“غمرتني سعادة بالغة وأنا أشهد لحظة تألق الموهبة الفريدة للفنانة مريم وجيه بافتتاح معرضها الفني الأول “مريم” ٥٥ لوحة نابضة بالحياة وحافلة بالإبداع تؤكد امتلاكها لرؤية فنية فريدة وتنبئ بمستقبل واعد، واكتملت سعادتي باقتناء إحدى لوحاتها المميزة لعرضها بمقر الوزارة لتصبح مصدر الهام للجميع” … بهذه الكلمات عبر الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة بعد افتتاحه لمعرض “مريم”، المعرض الذي حمل اسم الفنانة التي إقامته، وهي مريم وجيه شابة من أصحاب متلازمة داون وهذا هو المعرض الأول لها بعد عمل ومجهود لسنوات طويلة للوصول لإطلاق معرضها الفني الأول.

افتتح وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو معرض الفنانة الشابة مريم وجيه بقاعة صلاح طاهر بدار الاوبرا المصرية، بعنوان “مريم” وخلال أسبوع هي فترة المعرض تردد العديد من الفنانين التشكيلين والأساتذة بكلية الفنون الجميلة منهم الدكتور أشرف رضا والدكتور مراد درويش، وغيرهم من المهتمين بالفنون وبعض الشخصيات العامة، ليقدموا كل التقدير للتجربة الفنية المميزة والفريدة من نوعها.

وتقديرا لإبداع مريم في معرضها الفني الأول أعلن وزير الثقافة عن اقتنائه لإحدى اللوحات بالمعرض لوضعها بمقر وزارة الثقافة خلال الفترة المقبلة.

مريم وجيه وتجربة فنية مميزة

مريم وجيه ٢٥ سنة- فنانة شابة من أصحاب متلازمة داون، حصلت على 50 ميدالية ذهبية وفضية في مجال الرياضات المختلفة، بالإضافة إلى حصولها على منحة استثنائية للدراسة بكلية الفنون الجميلة بسبب موهبته الفنية المتميزة في مجال الرسم بمختلف أشكاله،

مريم وجيه من مواليد عام 1999 بمحافظة القاهرة استطاعت في عامها التاسع عشر تحقيق الكثير في مجالات الرياضية والفن، وبالتحاقها بمنحة كلية الفنون الجميلة للدراسات الحرة بالكلية تعد هي أول من يلتحق بدراسة بهذه الكلية من أصحاب متلازمة داون لتكون أول متلازمة داون، تخترق كلية الفنون الجميلة وأعمالها الفنية حازت على إعجاب أساتذة الكلية و قدموا لها كل التشجيع في الدراسة بالمنحة التي أتيحت لها بالكلية ، بالرغم من أنها كانت آنذاك لاتزال في المرحلة الإعدادية بالتعليم العام ، إلا أن موهبتها أهلتها لهذه المنحة التي .قدمت لها بشكل استثنائي

تحدثنا إلى هناء أمين – والدة الفنانة مريم وجيه، وقالت: إن مريم ابنتي كانت أول مولودة لي وعلمت أنها مصابة بمتلازمة دوان وهي تبلغ من العمر40يوما عندما تعرضت لدور التهاب رئوي حاد ، وبعد أن أتمم الله شفائها صرحنا الدكتور المعالج لها بأنها تعاني من متلازمة داون وأن لديها مشاكل بالقلب، في البداية حدث لي صدمة و كنت في حالة من التخبط خاصة وأنني كنت آنذاك لا أعلم أي شيء عن متلازمة داون وكيف أتصرف مع طفلتي ،و بدأت أقرأ عن هذا الموضوع، وتعرفت على مراكز متخصصة بتنمية المهارات الخاصة لذوى الإعاقة و كان على رأسها مركز سيتي للتدريب في مجال الإعاقة ،وتم إرشادي وتوجيهي بالمركز للخطوات التالية في تدريبي لمريم و كيفية تنمية مهاراتها، وبالفعل كانت مهاراتها في تقدم و تم إلحاقها بالمدرسة .

وأضافت هناء أمين، قائلة: لقد بدأت مع مريم في سنوات عمرها الأولى بحثها على ممارسة الرياضة والاشتراك في المسابقات الرياضية المختلفة، ولقد واجهنا صعوبات وإحباطات في البداية و لكن بعد سنوات من المجهود الشاق حصلت مريم علي50 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية وبطلة لسنه 2014 أولمبياد خاصة، وتم تكريمها من قبل وزير الشباب والرياضة ووزيرة التضامن الاجتماعي ووزير البيئة، وحينما حصلت مريم على بطولة العرب في عام 2014 اكتسبت ثقة كبيرة في نفسها و أصبح هذا الأمر بمثابة دافع لها لاستكمال المشوار في مجال الرياضة

وفي نوفمبر ٢٠١٩ شاركت مريم بمجموعة من اللوحات في معرض فني بعنوان “إيقاع”، الذي نظمته كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، كان وقام بافتتاحه آنذاك الدكتور أحمد فؤاد هنو، عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، والدكتور أشرف رضا، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع، والدكتور عمرو سامي، وكيل الكلية للدراسات العليا، والدكتور مراد درويش، المدرس المساعد بالكلية، والمسؤول عن القسم الحر، والعديد من المهتمين بالحركة الفنية، وتم تنظيم المعرض بقاعة العرض الرئيسية بالكلية في الزمالك في إطار دور الكلية لنشر الوعي الفني، وتنمية ودعم المواهب

وأشارت الكلية في ذلك الوقت إلى أنه لأول مرة يتم عرض أعمال فنية للطالبة مريم وجية فؤاد، من أصحاب متلازمة داون في معرض الدراسات الحرة، كما حرص على حضور المعرض والمشاركة في حفل الافتتاح السباح محمد الحسيني من أصحاب متلازمة داون باحتفاله بزميلته الفنانة صاحبة متلازمة داون بمعرضها وأعمالها.

