“بريسدنس ريسيرش” تتوقع 1.14 تريليون دولار لصناعة الرقائق وأشباه الموصلات

بدأت مصر منذ سنوات خطوات لتوطين صناعة “الرقائق الإلكترونية” وأشباه الموصلات، بعد أن باتت تتمتع بالعديد من مقومات هذه الصناعة على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، أهمها توافر المواد الخام والمتمثلة فى كميات كبيرة من الرمال البيضاء المتواجد بداخلها مادة السيلكون المُصنعة للرقائق الإلكترونية، فضلاً عن الكوادر البشرية الموهوبة والمؤهلة، وموقعها الجغرافي المُتميز .

و أشباه الموصلات هي منتج من السيليكون يستخدم في صناعة الإلكترونيات والأجهزة الإلكترونية والكهربائية المختلفة، إذ تدخل الرقائق في كل شيء كهربائي بين أيدينا، من هاتفك إلى الكمبيوتر إلى سيارتك، وكذلك الغسالات والثلاجات، لكن هذه الأجزاء الصغيرة التي تشغل الكثير من حياتنا تعاني الآن من نقص شديد في الإمداد . وقد بلغت القيمة الاقتصادية لحجم سوق الرقائق الإلكترونية العالمية 545 مليار دولار، وتوقع تقرير لشركة بريسدنس ريسيرش أن تصل إلى 1.137 تريليون دولار خلال العام الحالى، ما يجعلها فرصة ذهبية تجذب الاستثمارات العالمية من قبل الشركات الكبرى .

من جانبه، وافق مجلس الوزراء، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، الأسبوع الماضى على مشروع قرار بإنشاء وتشكيل المجلس الوطني لتوطين تكنولوجيا تصنيع الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية، إذ نص مشروع القرار على أن يُشكل المجلس برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية كل من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ونائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، ووزراء التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والتعليم العالي والبحث العلمي، والكهرباء والطاقة المتجددة، والدولة للإنتاج الحربي، والمالية، والاستثمار والتجارة الخارجية، والبترول والثروة المعدنية “مقررا للمجلس”، بالإضافة إلى رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، وممثلين عن الكلية الفنية العسكرية، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وهيئة الأمن القومي، وهيئة الرقابة الإدارية، وللمجلس أن يدعو لحضور اجتماعاته من يرى دعوته من الوزراء والمحافظين ورؤساء الهيئات والأجهزة، وله أن يستعين بمن يراه من ذوي الخبرة والمتخصصين وممثلي القطاع الخاص، ويجتمع المجلس بدعوة من رئيسه مرة كل شهرين على الأقل وكلما دعت الحاجة لذلك.

ويختص المجلس الوطني لتوطين تكنولوجيا تصنيع الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية، بإقرار استراتيجية تكنولوجيا تصنيع الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية، ومتابعة تحديثها كل عام أو كلما اقتضى الأمر ذلك، ومتابعة تنفيذ أجهزة الدولة المعنية لخطط وسياسات استراتيجية تكنولوجيا تصنيع الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية، وتطور العمل بالاستثمارات القائمة في مجال تكنولوجيا تصنيع الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية، وبحث أوجه المشكلات والمعوقات التي تواجهها، وإقرار الحلول اللازمة لتذليل معوقات الاستثمار في مجال تكنولوجيا تصنيع الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية. كما يختص المجلس بمراجعة التشريعات والنظم والقواعد والمعايير المنظمة للاستثمار في مجال تكنولوجيا تصنيع الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية، واقتراح ما يلزم منها على جهات الاختصاص، وتلتزم كافة أجهزة الدولة، كل فيما يخصه، بتنفيذ خطط وسياسات تكنولوجيا تصنيع الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية.

توطين الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات

وكان رئيس الوزراء قد أشار إلى ما يحظى به ملف تعظيم القيمة المضافة لما تمتلكه مصر من ثروات معدنية تعتمد عليها صناعات، كالرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، سعياً لدعم الاقتصاد المصري وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبما يعزز من فرص المنافسة العالمية في هذا المجال، ونوه رئيس الوزراء إلى ما يتم إعداده من دراسات متكاملة تتضمن تعظيم الاستفادة من مقدرات مصر من خام الرمال البيضاء والسوداء، وكذا تعزيز القدرات التصنيعية في هذا المجال، سعياً لتوطين الصناعات الخاصة بالرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، وذلك بالنظر لما تشهده هذه الصناعات من طلب متزايد خلال هذه الفترة، وفى المستقبل.

وقال الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن توطين صناعة أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية تمثل أهمية كبيرة لمصر حيث أن هناك زيادة في حجم الطلب العالمي على هذه المنتجات مما أدى إلى ضرورة السعي إلى توطين هذه الصناعة والتي أصبحت تدخل في صناعات كثيرة، منوهاً أن هناك استراتيجية مصر وطنية تهدف لتوطين صناعة الإلكترونيات وتطوير المجالات الأساسية لهذه الصناعة الواعدة، بما في ذلك أشباه الموصلات والأنظمة المدمجة وتصميم الإلكترونيات.

ونوّه المستشار أحمد الظاهر رئيس هيئة تنمية تكنولوجيا المعلومات أن هناك نحو 60 شركة عاملة في مجال الإلكترونيات والأنظمة المدمجة في مصر، مُشيرًا لما تتمتع به تلك الشركات من إمكانيات كبيرة في تصنيع الإلكترونيات، فضلا عن وجود شركات واعدة في مجال تصميم الرقائق الإلكترونية، مؤكداً الحرص على الاستفادة من الخبرات الدولية في مجال تصنيع الرقائق الإلكترونية خلال الفترة المقبلة، من خلال استقطاب استشاري عالمي في هذا المجال.

الـ “”NFC.. والرقائق الإلكترونية

من جانبه، قال رائد الاعمال المهندس كيرلس صبري، الرئيس التنفيذي لاحدي شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قائلاً: “تعتبر الرقائق الإلكترونية من العناصر الحيوية في صناعة الإلكترونيات والاتصالات، حيث تلعب دوراً أساسياً في تطوير وتحسين الأداء التكنولوجي للأجهزة التي نستخدمها يومياً. من الهواتف الذكية إلى أنظمة الاتصالات المعقدة، وتعتمد هذه الأجهزة بشكل كبير على الرقائق الإلكترونية لتحقيق الأداء الأمثل، إنها ليست مجرد مكونات أساسية، بل تمثل أيضاً محركاً رئيسياً للابتكار والنمو في هذا القطاع. ففي الوقت الحاضر، نرى أن صناعة الرقائق الإلكترونية مهيمنة بشكل كبير من قبل شركات محددة في عدد قليل من الدول، وتعد “إنتل” و”تنسنت” و”سامسونج” من الشركات الرائدة التى تستحوذ على معظم الحصة السوقية العالمية، وذلك بفضل قدرتها على الابتكار والتطوير التكنولوجي، هذه الهيمنة تضع تحديات كبيرة للدول والشركات الأخرى التي تسعى للدخول إلى هذا السوق أو تعزيز قدرتها التنافسية.

وأضاف الرئيس التنفيذي لاحدي شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قائلاً: فيما يتعلق بمصر، فإن هناك اهتماماً متزايداً من الحكومة والقطاع الخاص لتعزيز قدراتنا في مجال تصنيع الرقائق الإلكترونية، نرى أن هذه الصناعة لا تقتصر على كونها مجرد مجال تقني، بل هي عنصر أساسي في تحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز القدرة التنافسية للصناعات المحلية، فالاستثمار في تصنيع الرقائق في مصر سيٌساهم في خلق فرص عمل جديدة، ويقلل من الاعتماد على الاستيراد، ويُعزز من قدرة الشركات المصرية على التنافس في الأسواق العالمية. والتوجهات الحكومية في هذا الصدد تشمل تحسين بنية التصنيع، وزيادة الاستثمارات في الأبحاث والتطوير، وتسهيل التعاون مع الشركات الدولية الرائدة في هذا المجال. نحن في شركة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ندعم بقوة هذه المبادرات ونسعى للمساهمة في تحقيق أهدافها من خلال تطوير تقنيات جديدة وتعزيز قدراتنا التنافسية وفي سياق الحديث عن الرقائق الإلكترونية، من الضروري الإشارة إلى الدور البارز الذي تلعبه تقنية “” NFC Near Field Communication انها من الابتكارات البارزة في مجال الرقائق الإلكترونية، حيث تسهم بشكل كبير في تحسين وتطوير طرق التواصل والاتصال بين الأجهزة الإلكترونية وتعكس التقدم التكنولوجي في هذا المجال.

وأوضح المهندس كيرلس صبري، أن تقنية NFC هي عبارة عن تقنية اتصالات لاسلكية قصيرة المدى تسمح بتبادل البيانات بين الأجهزة عبر ترددات راديوية منخفضة ؛حيث يتم تضمين شريحة NFC في العديد من الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية، البطاقات المصرفية، وبطاقات الوصول، مما يُسهم في تسهيل عمليات الدفع، التحقق من الهوية، وتبادل المعلومات، والرقائق الإلكترونية التي تدعم تقنية NFC تلعب دوراً حاسماً في تطبيقات متنوعة، بدءاً من الدفع عبر الهواتف الذكية وصولاً إلى نظم التحكم في الوصول وبطاقات الهوية الذكية.

والتقنية تعتمد على دمج شريحة NFC داخل الرقائق الإلكترونية لتوفير قدرة على التواصل والاتصال دون الحاجة إلى تلامس فعلي بين الأجهزة، هذا الدمج يعزز من وظائف الأجهزة ويجعلها أكثر كفاءة وملاءمة للمستخدمين، ويمكن الاستفادة منها في تطوير نظم الدفع الرقمي، تحسين أمان العمليات المالية، وتعزيز فعالية برامج الولاء والتسويق الرقمي. إدماج NFC في الرقائق الإلكترونية يمكن أن يساهم في تسريع تبني حلول التكنولوجيا الحديثة في السوق المصري ويعزز من قدرتنا على تقديم خدمات مبتكرة.