أكّد سفيرُ جمهورية الهند لدى المملكة، الدكتور سهيل إعجاز خان، في حوار خاص لـ«الوطن» أن السعودية والهند دولتان تتمتعان بشراكة إستراتيجية قوية، وأن هناك شراكات جديدة بين البلدين خلال الأشهر الستة المقبلة، مما يعكس تعميق هذه العلاقة الحيوية.

مضيفًا أن ممر الرياض -نيودلهي أصبح نشطًا بشكل متزايد، ويعمل بوصفه قناة لتعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي والتبادل الثقافي، ما يؤكد التزام البلدين ببناء شراكة قوية ذات منفعة متبادلة.

وأضاف خان «تحتفل الهند اليوم الخميس بعيد استقلالها الـثامنة والسبعين، وتواصل تقدمها في تحقيق رؤية مبادرة»الهند المتقدمة«بحلول العام 2047م، فإن دور المملكة العربية السعودية يكون محوريًا وهامًا».


2.65 مليون هندي يقيمون بالمملكة

ونوه خان بالعلاقات القوية بين البلدين قائلاً: «وتتمتع بلادنا بعلاقات ودية تعكس الروابط الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعود إلى قرون، واليوم تمتد هذه العلاقة واسعة النطاق عبر مجالات مختلفة، بما في ذلك التبادلات السياسية والأمنية والدفاع والطاقة والتجارة والصناعة والاستثمارات والتعليم بين الشعبين، والأهم من ذلك أن هناك 2.65 مليون هندي يقيمون في المملكة، والاحتفالات هي فرصة لتأكيد ارتباطهم بالهند».

مجلس الشراكة بين البلدين

وبسؤاله عن أبرز محطات العلاقات السعودية- الهندية في السنوات الأخيرة، أجاب خان «منذ الاستقلال، تطورت العلاقات الثنائية بين الهند والمملكة العربية السعودية تدريجيًا إلى شراكة إستراتيجية متعددة الأوجه ومفيدة للطرفين.

وقد حظيت هذه العلاقات بمزيد من الزخم مع زيارات ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، في عامي 2016 و2019 وكذلك زياراته للهند في عامي 2019م و2023م. ففي عام 2019م، أنشأنا مجلس الشراكة الإستراتيجي الهندية- السعودية الذي يغطي النطاق الكامل لعلاقاتنا الثنائية».

وأضاف خان: «على مدار العام الماضي، كان هناك أكثر من 10 زيارات رفيعة المستوى من الهند و14 زيارة رفيعة المستوى من المملكة، وهو ما يتجاوز التفاعلات وتعزيز العلاقات الدبلوماسية، إلى تمهيد الطريق لمشروعات تعاونية في مختلف القطاعات، بما في ذلك الطاقة والتكنولوجيا والتجارة».

فريق عمل رفيع المستوى

وفي تطور مهم، وفقًا لخان، جرى تشكيل فريق عمل رفيع المستوى (HLTF) في أوائل عام 2024، نتيجة المناقشات في اجتماع رئيس الوزراء في سبتمبر «أيلول» الماضي، ويقود فريق العمل رفيع المستوى، من الجانب السعودي وزير الطاقة، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ومن الجانب الهندي، السكرتير الرئيسي لرئيس الوزراء، وعقد أول اجتماع لفريق العمل رفيع المستوى في 28 يوليو «تموز»، حيث حدّد عددًا من فرص الاستثمار المتوقع استغلالها في الفترة المقبلة.

وأكد خان أن زيارة، الأمير محمد بن سلمان، للهند في سبتمبر الماضي لحضور قمة مجموعة العشرين كانت زيارة تاريخية وعززت الشراكة الإستراتيجية بين البلدين الشقيقين.

شراكة متنوعة

هذا وكشف خان عن رؤية الهند لتطوير العلاقات مع المملكة في المستقبل قائلاً: إن الصداقة بين بلدينا هي القوة الدافعة وراء تعاوننا، وقد أتاحت المزيد من التبادل الثقافي، ويتجلى ذلك في العدد المتزايد من الهنود الذين يزورون المملكة، مع وصول عدد أكبر من المسافرين من الهند إلى المملكة العربية السعودية أكثر من أي وقت مضى. ويشكل المواطنون الهنود المقيمون في المملكة ثاني أكبر مجموعة جالية من المغتربين، حيث يقدمون مساهمات كبيرة في تنمية أمتنا وتعزيز الصداقة بين بلدينا من خلال المشاركة الثقافية الغنية.

ولفت خان إلى أنَّ المملكة شريك مهم للهند في قطاع الطاقة، مشيرًا إلى أن المملكة تمثل شريكًا رئيسيًا للهند في ضمان أمن الطاقة، في حين تعدّ السعودية ثالث أكبر مصدر للنفط الخام إلى الهند خلال السنتين الماضية على التوالي.

وبسؤاله عن المستجدات حول الإعلان عن مذكرة تفاهم لإنشاء ممر بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا خلال زيارة ولي العهد لنيودلهي في سبتمبر الماضي توقع خان، أن هذا المشروع الكبير سيؤثر بشكل كبير على التنمية الاقتصادية العالمية والنمو من خلال تطوير البنية التحتية، وتعزيز الاتصال وتسهيل تدفق البضائع، وتعزيز التكامل الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن مذكرة التفاهم خططًا لبناء خطوط أنابيب لكابلات نقل البيانات عالية الكفاءة والموثوقة عبر الحدود، وتعزيز أمن الطاقة من خلال تطوير ممرات عبور خضراء لتصدير الكهرباء والهيدروجين.