صلي نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، القداس الإلهي في كنيسة القديس يوحنا المعمدان “كنيسة سان جون باتيست” في فودري، وشارك في خدمة القداس الإلهي، أبونا القمص موسي دميان، كاهن كنيسة يوحنا المعمدان في فودري.

وقال أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” في عظته بعد قراءة الإنجيل المقدس: اليوم هو الأسبوع الرابع أو الأخير من شهر أبيب الكنيسة تقرأ هذا الإنجيل للمرة الثانية بعد عيد القيامة المجيد، وهو إنجيل “سبت الليعازر”، علما بأن هذا الإنجيل يقرا عدة مرات علي مدار العام.

= درجات الموت والخطية .. السيد المسيح “أنا القيامة والحياة”

أضاف أن هناك ٣ أشخاص اقامهم السيد المسيح من بين الأموات، الأولي هي ابنة يايرس وكانت قد ماتت في البيت، والثاني ابن ارملة نايين وكانوا قد خرجوا بالنعش خارج المنزل، واوقفهم السيد المسيح، وقال للميت “أيها الابن لك اقول قم”. اما الشخصية الثالثة التي اسمها السيد المسيح من الموت. فهو الليعازر، بعد ٤ ايام من موته، حتي اخت الليعازر، قالت له: با سيد قد أنتن. الخطية عندما تدخل الإنسان، او عندما يسمح الإنسان بدخول الخطية داخله، مثل هذه الدرجات الثلاثة، للشخصيات الثلاثة.

أوضح نيافته أنه في إنجيل يوحنا ١١، هي إقامة ربنا يسوع المسيح الله هو ضابط الكل، مع الوعي أن ناسوته لم يفارق لاهوته، حيث كان يسوع يعبر عن الجانب البشري، ولذا عندما جاء يسوع، نقول جاء يسوع “مضطربا”، وهي صفة إنسانية. ونحن بطبيعتنا بشر، لكن يسوع المسيح أراد أن يكون إنسانا: يأكل، يشرب، يجوع، ويتعب عندما يمشي كثيرا، ليقول لنا أنه أراد أن يأخذ طبيعتنا ليقدسها. الله يعطينا بركة ونعمة، حتي لا نبقي في حياة الخطية، ولكن لكي نكون قائمين معه دائما مثل الليعازر.

= الخطية بالفكر وأهمية اللجوء إلي الكنيسة والرجاء عند الوقوع في الخطية

قال: يمكن أن تكون الخطية في الفكر، أفكار عظمة أو نجاسة أو غضب أو الإلحاد وغيرها من أفكار الخطية. ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم أنها تشبه ابنة يايرس. وهناك فارق بين أن أقيم انسان، وأن يكون هذا الإنسان هو القيامة. والقديسون اهتموا كثيرا بقولة السيد المسيح “أنا هو القيامة”. ولهذا قال ربنا يسوع المسيح لابنة يايرس “لك اقول قم”، وخطية الفكر نواجها ونتغلب عليها، بذكر اسم ربنا يسوع المسيح. ومهم أن نصلي: يا ربي يسوع المسيح ابن الله ارحمني واعني انا الخاطئ. هذه الصلاة عي صلاة يسوع لذكر الاسم الحلو المملوء نعمة وبركة، الذ غلب طبيعتنا الفاسدة والخطية، بطبيعة جديدة.

وعندما نقع في الخطية، أول جهة نلجأ إليها هي الكنيسة، لأنها كما يقول أحد القديسين هي المستشفى. ونصلي يا ربي يسوع المسيح لك وحدك اخطأت والشر قدامك صنعت لكي تتبرر في أقوالك وتغلب اذا حكمت. والله يدعونا ويقول لنا تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا اريحكم. ولهذا مهم أن نذهب إلي الكنيسة ونعترف الي أب اعتراف، فنحن لا نعترف لشخص مثلنا هو الاب الكاهن أو الاب الأسقف أو سيدنا البطريرك، لأنهم هم الأخرين يمكن أن يخطأوا ولهم أب اعتراف، حيث نعترف جميعا لربنا يسوع المسيح لتتجدد اذهاننا ونهزم الخطية. وتتجدد طبيعتنا حيث نأخذ المسيح، انتم الذين اخذتم المسيح ولبستموه.

أضاف نيافته: يشربون الإثم كالماء، حتي لو كررتوا الخطية كالماء، فالسيد المسيح قدر علي تجديد طبيعتنا. لان السيد المسيح يقول “أنا هو القيامة والحياة”. يا أحبائي لا تجعلوا ابليس يوقعهم في الخطية، وقولوا لأنفسكم السيد المسيح أقام الليعازر بعد أربعة أيام في القبر، ولذا سأقوم وارجع الي حضن أبي، المسيح يسوع.

أكد نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا: وكل هذا يرينا أهمية عدم فقد الرجاء، كما طلب اللص اليمين من يسوع، وتحقق رجاءه قائلا اليوم تكون معي في الفردوس. والإيمان ليس إيمان عقلي فقط، لأن الشياطين تؤمن وتقشعر، الإيمان يحب أن مترجما في صورة أعمال، وأن نقول احبك يا رب قوتي، وتصلي المزامير لكي يكون لك وقت مقدس تقضيه مع الله، والله يعرف كل واحد باسمه، إذ يقول “عرفتك باسمك”. ومهم يا أحبائي أن يكون لكل واحد فينا علاقة شخصية مع الله عن طري: الصلاة، التناول، الاعتراف، فتح الكتاب المقدس لنعرف من هو القيامة؟ ومن هو الحياة؟ ربنا يسوع المسيح.