أعربت حركة حماس عن استيائها العميق من الاقتراح الأخير في مفاوضات وقف النار في غزة، وقالت إسرائيل إن هناك مجالات غير راغبة في التنازل عنها.

لذا حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الآن «ربما تكون الفرصة الأخيرة» للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة من شأنه إعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس وتخفيف معاناة الفلسطينيين بعد أكثر من عشرة أشهر من الحرب في غزة.

وكان بلينكن في مهمته العاجلة التاسعة إلى الشرق الأوسط منذ بدء الصراع. وجاءت زيارته بعد أيام من تعبير الوسطاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، عن تفاؤلهم المتجدد بأن الاتفاق أصبح وشيكًا.


اتساع الصراع

وتأتي الزيارة أيضًا وسط مخاوف من أن يتسع الصراع ليتحول إلى حرب إقليمية أعمق في أعقاب مقتل كبار القادة المسلحين في لبنان التي ألقت إيران باللوم فيها على إسرائيل.

وقال بلينكن في مستهل محادثاته مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في تل أبيب: «هذه لحظة حاسمة، وربما تكون الفرصة الأفضل، وربما الأخيرة، لإعادة الرهائن إلى ديارهم، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، ووضع الجميع على مسار أفضل للسلام والأمن الدائمين».

من المقرر أن يجتمع الوسطاء مرة أخرى هذا الأسبوع في القاهرة لمحاولة تثبيت وقف إطلاق النار. ومن المقرر أن يتوجه بلينكن إلى مصر بعد أن يختتم زيارته لإسرائيل.

والتقى بلينكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمدة ساعتين ونصف، ومن المقرر أن يلتقي وزير الدفاع يوآف غالانت في وقت لاحق.

صفقة ومقترحات

وفي أواخر الأسبوع الماضي، أعلنت الدولالثلاث التي تتوسط في وقف إطلاق النار المقترح ــ مصر وقطر والولايات المتحدة ــ عن تحقيق تقدم بشأن صفقة تقضي بوقف إسرائيل لمعظم العمليات العسكرية في غزة وإطلاق سراح عدد من السجناء الفلسطينيين في مقابل إطلاق سراح الرهائن.

وقبل وقت قصير من وصول بلينكن إلى تل أبيب، قال نتنياهو في اجتماع لمجلس الوزراء إن هناك مجالات يمكن لإسرائيل أن تكون مرنة فيها ومجالات غير محددة لن تكون مرنة فيها. وقال، «نحن نجري مفاوضات وليس سيناريو نعطي فيه ونعطي فقط».

وتدعو المقترحات المطروحة إلى عملية من ثلاث مراحل، حيث تفرج حماس عن كل الرهائن الذين اختطفتهم خلال هجومها في السابع من أكتوبر وفي المقابل، تسحب إسرائيل قواتها من غزة وتفرج عن السجناء الفلسطينيين.



متطلبات جديدة

وتتهم حماس إسرائيل بإضافة مطالب جديدة تتلخص في الاحتفاظ بوجود عسكري على طول الحدود بين غزة ومصر لمنع تهريب الأسلحة وعلى طول خط يقسم المنطقة حتى تتمكن من تفتيش الفلسطينيين العائدين إلى منازلهم في الشمال. وقالت إسرائيل إن هذه ليست مطالب جديدة، بل توضيحات لاقتراح سابق.

وقال مسؤولون إن الولايات المتحدة قدمت مقترحات لسد جميع الفجوات المتبقية بين مواقف إسرائيل وحماس. ومن المتوقع أن ترد ردود رسمية على المخطط الأمريكي هذا الأسبوع، وقد يؤدي ذلك إلى إعلان وقف إطلاق النار ما لم تنهر المحادثات، كما حدث مع عديد من الجهود السابقة.

وفي وقت متأخر من يوم الأحد، قالت حماس في بيان، إن نتنياهو واصل وضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق من خلال المطالبة بشروط جديدة، واتهمته بالرغبة في إطالة أمد الحرب. وقالت إن العرض الأخير الذي قدمه الوسطاء كان بمثابة استسلام لإسرائيل.

وقالت حماس، إن «الاقتراح الجديد يأتي ردا على شروط نتنياهو».

وقال بلينكين، إن كلا الجانبين يجب أن يستغل هذه الفرصة للتوصل إلى اتفاق. وقال «لقد حان الوقت للجميع أن يقولوا نعم وألا يبحثوا عن أي أعذار لكي يقولوا لا». وركز الاجتماع الذي استمر ساعات على ممر فيلادلفيا على طول الحدود بين غزة ومصر، لكنه لم يحقق أي اختراق، وفقا للمسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المفاوضات الجارية.

وقال المسؤول، إن إسرائيل لا تزال تصر على الاحتفاظ بالسيطرة على الحدود والطريق الممتد من الشرق إلى الغرب الذي يقسم غزة. وأضاف أن الوفد لم يقدم أي جديد في اجتماعه.

تل أبيب

ومن جهة أخرى أعلنت حركة حماس مسؤوليتها عن التفجير الذي وقع في تل أبيب وأسفر عن مقتل المهاجم وإصابة أحد المارة.

ويبدو أن القنبلة انفجرت قبل الموعد المقصود، وقد ظهر المهاجم المفترض في لقطات أمنية وهو يسير في الشارع مرتديًا حقيبة ظهر كبيرة قبل الانفجار مباشرة.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين في الشرطة قولهم، إن الهدف المقصود كان كنيسًا يهوديًا قريبًا.



عمال الإغاثة

وقالت الأمم المتحدة، إن عددا قياسيا من عمال الإغاثة قتلوا في صراعات حول العالم العام الماضي، وإن العام الجاري قد يكون في طريقه لأن يكون أكثر دموية.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 280 عامل إغاثة قتلوا في 33 دولة في عام 2023 - وهو أكثر من ضعف الرقم في العام السابق وهو 118. وأضاف أن أكثر من نصف الوفيات في العام الماضي تم تسجيلها في الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب بين إسرائيل وحماس التي بدأت في أكتوبر، ومعظمها نتيجة للغارات الجوية.

وقال المكتب إن هذا العام «قد يكون في طريقه إلى نتيجة أكثر دموية»، حيث قُتل 172 عامل إغاثة حتى السابع من أغسطس.

وقُتل حتى الآن أكثر من 280 شخصاً، غالبيتهم من موظفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في غزة، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا).