لم يكونوا وعاظا .. (14) القديس بولس الرسول: ماذا تريد يارب أن أفعل؟ (أ)
لم يكونوا وعاظا .. (14) القديس بولس الرسول: ماذا تريد يارب أن أفعل؟ (أ)
في الكتاب المقدس وتاريخ آباء الكنيسة نجد عبارات قليلة الكلمات, ولكنها في نفس الوقت عميقة المعني والتأثير, وتعد كنزا من المعاني الروحية.
هذه العبارات القصيرة عاشت عبر الزمن, واستمدت قوتها من الروح القدس العامل فيها, وصارت بمثابة عظات مؤثرة تتعلم منها الأجيال, وتختبرها في حياتها ومسيرتها الروحية.
(أعمال الرسل9:1-8)
أما شاول فكان لم يزل ينفث تهددا وقتلا علي تلاميذ الرب فتقدم إلي رئيس الكهنة. وطلب منه رسائل إلي دمشق إلي الجماعات حتي إذا وجد أناسا من الطريق رجالا أو نساء يسوقهم موثقين إلي أورشليم. وفي ذهابه حدث أنه اقترب إلي دمشق فبغتة أبرق حوله نور من السماء. فسقط علي الأرض وسمع صوتا قائلا له: شاول شاول لماذا تضطهدني؟. فقال: من أنت ياسيد؟. فقال الرب: أنا يسوع الذي أنت تضطهده. صعب عليك أن ترفس مناخس. فقال وهو مرتعد ومتحير: يارب ماذا تريد أن أفعل؟. فقال له الرب: قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل. وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا. فنهض شاول عن الأرض وكان وهو مفتوح العينين لا يبصر أحدا. فاقتادوه بيده وأدخلوه إلي دمشق.
شاول الإنسان البعيد عن الإيمان المسيحي, الذي تعلم الناموس جيدا والشريعة علي يدي غمالائيل, الذي كان أعظم معلم للناموس في زمنه.
فشاول هنا في هذا الموقف يتحول تماما من شاول الطرسوسي (نسبة إلي مدينة طرسوس) إلي بولس الرسول.
لكن النقطة التي تريد أن نقف عندها أو ما نسميه صلاة الموقف, حيث تأتي لحظة أو موقف في حياة الإنسان يرفع فيها قلبه بصلاة يطلب فيها: أي طريق تريد يارب أن أسلك؟.. يارب ماذا تريد أن أفعل؟.
هذا ما نسميه: خبرة الوقوف أمام الله..
صلاة قصيرة قالها شاول الطرسوسي عندما تكلم إليه الله مباشرة علي أبواب دمشق, نتعلم منها خبرة الوقوف أمام الله.
هذا الموقف مر به أيضا آخرون في الكتاب المقدس منهم:
+ صموئيل النبي
في العهد القديم كان الله يكلمه. فقال عالي لصموئيل: اذهب اضطجع, ويكون إذا دعاك تقول: تكلم يارب لأن عبدك سامع, فذهب صموئيل واضطجع في مكانه (1صم3:9). هي عبارات قصيرة, ولكنها وقفة معينة تعمل تغييرا في الحياة بأكملها.
+ العذراء مريم
حينما جاءتها البشارة, أجابت بنفس الفكر.
فقالت مريم: هوذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك. فمضي من عندها الملاك (لو1:38).