البيئة تحذر: “ساعات السكون” تهدد الخريف القادم بتلوث الهواء والإنذار المبكر يسبق الظاهرة بيوم


عقدت د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، مؤتمراً صحفياً اليوم الخميس، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية، أكدت خلاله أن الوزارة تعكف على التجهيز والاستعداد لاستقبال تقلبات جوية سوف تشهدها الشهور القادمة، والتي صفتها الوزيرة بالمفاجأة، وذلك بسبب التقارير الواردة من منظومة الرصد التابعة للوزارة، وكذلك الخبراء، والتي تؤكد أن شهور سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، وربما يمتد الأمر الى نهاية العام، سوف تشهد هذه الشهور تراجعاً في نوعية الهواء، بسبب زيادة عدد ساعات السكون التي أسهمت مع بعض العوامل الملوثة في ظهور ما أطلق عليه إعلامياً اسم السحابة السوداء لأعوام طويلة سابقة، لكن بالرغم من الجهود المبذولة للسيطرة على الأسباب البشرية المؤدية الى تراجع جودة نوعية الهواء، إلا أن هناك أسباباً طبيعية لا يمكن التحكم فيها.

وشددت ياسمين على أنه استعدادا لمواجهة ذلك يتم التنسيق مع وزارة الصحة وإخطارها عبر خرائط تفصيلية، يتم التظليل باللوم الأحمر فوق أولاً بأول، المناطق التي ستشهد تراجعا في جودة الهواء، حتى تقوم وزارة الصحة بالاستعدادات اللازمة تجاه مرضى حساسية الصدر والجيوب الأنفية، وفقا لنظام الإنذار المبكر الذي يسبق الظاهرة بثلاثة أيام، كما تطلق وزارة البيئة إنذار بنوعية الهواء قبل 24 ساعة من تزايد الظاهرة حتى يمتنع اصحاب أمراض الجهاز التنفسي عن الخروج من منازلهم.

وأشارت د. ياسمين ضمن هذه الأسباب هو ساعات السكون ذات العلاقة العكسية مع جودة الهواء فكلما زاد عدد الساعات الساكنة كلما قلت جودة نوعية الهواء، والعكس صحيح.

وقالت وزيرة البيئة: خلال السنوات السابقة كان حرق قش الأرز في المناطق الزراعية، خاصة في دلتا النيل، السبب الرئيسي لظاهرة السحابة السوداء،. إذ يقوم الفلاحون بحرق القش المتبقي للتخلص منه، مما يؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من الدخان والجسيمات الضارة في الجو. وهو ما تمت السيطرة عليه بنسبة كبيرة عن طريق التوعية، وتحرير المحاضر، وانشاء مصانع تدوير المخلفات الزراعية التي حولت القش من ملوث للبيئة الى مصدر للانتاج.

وتابعت ياسمين: السبب الثاني هو التلوث الصناعي، بسبب استخدام المصانع للوقود الثقيل أو غير الصديق للبيئة، خاصة المصانع القريبة من القاهرة الكبرى. وتمت السيطرة عليه من خلال مجموعة متنوعة من التدابير التكنولوجية والتنظيمية. هذه التدابير تشمل تركيب أنظمة تحكم في الانبعاثات، تطبيق القوانين البيئية، التحول إلى مصادر طاقة أنظف، تحسين العمليات الصناعية، والاعتماد على الرقابة المستمرة والتعاون بين الحكومة والشركات. هذه الإجراءات مجتمعة ساهمت بشكل كبير في تقليل تأثير المصانع على جودة الهواء وحماية البيئة.

السبب الثالث هو انبعاثات السيارات، والكثافة المرورية العالية في المدن الكبرى، واستخدام السيارات القديمة التي تعمل بالوقود الرديء، يزيد من مستويات التلوث ويعزز من تشكل السحابة السوداء. أنظمة المراقبة: استخدام أنظمة مراقبة لمراقبة مستويات تلوث الهواء في المناطق الحضرية واتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة تجاوز الحدود المسموح بها.، والتفتيش البيئي، اي إجراء عمليات تفتيش منتظمة على المركبات للتأكد من أنها تعمل بكفاءة وتلتزم بمعايير الانبعاثات المحددة. واستخدام مزيج من التكنولوجيا المتقدمة، واستخدام الوقود النظيف مثل الغاز الطبيعي بدل البنزين.

وتابعت الوزيرة تتبقى العوامل المناخية، اي الظروف الجوية التي تحدث في فصل الخريف، وهي أمر خارج عن سيطرة اي جهة او فرد، إذ يحدث انخفاض في سرعة الرياح وتكرار الانعكاس الحراري (الذي يمنع تشتت الملوثات) فيؤدي إلى تراكم الأدخنة في الجو وذلك بسبب زيادة عدد ساعات السكون.مما يتسبب في تلوث الهواء.

ساعات السكون والسحابة السوداء

ما هي ساعات السكون التي تزيد من الشعور بالإختناق وتردد ذكرها في مؤتمر وزارة البيئة؟ .. تشير تلك الساعات إلى الفترات التي تكون فيها حركة الهواء ضعيفة أو شبه معدومة، مما يؤدي إلى تراكم الملوثات في الهواء وعدم تشتتها. هذه الظاهرة غالبًا ما تحدث خلال ساعات الليل المتأخرة وحتى الصباح الباكر، وخاصة في فترات الفصول الانتقالية مثل الخريف. ويوجد عدد من العوامل يزيد من الشعور بالاختناق خلال ساعات السكون، كالتالي:

الانقلاب الحراري: يحدث عندما تكون طبقات الهواء البارد محصورة أسفل طبقات الهواء الدافئ، مما يمنع الهواء البارد القريب من سطح الأرض من الارتفاع، وبالتالي يمنع تشتت الملوثات. هذا يؤدي إلى تركيز الملوثات في طبقات الهواء المنخفضة.

انخفاض حركة الرياح: في ساعات الليل المتأخرة والصباح الباكر، تكون الرياح عادةً أقل حركة، مما يجعل تشتت الملوثات أكثر صعوبة. هذا الأمر يساهم في زيادة تركيز الغازات الضارة والجسيمات الدقيقة في الهواء، مما يؤدي إلى شعور متزايد بالاختناق.

ارتفاع الرطوبة: في بعض المناطق، ترتفع مستويات الرطوبة خلال الليل، مما يزيد من شعور الاختناق خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل تنفسية.

حرق الوقود والأنشطة الصناعية الليلية: في بعض الأحيان، تستمر بعض المصانع أو الأنشطة الزراعية مثل حرق قش الأرز خلال الليل، مما يزيد من كمية الملوثات التي تنبعث في الهواء خلال فترات السكون.

التأثيرات المحلية والجغرافية:

المناطق الجغرافية المحصورة في بعض المناطق، مثل المدن الكبرى والمناطق المحاطة بالجبال أو المباني العالية، يمكن أن تتفاقم مشكلة السكون الجوي بسبب التأثيرات الجغرافية التي تعوق حركة الهواء وتزيد من تركيز الملوثات.

. التغيرات المناخية العالمية: بعض الدراسات تشير إلى أن التغيرات المناخية قد تؤدي إلى تغيرات في أنماط الرياح وحركة الهواء، مما يزيد من فترات الانقلابات الحرارية والسكون الجوي.

الضغط الجوي العالي:

زيادة فترات الضغط الجوي العالي خلال الشهور الباردة، يرتفع الضغط الجوي بشكل متكرر، مما يعزز استقرار الهواء القريب من سطح الأرض ويقلل من حركة الهواء العمودية، وبالتالي يساهم في زيادة ساعات السكون.

وزيادة عدد ساعات السكون يمكن أن يؤدي إلى تفاقم مشاكل تلوث الهواء والشعور بالاختناق، خاصة في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان. وساعات السكون لها علاقة وثيقة بالجزيئات العالقة في الهواء (مثل الغبار، الدخان، والملوثات الأخرى) لأن هذه الساعات تتميز بضعف أو انعدام حركة الهواء، مما يمنع تشتت هذه الجزيئات. اذ تكون حركة الهواء أفقياً وعمودياً محدودة للغاية. هذا يعني أن الجزيئات العالقة في الهواء لا يتم نقلها بعيدًا أو تشتتها في الغلاف الجوي، بل تبقى معلقة في الجو بالقرب من سطح الأرض.هذا يؤدي إلى زيادة تركيز الملوثات في الهواء، مما يجعل الهواء أكثر تلوثًا وأكثر صعوبة في التنفس.

التأثيرات الصحية السلبية

تراكم الجزيئات العالقة يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، خاصة للأشخاص الذين يعانون من حالات مزمنة مثل الربو. كما يمكن أن تؤدي هذه الجزيئات إلى تهيج العيون والجلد، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب على المدى الطويل.، ويمكن ايضا أن يؤدي إلى تقليل مدى الرؤية الأفقية، مما يؤثر على جودة الحياة العامة. كما أنه يمكن أن يؤدي إلى تغير لون السماء، حيث تصبح أكثر ضبابية وأقل وضوحًا.

