في سنة الصلاة نتعلم من مريـم العذراء الصلاة والصمت (٢٧)
في سنة الصلاة نتعلم من مريـم العذراء الصلاة والصمت (٢٧)
يواكيم وحنّة والدي العذراء مريم
لماذا ولِدت العذراء مريم من أُمٍ عاقرة ؟ :
” لأنها مشيئة الله ” .
يقول القدّيس يوحنّا الدمشقي في إحدى عِظاته ، حول مولد سيّدتنا العذراء مريم :
” ولكن لماذا ولدت العذراء الأُمّ من إمرأةٍ عاقر ؟ لما هو وحده جديدٌ تحت الشمس ، ولتتويج العجائب ، كان ينبغي أن تُمهّد السّبل بالعجائب ، ومن الحقائق الأكثر ضعةً ، كان ينبغي أن تُبرز ببطءٍ الحقائق الأكثر عظمةً . الطبيعة تركت النعمة تسير أمامها .
توقّفت مرتعدةً ولم تُرد أن تكون الأولى . فلمّا كان على العذراء والدة الإله أن تولد من حنّة ، لم تجرؤ الطبيعة أن تتقدّم على ثمر النعمة ، لكنّها مكثت دون ثمرٍ إلى أن حملت النعمة ثمرها . كان يجب أن تكون بِكراً تلك التي وجب عليها أن تلد بكر كلّ الخليقة الذي يُثبت كلّ شيء .
أيها القديسان يواكيم وحنّة الزوجان المغبوطان ! كلّ الخليقة مدينةٌ لكما . فبكما قُدّمت إلى الخالق عطيّة كلّ العطايا والأكثر سموّاً ، أُمّاً مكرّسةً هي وحدها أهلٌ لذاك الذي خلقها ! مغبوطٌ حقاً يواكيم الذي منه برزت نُطفةٌ لا دنس فيها بالكلّيّة . وعجيبٌ حشا حنّة الذي بفضله نمت ببطءٍ وفيه تكوّنت ومنه وُلدت طفلةً كلّيّة القداسة وكاملةُ الطهارة .