أضافت هناء أمين: شاركت مريم من قبل بأعمالها الفنية في عدة معارض فنية بدول أوروبية وأفريقية على مدار السنوات الماضية، مريم منذ طفولتها تحب الرسم والتلوين و لاحظت تميزها وابداعها في الرسم واختيار الألوان والتناسق، و بدأت تشارك فى أنشطة وفاعليات وكان أساتذة الفنون حينما يشاهدون رسوماتها يؤكدوا على أنها موهوبة و مبدعة ، وفى عام 2016 اشتركت مريم في مسابقة الملتقى الدولي للفنون وفازت بشهادة تقدير ،و لقد شاهد رسوماتها الفنان الدكتور رضا فضل وقال ولقد قام بتدريب وتشجيع مريم، ثم اشتركت مريم في مسابقة العام التالي في 2017 و فازت على المشاركين من 30 دولة ،وقدم لها الدكتور أشرف رضا وكيل كلية الفنون الجميلة منحة للدراسات الحرة بالكلية بشكل استثنائي ،وكم كانت سعادتي حينما فرضت موهبه مريم نفسها و بدأت تخطو خطوات نحو التميز في الفن.

وعن المعرض الفني الأول ل مريم قالت هناء أمين:

لقد عملت ابنتي علي الاعداد لهذا المعرض وتجهيز اللوحات الفنية له منذ ٥ سنوات كاملة، وسعدنا بتقديم الدعم لنا والرعاية للمعرض من قبل ” أڤا مينا جروب”، فهي الراعي الرسمي لمعرض مريم، واتمني ان يكون هذا المعرض بداية لانطلاقه جديدة لموهبة مريم وصولا لمعارض قادمة محلية و دولية بإذن الله.

دكتور أشرف رضا وكيل كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، حضر للمعرض وقال: “كنت دائماً أشجع مريم طوال السنوات الماضية ، وأقول لها اشتغلي وارسمى حتي تستطيعي إقامة معرض للوحاتك، وهذا كان حلمها الذي عملت عليه لسنوات وأخيرا تحقق الحلم واقامت مريم اول معرض فني لها قدمت فيه ٥٥ لوحة فنية ما بين بورتريهات ومناظر طبيعية و زهور، لوحات تجريدية وألوان .

وأضاف دكتور أشرف رضا: تعرفت علي مريم عام ٢٠١٦ حينما شاركت معنا في معرض “فنون أولادنا”، وشاهدت شغلها النابع من القلب بمنتهى الصدق والمشاعر الجميلة، وفى عام ٢٠١٧ فازت مريم بالجائزة الأولى فى الرسم فى “ملتقى أولادنا لفنون ذوى القدرات الخاصة”، وحصلت كذلك على منحة “الفنون الجميلة” للالتحاق بقسم الدراسات الحرة بالكلية، لتكون بذلك أول طالبة من أصحاب متلازمة داون تلتحق بالكلية، وتندمج مع الطلاب، وتتعلم أكاديمياً باحتراف.

وزارة الثقافة تشيد بالمعرض

كانت وزارة الثقافة أصدرت بيانا يوم افتتاح معرض “مريم” اشارت فيه الي ان المعرض يضم ٥٥ لوحة تتنوع بين البورتريهات، المناظر الطبيعية، والفن التجريدي، وهو نتاج خمس سنوات من عمل الفنانة مريم وجيه أثناء وبعد دراستها الحرة للفنون. وعقب الافتتاح، وجه وزير الثقافة بعرض بعض أعمالها بمبنى وزارة الثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، في خطوة تهدف إلى تعزيز حضور الفنانين من ذوي الهمم في المشهد الثقافي.

وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو في البيان على أهمية تفعيل استراتيجية الدولة المصرية لدعم ذوي القدرات الخاصة، واكتشاف مواهبهم، وصقل قدراتهم، وإدماجهم في المجتمع بشكل طبيعي.

وأشاد بالمستوى الإبداعي الرائع للمعرض، مشيرًا إلى أن هذا الحدث ليس مجرد احتفاء بقيمة الفنانة “مريم”، بل هو تأكيد على قدرة الشباب المبدع في الإسهام بتقدم المجتمع.

وأشار الوزير إلى أن الأعمال الفنية المتميزة للفنانة “مريم” تُجسد إرادتها القوية وقدرتها الاستثنائية على التغلب على التحديات، حيث أثبتت من خلال لوحاتها أن الفن لغة قادرة على اجتياز العقبات. درست مريم في أربعة أقسام: الجرافيك، النحت، الجدارية، والتصوير الزيتي. وشاركت في العديد من المعارض الدولية والمحلية، مثل معرض “أولادنا” للفنون التشكيلية على مدار سبع سنوات متتالية، وحصلت على درع الملتقى في دورته الثانية. كما فازت بجائزة التميز في مسابقة الأزهر الشريف على مدار ثلاث سنوات، وقد أشادت منظمة اليونيسيف بموهبتها الفنية.