باختصار، ساعات السكون تسهم بشكل كبير في زيادة تركيز الجزيئات العالقة في الهواء لأنها تقلل من حركة الهواء التي تساعد عادةً في تشتت هذه الجزيئات. هذا يؤدي إلى تأثيرات سلبية على جودة الهواء والصحة العامة، الامر الذي يبدو معه ضرورة الاجراءات التي اتخذتها وزارة البيئة لحماية المواطنين عن طريق مراقبة هذه الفترات واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من اثارها.

وكانت ظاهرة ساعات السكون الطويلة سببا طبيعيا مباشرا ومضافا للأسباب البشرية في تكون ما يطلق عليه اسم ظاهرة “السحابة السوداء” والمقصود بها تكون طبقة سميكة من الملوثات عبارة عن مزيج من الجسيمات الدقيقة والغازات الملوثة العالقة في الهواء. مما يؤدي الى الشعور بالاختناق بسبب احتوائها على تركيزات عالية من الجسيمات الدقيقة (مثل PM2.5 وPM10) والغازات الضارة (مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت). هذه الجسيمات والغازات تؤثر بشكل مباشر على الجهاز التنفسي عند استنشاقها. وتسبب تهيجًا فيه، مما يؤدي إلى الشعور بالاختناق وضيق التنفس. الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مثل الربو أو أمراض القلب يكونون أكثر عرضة لهذه التأثيرات.

لماذا تزعجنا الرطوبة خلال ساعات السكون؟

خلال ساعات السكون، وخاصة في الليل، ترتفع مستويات الرطوبة النسبية لأن درجات الحرارة تنخفض ويحدث تكاثف لبخار الماء في الهواء.، وعندما تكون الرطوبة مرتفعة، تمتص الجزيئات الدقيقة الرطوبة وتصبح أثقل، مما يجعلها أكثر ميلًا للبقاء عالقة في الطبقات السفلى من الجو.، وزيادة الرطوبة الجوية تجعل الهواء يبدو أكثر كثافة وثقلًا، مما يزيد من الشعور بالحرارة وعدم الارتياح. هذا الشعور بالرطوبة يمكن أن يزيد من حدة الشعور بالاختناق، خاصة عندما يترافق مع وجود ملوثات عالية. فضلا عن التأثير على تبادل الحرارة في الأجواء الرطبة، حيث يفقد الجسم قدرته على تبريد نفسه عن طريق التعرق بكفاءة، مما يزيد من الشعور بالحرارة والاختناق.

يحدث عندما تصبح الطبقة العليا من الهواء أكثر دفئًا من الطبقة السفلى، مما يمنع الهواء السفلي البارد والمحمّل بالملوثات من الارتفاع والاختلاط مع الهواء النظيف في الطبقات العليا، هذا الانقلاب يسبب “احتباس” الملوثات والجسيمات الدقيقة في الطبقات السفلى من الجو، مما يزيد من كثافة السحابة السوداء ويجعل الشعور بالاختناق والرطوبة أكثر حدة. وعندما تكون الرطوبة النسبية مرتفعة، يُصبح من الصعب على الجسم تبريد نفسه من خلال التعرق، لأن تبخر العرق يصبح أقل فعالية. هذا يجعل الإنسان يشعر بالحرارة أكثر مما هو عليه في الواقع.

جدير بالذكر ان الأشخاص الذين يعانون من الربو أو أمراض الجهاز التنفسي قد يشعرون بتفاقم أعراضهم، مثل ضيق التنفس والسعال. وزيادة المشاكل التنفسية خلال هذه الفترات، مع زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب،اذا طالت مدد التعرض لفترات طويلة للهواء الملوث، خاصة خلال ساعات السكون.

تاريخ الخبر: 2024-08-16 00:21:44
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 59%

آخر الأخبار حول العالم

آمال عريضة بعودة النواخذة لمنصات التتويج السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-09-20 00:25:47
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 59%

دوري أبطال أوروبا.. ليفركوزن يعود من روتردام بفوز كاسح

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-09-20 00:25:41
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

دوري أبطال أوروبا.. ليفركوزن يعود من روتردام بفوز كاسح

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-09-20 00:25:36
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

جوشوا: جاهز للمواجهة.. ودوبوا يرد: أنا هنا لأثبت نفسي - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-09-20 00:25:40
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 55%

«الشورى»: خالد السيف رئيساً للجنة التجارة والاستثمار - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-09-20 00:25:44
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 65%

أدب تختتم ورشة عمل ترجمة الكتاب الأول بجدة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-09-20 00:25:46
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 57%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية