دخلت مدينة الدار البيضاء والمناطق المجاورة لها إلى قائمة المدن المغربية التي تعيش على وقع “الإجهاد المائي”، وخاصة الدار البيضاء الجنوبية حيث تعاني أغلب الأسر هناك من الانقطاع المتكرر للمياه الصالحة للشرب والتغيير الحاصل في مذاقه الذي تحول إلى “شبه ملوحة”، وفق شكايات توصلت بها “الأيام 24″، والتي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ومع هذا الوضع المائي الحرج الذي باتت تعيشه العاصمة الاقتصادية والذي تتخوف منه الساكنة البيضاوية، دفع المسؤولين إلى ابتكار حلول لتفادي أزمة “العطش”، وذلك عن طريق ربط المناطق الشمالية بمشروع “الطريق السيار للماء” الذي يربط بين واد أبي رقراق وحوض سبو.
وحذر خبراء البيئة والمناخ من تفاقم أزمة المياه داخل أكبر مدينة من ناحية السكان، إذ دق معظمهم ناقوس الخطر بعد توالي شكايات المواطنين بسبب الوضعية المزرية للماء، واستفسارهم عن الأسباب التي أدت إلى اتخاذ إجراءات دون سابق إنذار أو علمهم بذلك.
مصطفى العيسات، باحث في المجال البيئي والتنمية المستدامة والمناخ، قال إن “المواطنين المغاربة أو ساكنة مدينة الدار البيضاء وجب عليهم التعايش مع هذا الوضع المائي الحرج الذي تعرفه المملكة المغربية”.
وأضاف العيسات، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “الإشكال الحاصل هو أن المجتمع المغربي بأكمله يعيش على نفس وتيرة التبذير المائي الذي كان يعيشه سابقا، وأن الملك محمد السادس دق ناقوس الخطر في البرلمان خلال السنة الماضية، بعدما دعا إلى تسريع عملية إنجاز المشاريع المائية كربط الأحواض وإنشاء محطات لتحلية مياه البحر”.
وأوضح المتحدث ذاته، أنه “بسبب هذه الندرة المائية تم تدشين محطة لتحلية مياه البحر التي ستزود مدينة الدار البيضاء والمناطق المجاورة لها في أفق سنة 2025 ب100 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب، وستصل في سنة 2027 إلى 300 مليون متر مكعب”.
وبعد أن أبرز أن “هناك مجموعة من الأوراش المفتوحة لسد الخصاص المائي، وعلى المجتمع المغربي أن يحسن من سلوكه في ظل الارتفاع المستمر لدرجة الحرارة”، دعا العيسات، المغاربة إلى “المشاركة في التدبير الجيد لحكامة استغلال المياه الصالحة للشرب، والحفاظ على هذا المورد الحيوي الذي بات يقل داخل المملكة المغربية”.
وأشار العيسات، إلى أنه “يجب الاستفادة من المياه العادمة في الأشغال التي لا تتطلب استعمال المياه الصالحة للشرب، وهذا خطأ كبير تقوم به مجموعة من الأسر المغربية والتي تستخدم مياه الشرب في العديد من الأغراض المنزلية”.