بعد انخفاض صبيب الماء بشكل متكرر ووصوله إلى حد الانقطاع في بعض الأحيان على مستوى مجموعة من المدن المغربية وفي مقدمتها منطقة تزروت بإقليم العرائش والدار البيضاء الجنوبية وبرشيد وسطات، إضافة إلى تارودانت والجديدة وآسفي…، تتخوف ساكنة باقي المدن من توسع “رقعة الإجراءات التي تتخذها السلطات في سياق الطوارئ المائية الناتجة عن التغيرات المناخية بالمغرب”.
وحسب ما عاينته “الأيام 24” عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الصفحات “الفايسبوكية”، فإن مجموعة من النشطاء الذين يقطنون في مدن عدة داخل المملكة، أصبحوا يشتكون من كثرة انقطاع المياه، الأمر الذي دفعهم إلى اقتناء المياه المعدنية من أجل سد الخصاص.
وتعيش مجموعة من السدود المغربية على وقع “الفقر المائي” بعد انخفاض حقينتهم إلى مستويات قياسية أدت إلى وضع استراتيجية استعجالية لمعالجة “الاجهاد المائي”، وفق الخطوط التي سطرها الملك محمد السادس في خطاب العرش الأخير.
وفي هذا الصدد، قال محمد بنعبو، مهندس وخبير في المناخ والتنمية المستدامة، إن “خفض صبيب المياه في الفترات الليلية في مجموعة من المدن المغربية راجع بالأساس إلى الظرفية التي تعيشها الموارد المائية وأيضا تدهور الفرشة المائية بسبب عدة عوامل، الأمر الذي دفع الملك محمد السادس إلى تخصيص أكثر من 80 في المائة من خطاب العرش حول السياسة المائية داخل البلاد”.
وأضاف بنعبو، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “الملك محمد السادس في خطابه الأخير أقر بضرورة تنزيل سياسة مائية ذات نجاعة عالية، من أجل تزويد المواطنين المغاربة بالمياه الصالحة للشرب”.
وأوضح المتحدث ذاته، أن “المياه المحلاة تخضع لمجموعة من المعايير التي تتحكم فيها ضوابط دولية”، مشيرا إلى أنه “حاليا لا يمكن الحديث عن مذاق أو جودة المياه الصالحة للشرب”.
وأشار الخبير المائي إلى أنه “من أول الأشياء التي يجب ضمانها للمواطن المغربي هو سلامة وصحة المياه التي يتم توزيعها عبر الأنابيب المائية، أما المذاق فيمكن حله مع مرور الوقت”.