تُعتبر التهابات الكبد الفيروسية إحدى المشكلات الصحية العامة العالمية التي تتطلب اهتمامًا جادًا.
وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، يُعاني حوالي 254 مليون شخص من التهاب الكبد الفيروسي نوع “ب”، و50 مليون شخص من نوع “س”. وتشكل هذه الالتهابات السبب الثاني للوفيات الناتجة عن الأمراض التعفنية على مستوى العالم.
في عام 2022، تم تشخيص 13% فقط من المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن نوع “ب”، وتم علاج 3% منهم. أما بالنسبة لنوع “س”، فقد تم تشخيص 36% من المصابين وعلاج 20% منهم. تظل النسبة الكبيرة من المرضى معرضة لمخاطر مضاعفات خطيرة مثل تشمع الكبد وسرطان الكبد، كما يستمرون في نقل العدوى.
و أظهرت التقديرات أن عدد الوفيات الناتجة عن التهاب الكبد الفيروسي في عام 2022 بلغ 1.3 مليون حالة، حيث يُعزى 83% من هذه الوفيات إلى التهاب الكبد الفيروسي نوع “ب”، و17% إلى نوع “س”.
و في السياق الوطني، تُظهر نتائج المسح الوطني لعام 2019 أن نسبة انتشار التهاب الكبد الفيروسي نوع “ب” بلغت 0.7%، بينما بلغت نسبة انتشار نوع “س” 0.5%.
و تتولى وزارة الصحة والحماية الاجتماعية مسؤولية مكافحة التهاب الكبد الفيروسي في المغرب، من خلال برنامج يشمل إدماج التطعيم ضد فيروس التهاب الكبد نوع “ب” في البرنامج الوطني للتلقيح منذ عام 1999. كما يتم فحص الأجسام المضادة لفيروس التهاب الكبد خلال عمليات التبرع بالدم، لضمان سلامة الدم.
منذ انطلاق البرنامج الوطني لمحاربة التهابات الكبد الفيروسية في 2022، تم إجراء حوالي 340,000 فحص سريع للكشف عن فيروس التهاب الكبد الفيروسي نوع “س”، وعلاج 1400 حالة مؤكدة بمضادات الفيروسات. يهدف المغرب إلى القضاء على هذه الالتهابات بحلول عام 2030، ويعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تقليص الوفيات الناتجة عن التهابات الكبد الفيروسية بنسبة 60% وتقليص الإصابات الجديدة بنسبة 65% بحلول عام 2030.
في هذا الإطار، تشارك المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة فاس مكناس في تخليد اليوم العالمي للالتهابات الكبد الفيروسية، الذي يُصادف 28 يوليوز من كل عام. يُعتبر شعار هذا العام “حان الوقت للعمل” دعوة لتعزيز الجهود المحلية لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي نوع “س”.
و سيتضمن الاحتفال بهذا اليوم العالمي تكثيف حملات التوعية حول طرق انتقال العدوى، وأهمية الكشف المبكر والعلاج، من خلال برامج تحسيسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمراكز الصحية، كما سيتم تنظيم ورش عمل ومائدات مستديرة لتعزيز قدرات العاملين في القطاع الصحي.
و تُعتبر مراكز التكفل بالإصابات المؤكدة لالتهاب الكبد الفيروسي نوع “س” في المستشفيات الإقليمية بجهة فاس مكناس والمركز الاستشفائي الجامعي بفاس، الجهات الرئيسية المسؤولة عن التشخيص والعلاج، مما يُسهم في تحسين مستوى الرعاية الصحية للمصابين.
المصدر : فاس نيوز ميديا