أصدرت “منظمة هيومن رايتس ووتش”، الثلاثاء، تقريرا عن ردود الأفعال المتعلقة بفيلم (The Goat Life) “حياة الماعز” المعروض على منصة “نتفلكس”، والذي أثار ضجة واسعة في السعودية، وفتح نقاشا حول حالة حقوق الإنسان بببعض الدول الخليجية.
واعتبر تقرير المنظمة الحقوقية أن الفيلم يبالغ على الأرجح في بعض عناصر قصة نجيب، لأغراض سينمائية، ويستند إلى حالة من تسعينيات القرن الماضي، إلا أن الانتهاكات التي يسردها، بحسبها، “لا تزال مع الأسف واسعة الانتشار أكثر مما يود المنتقدين السعوديين على التواصل الاجتماعي الاعتراف به”.
وسجل تقرير “رايتس ووتش” أنه تم توثيق جميع هذه الانتهاكات في السعودية ودول خليجية أخرى على مدى عقود، مبرزا أن “رعاة الماشية الوافدون، مثلهم مثل عاملات المنازل، يعانون من بعض أسوأ الانتهاكات بسبب استثنائهم من قانون العمل السعودي، وغالبا ما يقعون ضحية الإتجار بالبشر والعزلة والاعتداء الجسدي”.
وأوردت المنظمة بشأن نظام الكفيل السعودي، أنه “صحيح أن نجيب احتُجز على يد كفيل محتال انتحل صفة صاحب عمله واصطحبه من المطار، إلا أن نظام الكفالة التعسفي لا يزال قائما بعد 30 عاما من مغادرة نجيب للسعودية”.
ولفتت المنظمة الحقوقية إلى أن تحقيق الطموحات العالمية للسعودية المذكورة بالتفصيل في خطط “رؤية 2030″، بما في ذلك تقديم عرض استضافة “كأس العالم لكرة القدم للرجال 2034″، يعتمد إلى حد كبير على العمال الوافدين، مشددة على أنه إذا لم تعطِ السعودية الأولوية لتدابير جريئة لحماية العمال بموازاة مشاريعها الطموحة، سنشهد مزيدا من الروايات المشابهة لرواية نجيب، التي تفضح انتهاكات مرعبة التي يعاني منها العمال الوافدون في السعودية.
ويصور “حياة الماعز” الذي شرعت “نتفليكس” قبل أيام قليلة في عرضه تجربة نجيب محمد، وهو عامل هندي وافد عمل في السعودية أوائل تسعينيات القرن الماضي، أُجبِر على رعي الماعز بعد أن علق في الصحراء، وقصة الفيلم هي مقتبسة من رواية “أيام الماعز” التي نُشرت في 2008 وكانت من الأكثر مبيعا، وكتبها عامل وافد آخر تحت اسم مستعار “بنيامين”.