استمر عدوان الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ الغارات الجوية على مختلف أجزاء غزة، مزهقًا أرواح الكثير بحجة البحث عن قادة ومسلحي حركة حماس، حيث قُتل ما لا يقل عن 39550 فلسطينيًا في غزة، خلال ما يقرب من عشرة أشهر، فيما أدانت جامعة الدول العربية بأشد العبارات الانتهاكات والجرائم وسياسات القمع الوحشية التي يُنفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.

وأفادت الأمانة العامة للجامعة العربية «قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة» في بيانها الصادر بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الأسرى والمعتقلين، أن هذه السياسات هي نتيجة مباشرة للتفرد بالشعب الفلسطيني من قِبَل حكومة الاحتلال في ظل صمت المجتمع الدولي.

فضح الانتهاكات


ووجهت الأمانة نداءاتها إلى وسائل الإعلام العربية والدولية والمنظمات العربية والإقليمية والدولية الحقوقية إلى فضح انتهاكات الاحتلال وممارساته اللاإنسانية التي تُشَكّل انتهاكًا جسيمًا وسافرًا للقوانين والنظم الدولية، داعيةً المجتمع الدولي والصليب الأحمر ومؤسسات حقوق الإنسان إلى تحمل مسؤولياتها، والعمل على إلزام إسرائيل «القوة القائمة بالاحتلال» بتطبيق اتفاقيات جنيف الخاصة بالأسرى.

وطالبت مؤسسات العدالة الدولية بالخروج من دائرة الصمت والتعبير عن مواقف قوية واتخاذ خطوات عملية وجدية إزاء ما يتكشف من التعذيب الوحشي القائم على الانتقام الجماعي ونزع الإنسانية الذي يتعرض له الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، مشددةً على الحاجة لإلزام إسرائيل بإنهاء كافة جرائم التعذيب والمعاملة غير الإنسانية، والاخفاء القسري المُمارس ضد هؤلاء الأسرى والمعتقلين.

وأشارت إلى ضرورة التدخل العاجل للمجتمع الدولي وممارسة الضغوط على حكومة الاحتلال لتتوقف عن ارتكاب جريمة الإخفاء القسري ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة، والإفصاح عن أسماء جميع الفلسطينيين الذين تحتجزهم من القطاع.

وجددت الجامعة العربية في بيانها تضامنها ودعمها المطلق للأسرى الفلسطينيين، ونضال الشعب الفلسطيني العادل، مُعَبّرة عن إيمانها الراسخ بتحقيق الحرية لشعب فلسطين وانتصار إرادته في تجسيد دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

تصاعد العنف

ومجددا يتصاعد العنف في الأراضي التي تحتلها إسرائيل مع تصاعد التوترات بشأن الحرب في غزة، حيث قصف الجيش الإسرائيلي مركبة في منطقة ريفية شمال غربي مدينة طولكرم، ما أدى إلى مقتل خمسة من ركابها، ووقع الانفجارعلى الطريق الواصل بين قريتي زيتا وقفين الفلسطينيتين.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» إن أربع جثث «احترقت وتفحمت لدرجة لم يعد من الممكن التعرف عليها».

وفي وقت لاحق أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل أربعة مسلحين فلسطينيين آخرين في منطقة طولكرم، بعد وقت قصير من إطلاقهم النار على القوات الإسرائيلية العاملة في المنطقة، ولم تتوافر أي معلومات أخرى على الفور.

وقف النار

وشهدت منطقة شمال الضفة الغربية بعضا من أسوأ أعمال العنف التي شهدتها المنطقة خلال الأشهر العشرة الماضية، وأصبحت مدينة طولكرم، بمخيميها للاجئين، واحدة من بؤر التوتر الرئيسية، وتتعرض بشكل منتظم لغارات القوات الإسرائيلية.

وفي وقت سابق قال الرئيس جو بايدن إنه حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اغتنام فرصة وقف إطلاق النار مع حماس، مضيفًا أن مقتل هنية «لم يساعد» في الجهود المبذولة للتفاوض على إنهاء الحرب، وتعهد نتنياهو بتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس. قُتل ما لا يقل عن 39550 فلسطينيًا في غزة خلال ما يقرب من عشرة أشهر.

نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، وكثير منهم نزحوا عدة مرات.

انهارت الخدمات الصحية والصرف الصحي إلى حد كبير في مختلف أنحاء القطاع مع تزايد الجوع.