كرر بيان إيراني الدعوة للانتقام بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية واتهم الولايات المتحدة بدعم الهجوم الذي ألقت مسؤوليته على إسرائيل.

وقال الحرس الثوري في بيانه، «إن هذا العمل تم التخطيط له وتنفيذه من قبل النظام الصهيوني وبدعم من الولايات المتحدة»، وأضاف، «إن النظام الصهيوني الإرهابي المحرض على الحروب سيتلقى عقابًا شديدًا في الوقت والمكان المناسبين».

وبين أن صاروخًا برأس حربي يزن سبعة كيلوغرامات (نحو 15 رطلًا) استخدم لاستهداف مقر إقامة الزعيم السياسي لحماس في العاصمة طهران، مضيفًا أنه تسبب في دمار شديد. ولم يكشف البيان عن تفاصيل موقع المقر.


وكان هنية في إيران لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب حديثا مسعود بزشكيان.

طريقة الردع

فيما أكد السيناتور الأمريكي الجمهوري ليندسي غراهام، أن أفضل طريقة لمنع التصعيد ضد إسرائيل إظهار الاستعداد للهجوم على إيران، وتهديدها.

وقال على منصة «إكس»، «من الجيد دائمًا لأي إدارة أمريكية أن تطمئن إسرائيل بأننا ندعمها ضد إيران ووكلائها وسنوفر لها القدرة الدفاعية اللازمة. فقد حان الوقت منذ فترة طويلة للبدء في الحديث عن الهجوم عندما يتعلق الأمر بالتهديدات الإيرانية ضد إسرائيل والولايات المتحدة والعالم».

وأشار السيناتور قائلاً، «تشريعي الأخير، هو أن الهجوم الذي تشنه حماس أو حزب الله على إسرائيل يجب اعتباره هجومًا من إيران. يتم تزويد كل هؤلاء الوكلاء بالأسلحة والأموال من قبل النظام الإيراني لنشر إرهابهم».

وأضاف: «يجب أن يكون لإسرائيل كل الحق ليس فقط في الدفاع عن أراضيها من الهجمات الإيرانية، بل وأيضاً في ضرب النظام بقوة. وإن لديهم مصدرًا واحدًا للدخل: مبيعات النفط والغاز».

وأردف بالقول: «إذا عرضت مصافيهم للخطر، فإن سلوكهم سيتغير. وأفضل طريقة لمنع التصعيد هي إظهار الاستعداد للهجوم. والآن هو الوقت المناسب».



قادة حماس

ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي دورها في اغتيال هنية، لكن إسرائيل تعهدت في وقت سابق بقتله وغيره من قادة حماس على خلفية الهجوم الذي شنته المجموعة في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل الذي أشعل فتيل الحرب في غزة.

وفي أبريل، أطلقت إيران مئات الصواريخ والطائرات من دون طيار على إسرائيل، التي قالت إنها اعترضت %99 منها. وجاء الهجوم بعد أقل من أسبوعين من غارة إسرائيلية مشتبه بها في سوريا أسفرت عن مقتل اثنين من الجنرالات الإيرانيين، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تشن فيها إيران هجومًا عسكريًا مباشرًا على إسرائيل على الرغم من عقود من العداء الذي يعود إلى الثورة الإسلامية في البلاد عام 1979.

ولا تعترف إيران بإسرائيل وتدعم الجماعات المسلحة المناهضة لإسرائيل.



تهدئة التوترات

وطرح تقرير غربي تساؤلًا عن كيف يمكن تهدئة التوترات الحالية؟

ليجيب بأنه لا شك أن الدبلوماسيين الأمريكيين وغيرهم من الناشطين في الجهود الرامية إلى التفاوض لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس سوف يبذلون قصارى جهدهم لمحاولة تجنب تصعيد الصراع الإقليمي الدائر، ولكن من المرجح أن يفشلوا في مساعيهم. فالإيرانيون يتوعدون بالانتقام، والإسرائيليون يتحدونهم ووكلاءهم لتوجيه ضربة. وهذه لحظة لا يمكن التنبؤ بها. ويبدو من غير المرجح أن يتراجع اللاعبون عن القتال المدمر. فهذه هي الحرب التي كان الجميع يستعدون لها.