ ‏يمشي‏ ‏وهو‏ ‏يجمع‏ ‏حول‏ ‏جسمه‏ ‏أطراف‏ ‏معطفه‏.. ‏إنني‏ ‏أستطيع‏ ‏حمله‏ ‏علي‏ ‏نزع‏ ‏معطفه‏ ‏عن‏ ‏كتفيه‏ ‏بأسرع‏ ‏ما‏ ‏تستطيعين‏ ‏أنت‏. ‏أجابت‏ ‏الشمس‏: ‏التجربة‏ ‏هي‏ ‏الفيصل‏ ‏بيننا‏.. ‏هيا‏ ‏أيتها‏ ‏الريح‏.. ‏ابدأي‏ ‏أنت‏ ‏المحاولة‏. ‏بدأت‏ ‏الريح‏ ‏تعصف‏ ‏في‏ ‏محاولات‏ ‏مستميتة‏ ‏لتحمل‏ ‏الرجل‏ ‏علي‏ ‏خلع‏ ‏معطفه‏.. ‏هبت‏ ‏في‏ ‏قوة‏ ‏حتي‏ ‏تطايرت‏ ‏أطراف‏ ‏المعطف‏ ‏هنا‏ ‏وهناك‏, ‏لكن‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏لهذا‏ ‏العنف‏ ‏من‏ ‏نتيجة‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏الرجل‏ ‏كلما‏ ‏اشتدت‏ ‏الريح‏ ‏كان‏ ‏يحكم‏ ‏قبضته‏ ‏علي‏ ‏أطراف‏ ‏معطفه‏, ‏يضمها‏ ‏بقوة‏ ‏حول‏ ‏جسمه‏ ‏ليحتمي‏ ‏من‏ ‏عدوان‏ ‏الريح‏ ‏عليه‏. ‏بعد‏ ‏كل‏ ‏تلك‏ ‏الهجمات‏ ‏المستميتة‏ ‏الفاشلة‏, ‏اضطرت‏ ‏الريح‏ ‏أن‏ ‏تكف‏ ‏أذاها‏ ‏عن‏ ‏الرجل‏, ‏وتقول‏ ‏وقد‏ ‏تبددت‏ ‏قوتها‏: ‏سأكف‏ ‏عن‏ ‏المحاولة‏. ‏هنا‏ ‏بدأت‏ ‏الشمس‏ ‏محاولاتها‏.. ‏أرسلت‏ ‏أشعتها‏ ‏هادئة‏ ‏دافئة‏ ‏فتسللت‏ ‏تحت‏ ‏ثياب‏ ‏الرجل‏, ‏الذي‏ ‏وجد‏ ‏نفسه‏ ‏يترك‏ ‏أطراف‏ ‏معطفه‏ ‏تتهدل‏ ‏حوله‏. ‏وقليلا‏ ‏قليلا‏ ‏رفعت‏ ‏الشمس‏ ‏حرارة‏ ‏أشعتها‏. ‏وما‏ ‏أن‏ ‏أحس‏ ‏الرجل‏ ‏بالهواء‏ ‏الساخن‏ ‏وبحبات‏ ‏العرق‏ ‏التي‏ ‏انعقدت‏ ‏علي‏ ‏جبينه‏ ‏وبدأت‏ ‏تنحدر‏ ‏علي‏ ‏وجهه‏, ‏حتي‏ ‏خلع‏ ‏معطفه‏ ‏عن‏ ‏كتفيه‏, ‏وطواه‏ -‏بغير‏ ‏تفكير‏- ‏فوق‏ ‏ذراعه‏!‏
عندئذ‏ ‏هتفت‏ ‏الشمس‏: ‏تنبهي‏ ‏أيتها‏ ‏الريح‏.. ‏طريقتي‏ ‏الهادئة‏ ‏الناعمة‏ ‏نجحت‏ ‏وبسرعة‏, ‏حيث‏ ‏فشل‏ ‏عنفك‏ ‏وعدوانك‏, ‏وأسلوبك‏ ‏الخشن‏ ‏الفظ‏!!.‏
‏(3) ‏قابلتها‏ ‏ابتسامة‏, ‏فتبدد‏ ‏الغضب‏!‏
في‏ ‏زيارة‏ ‏لمدينة‏ ‏بولونيا‏ ‏بإيطاليا‏, ‏ذهبت‏ ‏زميلة‏ ‏لتشتري‏ ‏زوجا‏ ‏من‏ ‏الأحذية‏ ‏لابنها‏ ‏الصغير‏. ‏وفي‏ ‏المحل‏ ‏الصغير‏ ‏الأنيق‏ ‏قابلتها‏ ‏بائعة‏ ‏فائقة‏ ‏الجمال‏ ‏تجيد‏ ‏اللغة‏ ‏الإنجليزية‏ ‏التي‏ ‏تعرفها‏ ‏الزميلة‏ ‏جيدا‏, ‏لكنها‏ ‏كانت‏ ‏صارمة‏ ‏الملامح‏ ‏وجهها‏ ‏لا‏ ‏يعرف‏ ‏الابتسام‏. ‏وعندما‏ ‏طلبت‏ ‏الزميلة‏ ‏مشاهدة‏ ‏نوع‏ ‏بعد‏ ‏آخر‏ ‏من‏ ‏الأحذية‏, ‏ظهر‏ ‏الضيق‏ ‏علي‏ ‏وجه‏ ‏البائعة‏ ‏ثم‏ ‏تشاغلت‏ ‏عنها‏ ‏بزبون‏ ‏آخر‏. ‏وغضبت‏ ‏الزميلة‏ ‏واعتزمت‏ ‏الخروج‏ ‏بغير‏ ‏أن‏ ‏تشتري‏ ‏شيئا‏. ‏وعند‏ ‏الباب‏ ‏قابلتها‏ ‏بائعة‏ ‏أخري‏.. ‏لا‏.. ‏بل‏ ‏قابلتها‏ ‏ابتسامة‏ ‏رقيقة‏.. ‏ابتسامة‏ ‏في‏ ‏العينين‏ ‏وعلي‏ ‏الشفتين‏ ‏وتملأ‏ ‏الوجه‏ ‏كله‏.. ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏جميلة‏ ‏الملامح‏ ‏ولا‏ ‏تعرف‏ ‏إلا‏ ‏اللغة‏ ‏الإيطالية‏ ‏التي‏ ‏تجهلها‏ ‏الزميلة‏ ‏تماما‏, ‏لكن‏ ‏هذه‏ ‏الابتسامة‏ ‏أعادت‏ ‏زميلتنا‏ ‏إلي‏ ‏داخل‏ ‏المحل‏.‏
وتقدمت‏ ‏البائعة‏ ‏صاحبة‏ ‏الابتسامة‏ ‏من‏ ‏الزميلة‏ ‏تسألها‏ ‏بالإيطالية‏ ‏عن‏ ‏طلبها‏, ‏وفي‏ ‏الحال‏ ‏تبدد‏ ‏غضب‏ ‏الزميلة‏, ‏ورغم‏ ‏حاجز‏ ‏اللغة‏ ‏تم‏ ‏التفاهم‏, ‏وأشارت‏ ‏الزميلة‏ ‏إلي‏ ‏نافذة‏ ‏العرض‏ ‏تحدد‏ ‏ما‏ ‏تريد‏. ‏وبعد‏ ‏نصف‏ ‏ساعة‏ ‏كانت‏ ‏قد‏ ‏اشترت‏ ‏لابنها‏ ‏ثلاثة‏ ‏أزواج‏ ‏من‏ ‏الأحذية‏ ‏لا‏ ‏زوجا‏ ‏واحدا‏!!‏

تاريخ الخبر: 2024-09-05 09:21:24
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

حارب الشيخوخة والأمراض المزمنة بهذه التمارين

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-09-20 09:22:40
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 43%

أسرع قطارات السكة الحديد.. تعرف على مواعيد وأسعار قطار تالجو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-09-20 09:22:38
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 46%

5 معلومات عن مباراة الزمالك والشرطة الكينى فى الكونفدرالية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-09-20 09:22:36
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 40%

لحظة مينسكي .. هل أصبح انهيار سوق الأسهم مستحيلًا؟

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-09-20 09:25:06
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 44%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية