“جدري القرود” ينتشر في إفريقيا.. ومصر ترفع حالة الطوارىء والصحة العالمية تطمئن: ليس “كوفيد الجديد”


– وزارة الصحة تستبعد تحول “جدري القرود” إلى جائحة مثل «كورونا».

– الطب الوقائي يصدر دليلا استرشاديا عن الفيروس وسبل الوقايه لمواجهته.

– د.ايمن ابو العلا: لم يتم رصد اي حالة في مصر حتى الان.

لا يزال العالم يواجه تحديات صحية تتعلق بوجودنا البشري. واحدة من هذه التحديات هي جدري القرود، مرض نادر ظهر في زاوية من العالم، لكنه يحمل في طياته مخاوف شديدة أثارت ذعراً في منافذ الدخول للبلاد التي لم يصلها. إذ ظهرت حالات جديدة من جدري القرود في مناطق خارج إفريقيا، مما أثار قلقًا عالميًا بشأن احتمال انتشار المرض. تُعزى هذه الحالات في الغالب إلى السفر الدولي والاتصال مع الحيوانات المصابة أو البشر المصابين.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت حالة الطوارئ الصحية العامة في عام 2022 عندما تفشى الوباء عبر السلالة “2بي” في جميع أنحاء العالم.، وتم رفع أعلى مستوى من التأهب في مايو 2023، لكن منظمة الصحة أوصت جميع الدول بإعداد خطط مكافحة وطنية أو الحفاظ على قدرات المراقبة.وقالت المنظمة إن هذه التوصيات لا تزال سارية لكنها أضافت، مؤخرا، توصيات تستهدف “الدول التي تشهد تفشيا للوباء، بينها جمهورية الكونغو الديموقراطية وبوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا”.

وبالرغم من أنه مجرد فيروس ضئيل يُصيب الجسد؛ إلا أن نتائجه صارت تذكيرا صارخا بأن صحتنا مرتبطة بصحة الآخرين، وبأن الوقاية ليست مجرد إجراء احترازي، بل هي فعل إنساني يهدف لحماية الأرواح وحفظ المجتمعات، خاصة في ظل حرية التنقل بين القارات والدول، وهو ما يثير مخاوفا من انتقاله عبر القارات، وفي هذا التحقيق، نتتبع أسباب المرض وأعراضه، ونستعرض الجهود المبذولة للحد من انتشاره، والجهود التي تبذلها مصر لمواجهة تلك التحديات الصحية. والتدابير الوقائية التي تُتخذ لضمان صحة وسلامة المواطنين.

جدري القرود.. مرض فيروسي نادر ينتقل من الحيوانات إلى البشر، ويشبه في بعض أعراضه الجدري الذي تم القضاء عليه. تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في عام 1958 بين القرود المخبرية، ومن هنا جاء اسم “جدري القرود”. أما أول حالة إصابة بشرية فتم تسجيلها في عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

_ أسباب المرض وكيفية انتقاله:

الفيروس المسبب لجدري القرود ينتمي إلى عائلة فيروسات “Orthopoxvirus”، التي تشمل أيضًا الفيروس المسبب للجدري، وينتقل من الحيوانات إلى البشر عن طريق التعرض المباشر لدم، أو سوائل الجسم، أو آفات الجلد للحيوانات المصابة. ويمكن أن ينتقل بين البشر من خلال الاتصال المباشر مع إفرازات الجهاز التنفسي، سوائل الجسم، أو القروح الجلدية للمصابين. ووفقا للصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة فإن خطر الإصابة بالعدوى يتعرض له المخالطون المقربون (بما في ذلك عن طريق الاتصال الجنسي) لشخص مصاب بجدري القردة. وقد تعني المخالطة الوثيقة الاتصال وجهاً لوجه (مثل التحدث)؛ أو التلامس الجلدي (مثل اللمس أو ممارسة الجنس الإيلاجي المهبلي/الشرجي)؛ أو ملامسة الفم للفم (مثل التقبيل)؛ أو ملامسة الفم للجلد (مثل الجنس الفموي). والأشخاص الذين يلمسون الملابس وأغطية الأسرّة والمناشف والأشياء والإلكترونيات والأسطح الأخرى التي لمسها شخص مصاب بجدري القردة معرضون أيضاً لخطر الإصابة بالعدوى.

_ الأعراض:

تبدأ الأعراض عادةً بعد فترة حضانة تتراوح بين 6 إلى 13 يومًا، وتشمل: الحمى، ارتفاع في درجة الحرارة، الطفح الجلدي، ويبدأ عادةً على الوجه ثم ينتشر إلى باقي الجسم. يتحول الطفح من بقع إلى بثور وقرحات قد تسبب حكة، وهناك أعراض أخرى منها تضخم الغدد الليمفاوية. الصداع. آلام العضلات، التعب الشديد.

_ مضاعفات المرض:

يمكن أن يكون جدري القرود خطيرًا، خاصةً لدى الأطفال والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. على الرغم من أن معظم الحالات تكون خفيفة، فإن بعض الأشخاص قد يعانون من مضاعفات خطيرة مثل:التهابات جلدية. التهاب الرئة.التهابات العيون.

_ العلاج والوقاية:

يقول دكتور سمير عنتر استشاري الأمراض المعدية، والحميات ومدير مستشفى حميات إمبابه الأسبق : جدري القرود وجديري الماء (الحُماق) هما مرضان مختلفان تمامًا، رغم أن بعض الأعراض قد تتشابه بينهما، بينما يشترك المرضان في وجود طفح جلدي، فإن الفيروسات المسببة لهما مختلفة تمامًا، كما أن طرق الانتقال وانتشارهما تختلف. جدري القرود نادر جداً ومحدود الانتشار جغرافياً، في حين أن جديري الماء كان وما يزال مرضًا شائعًا ويتميز بسرعة انتشاره.

ويوضح دكتور سمير: جدري القرود مرض متأصل في القرود، وفي الأماكن المتوافر بها القرود بكثرة في الدول الإفريقية، وانتقل من القرود الى البشر وذلك في مناطق منبع النيل وهي مناطق تشبه بعضها في البيئة، وقد ينتقل الى الإنسان من خلال التعامل مع القرود، ويتابع كتور سمير: فترة حضانه المرض من اسبوع الى اثنين وينتقل الى الانسان في الظروف العادية، عندما يكون الشخص لديه مناعة جيدة ومع الراحة وتناول السوائل، يختفي تماما من جسم الشخص، ما بين ثلاث الى اربع اسابيع، وذلك بالنسبة للشخص الذي يمتاز بمناعة قويه تقاوم المرض.

ووفقا للأعراض المعلنة من منظمة الصحة العالمية والتي تفيد ان انتقاله بالرذاذ، فلابد من عزل المريض المصاب بالفيروس حتى لا تتم العدوى سواء في المنزل أو المستشفى، إذا كانت الحالة خطيرة يوضع المريض في حجره جيدة التهوية، ويتناول السوائل الساخنة، وخوافض للحرارة مع ملاحظته، واذا كانت مناعة الشخص ضعيفة، او المصاب طفل صغير أو من كبار السن الذين يعانون من الامراض المزمنة مثل السكر أو الضغط او القلب، فعند اصابته بالمرض قد يعاني من أعراض شديدة الخطورة أو قد يدخل في مضاعفات للفيروس والراحة هنا مطلوبة، مع متابعة اية علامات تحت الجلد باللون الاحمر أو بقع داكنة إذ قد يحدث للشخص نزيف او التهاب رئوي او التهاب في المخ قصور في الكلى وهذه تظهر في بعض الحالات النادرة، التي تعاني من ضعف في المناعة .

ويضيف دكتور سمير أن هذا المرض اقل وطأة من كورونا من حيث الانتشار، وحاليا تتم السيطرة عليه، من خلال الأجهزة الموجوده داخل مراكز الطيران لترصد الأمراض المعدية، وهو الحجر الصحي للقادمين من وسط أفريقيا لمده أسبوع يبقى به الشخص المشكوك في اصابته، للتأكد من اصابته بالمرض من عدمه او عزله داخل منزله لمده أسبوع ومتابعته من قبل وزارة الصحة، وإلزامه بعدم الاختلاط مع اشخاص آخرين.

ويوجه دكتور سمير بعض النصائح للمواطنين لتجنب انتقال المرض، بالبعد عن المرضى وعدم المخالطة مع المشكوك في اصابتهم او لديهم اعراض، او التلامس الجلدي وعدم مشاركة المستلزمات الشخصية مع الاخرين، والابتعاد عن الرذاذ الشخصي.

ويتفق مع ما سبق، دكتور جمال عصمت أستاذ الأمراض الباطنة المتوطنة- جامعة القاهرة، ومستشار بمنظمة الصحة العالمية، موضحا: أن جدرى القرود لم يؤدي الى حالات وفيات في مصر حتى الآن، ونسبة الوفيات عالميا ليست مرتفعة، أو مقلقة ويناشد عصمت الحكومة المصرية بتشديد الإجراءات الاحترازية والوقائية، لأن الأعراض الاكلينيكية متشابهة مع أعراض أمراض أخرى مثل الحصبة.

من جانبها تؤكد دكتور شيماء محمود فرج أستاذ بكلية العلوم جامعة عين شمس ،أن ظاهره جدرى القرود هى ظاهرة صحية طارئة، تستلتزم إتخاذ إجراءات وقائية ومتابعة حصرية للحالات المشتبه فيها ،والتعامل الفورى حيالها من خلال تحاليل عاجلة، وعزلها عن باقى المواطنين لأمن وسلامة المصريين، مما يتطلب الأمر سرعة إجراء فحص شامل لجميع اللاجئين وعمل تحاليل وإجراءات وقائية أثناء دخولهم البلاد.

وتناشد شيماء الجهات الرقابية لأننا جزء من افريقيا، وبالتالي اماكن السفر سواء برا وبحرا وجوا تمثل منفذا لدخول المرض، وتشير الى ان وزارة الصحه اصدرا بيانا استرشاديا لجميع الوحدات الصحيه لجميع محافظات مصر.

ويقول دكتور جمال عصمت أستاذ الامراض الباطنه المتوطنه جامعه القاهره ،ومستشار منظمة الصحة العالميه، أن جدرى القرود لم تظهر منه اى حالات وفيات لمصر حتى الآن وهو يتم العدوى منه عن طريق الملاصقة المباشره لفترات طويله ونسبه الوفيات عالميا ليست عاليه أو مقلقه وأناشد الحكومه المصريه بتوخى الإجراءات الاحترازية والوقائية.

_ الصحة العالمية تعلن الطوارىء:

اعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارىء للتصدي لانتشار الفيروس، وأكدت المنظمة، الثلاثاء الماضي، أن مرض جدري القردة يشكل اختبارا حاسما لأوروبا والعالم. وطمأنت المنظمة تجاه المخاوف بشأن انتشار هذا المرض مؤكدة أن جدري القردة ليس “كوفيد الجديد”.، وأوصت الدول التي سجلت إصابات بسلالة جديدة من جدري القردة ظهرت مؤخرا في أفريقيا، بإطلاق خطط تطعيم في المناطق التي تم فيها رصد المرض.

_ فيروس عابر للحدود:

بالرغم من ذلك فان المختبرات العالمية تثير القلق حول عبور الفيروس للحدود، وفي تقرير نشرته صحيفة “جارديان” البريطانية، للكاتبة كات لاي، أشارت الى إن العديد من البلدان في أفريقيا تشهد مزيدا من حالات الإصابة بمرض جدري القردة، حيث يعبر الفيروس القاتل الحدود الوطنية، مع مخاوف من أنه قد يتسبب في تفشّ عالمي كبير. وحسب الكاتبة، يهدف إعلان منظمة الصحة العالمية لحالة الطوارئ إلى حث الوكالات المانحة والدول على العمل، وحث الخبراء الطبيين على أن يعمل الإعلان على تسريع الوصول إلى الاختبارات واللقاحات والأدوية العلاجية في المناطق المتضررة، وبدء حملات للحد من الوصمة المحيطة بالفيروس، لكن الاستجابة العالمية للإعلانات السابقة كانت مختلطة.

كما انه تم اكتشاف فرع جديد من السلالة الأولى، السلالة الأولى ب، في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وأنه تم تأكيده في كينيا ورواندا وأوغندا. ويعتقد العلماء أن هذا المتغير يلعب دورًا في الانتشار.، ففي الماضي كانت السلالة الأولى تنتشر عادة عن طريق الأشخاص الذين يتناولون لحوم الطرائد المصابة، وتنتشر السلالة الأولى ب من شخص إلى آخر، غالبًا عن طريق الاتصال الجنسي، ولكن أيضًا من خلال الاتصال الجسدي وجها لوجه، أو عن طريق الفراش أو المناشف الملوثة.

ويقول دكتور جان كاسيا، مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، إن إعلان الوكالة عن حالة طوارئ صحية عامة كان يهدف إلى “حشد مؤسساتنا وإرادتنا الجماعية ومواردنا للتصرف بسرعة وحسم”، وناشد شركاء أفريقيا الدوليين المساعدة قائلا إن تصاعد عدد الحالات في أفريقيا تم تجاهله إلى حد كبير.ووفقًا لإحاطة إعلامية لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، فإن 34 دولة في أفريقيا إما تبلغ عن إصابات أو تعدّ “معرضة لخطر كبير”. حيث تشهد جمهورية الكونغو الديمقراطية تفشيًا حادا في ظل تسجيل أكثر من 14 ألف إصابة و524 حالة وفاة منذ بداية عام 2024؛ إذ إن تفشي المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية ليس بالأمر غير المعتاد ولكن رقم هذا العام يطابق بالفعل إجمالي عام 2023 بأكمله، ويشمل حالات في مقاطعات لم تتأثر سابقًا.

_ مصر ترفع درجة الطوارئ:

رفعت مصر حالة الاستعداد للطوارىء واصدرت وزارة الصحة يوم الإثنين الماضي 18 اغسطس 2024، دليلا استرشاديا، صادرا عن قطاع الطب الوقائي، تحت بند فوري وهام، يشرح المرض وتاريخه واسبابه واعراضه وكيفية التعامل معه منزليا وفي المشافي، وارسل الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة للطب الوقائي، خطابا إلى مديريات الشؤون الصحية على مستوى المحافظات ، متضمنًا الدليل الإسترشادي لمواجهة جدري القردة، دليلا تفصيليا بالصور مكونا من خمسين صفحة، والدليل يأتي في إطار رؤية وزارة الصحة للاستعداد المبكر لأى أحداث صحية غير عادية ومتابعة الوضع الوبائي للأمراض في دول العالم من خلال ما ينشر على موقع منظمة الصحة العالمية والمواقع الصحية الأخرى ذات الصلة، وإيماءً إلى ما يتم تداوله من تنبيهات منظمة الصحة العامة عالمياً بخصوص رصد حالات مصابة بمرض جدري القردة (Monkeypox) بعدد من الدول.

وبالرجوع لمتن الدليل الاسترشادي، قالت وزارة الصحة في دليلها: “مرض جدري القرود هو مرض فيروسي حيواني المنشأ ينتقل إلى الإنسان من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، حيث توجد العديد من الحالات بالقرب من الغابات المطيرة الاستوائية التي تعيش فيها حيوانات تحمل الفيروس. ولكن يظل انتشاره من إنسان إلى آخر محدود، ويتطلب الاختلاط الوثيق بالشخص المصاب، وتتشابه أعراض المرض مع تلك التي شوهدت في الماضي لدى مرضي الجدري، إلا أنها أقل خطورة من الناحية الإكلينيكية، وتتميز بارتفاع في درجة الحرارة يعقبها ظهور طفح جلدي متعدد الأشكال لتصل إلى تكوين قشرة ثم تختفي تماما دون أثر في خلال فترة من أسبوعين إلى 4 أسابيع، ويعد تضخم الغدد الليمفاوية أيضًا سمة مميزة لجدري القردة. يتسبب المرض في إصابة جميع الفئات العمرية وفي أغلب الأحيان لا تحدث مضاعفات للمرض، لكن يتعرض الأطفال والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة لخطر الإصابة بمضاعفات.

_ الحجر الصحي:

وتضمن الدليل الاسترشادي لوزارة الصحة ايضا، رفع درجة الاحتياط في المطارات و المواني، من خلال اجراءات المناظرة الصحية لجميع المسافرين الذين تظهر عليهم أعراض المرض في عزلة صحية لحين إجراء الفحوصات اللازمة.، إجراء الفحوصات المخبرية للكشف عن وجود الفيروس، اجراءات التنظيف والتطهير لكل النفايات تحت اشراف الحجر الصحي، تعميم التنبيه الابلاغ عن اي حالة تعاني من الاعراض، او مشتبه فيها، تعميم قياس الحرارة.

وقد قررت وزارة الصحة، استمرار رفع درجة الاستعداد بجميع أقسام الحجر الصحي بالمطارات الجوية والموانئ البحرية والمعابر البرية، وتنشيط كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية الخاصة بالمرض في منافذ دخول البلاد. وجاء قرار وزارة الصحة استجابة لإعلان منظمة الصحة العالمية، أن مرض “M Pox” المعروف سابقا باسم “جدري القرود”، طارئ صحي عالمي يستدعي القلق، وفي إطار استراتيجية وزارة الصحة والسكان، للحفاظ على تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية الخاصة بإدارات الحجر الصحي بكل المطارات والموانئ والمعابر البرية، لمنع دخول الأمراض المُعدية إلى البلاد.

وفي نفس السياق، استبعد المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، دكتور حسام عبد الغفار، تحول مرض جدري القرود إلى جائحة عالمية، وذلك في ظل انتشاره بعدد من الدول الأوروبية مؤخرا.وقال عبد الغفار إن “الفيروس المتسبب لجدري القرود قريب جدا للفيروس المتسبب بالإصابة بالجدري، لكنه أقل فتكا وأقل قابلية للانتقال”. وأردف قائلا: “الفيروس مستوطن بغرب ووسط إفريقيا، ونادرا ما يصل إلى قارات أخرى، وعندما يحدث ذلك فإن حالات تفشي المرض تكون قليلة للغاية، ويتم قياسها بأرقام فردية، والفيروس غير مشابه لطبيعة فيروس كورونا، فالأخير كان غير معروف تماما عند ظهوره لأول مرة، لكن جدري القرود معروف لنا، ولدينا خبراء متخصصين في التعامل معه”.

وأكد عبد الغفار أن “جدري القرود لا ينتشر بسهولة، ولا ينتقل عبر الهواء لمسافات طويلة، ولكن عن طريق مخالطة المصابين بالفيروس لفترات طويلة وبشكل وثيق، وهو ما يجعل أنه من غير المرجح تحوله لجائحة عالمية مثل كورونا”، مشيرا إلى أن متوسط عدد الأشخاص الذين يصابون بالعدوى من شخص مصاب أقل من 1، مما يعني أن ظاهرة هذا المرض من الممكن أن تتلاشى بشكل طبيعي.

_ إجراءات احترازية:

لمواجهة خطر انتشار جدري القرود، شددت سلطات الحجر الصحي بمطار القاهرة الدولي قبضتها الصحية للكشف على القادمين من الخارج، وتقديم الخدمات الصحية المختلفة والتوعية بانتشار الأمراض الفيروسية بين العائدين والمسافرين، لمختلف دول العالم، وأعلنت قيادات الحجر الصحي تنشيط الإجراءات الصحية الوقائية المقررة عبر جميع مبانى الركاب بمطار القاهرة الدولي، وذلك ضمن المتابعة المستمرة للحالة الوبائية للمرض، مع استمرار رفع درجة الإستعداد بجميع عيادات الحجر الصحي بالمطارات وتنشيط جميع الإجراءات الإحترازية والتدابير الوقائية الخاصة بالمرض، هذه الإجراءات تتضمن المطارات والحجر الصحي تدابير متعددة تهدف إلى الكشف المبكر عن الحالات المحتملة والحد من انتشار الفيروس.

هذه الإجراءات تعتمد على الفحص، العزل، وتقديم الرعاية الطبية الملائمة، إلى جانب نشر الوعي الصحي بين المسافرين والعاملين في المطارات. التوعية والإرشادات الصحية، بنشر معلومات حول أعراض جدري القرود والإجراءات الوقائية من خلال ملصقات، شاشات العرض، ومنشورات توعوية، والفحص الصحي للمسافرين، إجراء فحص حراري للكشف عن ارتفاع درجة حرارة المسافرين، وهي من الأعراض الشائعة للأمراض الفيروسية، ملء استمارات صحية يوضح فيها المسافرون حالتهم الصحية الحالية وتاريخ سفرهم، خصوصاً إذا كانوا قادمين من مناطق ينتشر فيها الفيروس،مراقبة القادمين من مناطق موبوءة، المسافرون القادمون من مناطق ذات خطر مرتفع (مثل المناطق التي تشهد تفشيًا للفيروس) قد يخضعون لفحص إضافي أو قد يُطلب منهم تقديم معلومات صحية إضافيةالتدقيق في الأمتعة، فحص الأمتعة والحيوانات الأليفة القادمة من مناطق موبوءة لضمان عدم وجود خطر لانتقال الفيروس.

_ التعاون مع الجهات الصحية:

يتم التنسيق مع منظمة الصحة العالمية (WHO) والمراكز الوطنية للسيطرة على الأمراض (CDC) لضمان تبني أفضل الممارسات في الحجر الصحي والمطارات.وتقول دكتورة داليا محسن والمسؤل الاعلامى بمنظمة الصحة العالمية : بعد سلسلة من المشاورات مع خبراء عالميين، بدأت منظمة الصحة العالمية في استخدام مصطلح مفضل جديد هو “mpox” (إمبوكس) كمرادف لجدري القردة.

وينبغي لأي شخص يعيش مع شخص مصاب بجدري القردة أن يتخذ الخطوات اللازمة للحد من خطر الإصابة بالعدوى. ويتعرض لخطر الإصابة بالعدوى المخالطون المقربون (بما في ذلك عن طريق الاتصال الجنسي) لشخص مصاب بجدري القردة. وقد تعني المخالطة الوثيقة الاتصال وجهاً لوجه (مثل التحدث)؛ أو التلامس الجلدي (مثل اللمس أو ممارسة الجنس الإيلاجي المهبلي/الشرجي)؛ أو ملامسة الفم للفم (مثل التقبيل)؛ أو ملامسة الفم للجلد (مثل الجنس الفموي). والأشخاص الذين يلمسون الملابس وأغطية الأسرّة والمناشف والأشياء والإلكترونيات والأسطح الأخرى التي لمسها شخص مصاب بجدري القردة معرضون أيضاً لخطر الإصابة بالعدوى. حدث انتقال جدري القردة من شخص لآخر من خلال الملامسة المباشرة للجلد المعدي أو الآفات الأخرى كتلك التي توجد في الفم أو الأعضاء التناسلية. وتكون هذه الملامسة على النحو التالي:

ملامسة الوجه للوجه (أثناء الحديث أو التنفس)،التلامس الجلدي (مثل اللمس أو الجنس المهبلي/الشرجي)؛

ملامسة الفم للفم (بالتقبيل) ، ملامسة الفم للجلد (الجنس الفموي أو تقبيل الجلد)، القطيرات التنفسية أو الأهباء الجوية قصيرة المدى الناجمة عن المخالطة اللصيقة لفترات طويلة ويدخل الفيروس عندئذ الجسم عن طريق الجلد المشقّق والأسطح المخاطيّة (مثل الفم أو البلعوم أو العين أو الأعضاء التناسلية أو الشرج والمستقيم)، أو عبر الجهاز التنفسي.

وينبغي أن يقيّم الشخص المصاب بعدوى جدري القردة أحد مقدمي خدمات الرعاية الصحية لتحديد ما إذا كانت حالته جيدة بما يكفي من أجل رعايته في المنزل وما إذا كان يمكن إدارة العزل بأمان في المنزل.،وينبغي أن يتبع العاملون الصحيون تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها لحماية أنفسهم أثناء رعاية المرضى الذين يعانون من جدري القردة (من خلال ارتداء معدات الحماية الشخصية المناسبة والالتزام بالبروتوكول المتعلق بمسح الآفات بأمان لأغراض الاختبار التشخيصي والتعامل مع الأدوات الحادة مثل الإبر).، وينبغي لأي شخص يعيش مع شخص مصاب بجدري القردة أن يتخذ الخطوات اللازمة للحد من خطر الإصابة بالعدوى، وتضيف داليا، هناك ثلاثة لقاحات ضد جدري القردة. ولا ينصح حالياً بالتطعيم الشامل.

_ مصر لم تسجل إصابات:

من جانبه يؤكد دكتور أيمن أبو العلا وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، أنه لم يتم رصد أي حالات مصابة بجدري القرود داخل مصر، وذلك من خلال عملية الترصد التي تقوم بها في كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية. وقرار وزارة الصحة جاء استجابة لإعلان منظمة الصحة العالمية، أن مرض “M Pox” المعروف سابقا باسم “جدري القرود”، طارئ صحي عالمي يستدعي القلق.

_ العلاج:

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإنه لا يوجد علاج محدد لجدري القرود، ولكن يتم تقديم الرعاية الداعمة للتخفيف من الأعراض. في بعض الحالات، يمكن استخدام أدوية مضادة للفيروسات مثل “تيكوفيريمات”. لكن الاهم هو اللقاحات، يوجد لقاح الجدري العادي، وأثبت فعاليته في الوقاية من جدري القرود بنسبة عالية، ولكن نظرًا لأن لقاح الجدري لم يعد يتم استخدامه بشكل عام بعد القضاء على الجدري، فإن الحصول على اللقاح قد يكون محدودًا، لذلك فإن الوقاية اهم، وتتلخص في تجنب الاتصال المباشر مع الحيوانات المصابة، واستخدام وسائل الحماية الشخصية مثل القفازات والأقنعة عند التعامل مع المرضى.

تاريخ الخبر: 2024-08-25 00:21:42
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

«طيور الظلام».. محرضون ودعاة فتنة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-09-20 03:25:14
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

التقوا 12 مرة.. الزعيم «عُقدة» العميد - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-09-20 03:25:06
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 59%

«الحليمي» يهدد النساء - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-09-20 03:25:08
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية