في الاجتماع السادس، جددت الولايات المتحدة والصين شكاواهما المتبادلة، حيث عقد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ونظيره الصيني اجتماعهما وسط وضع سياسي غير مؤكد في الولايات المتحدة، ومخاوف متزايدة بشأن دور الصين المتزايد في آسيا وأماكن أخرى.

والتقى بلينكن ووزير الخارجية الصيني وانج يي ساعة وعشرين دقيقة تقريبا على هامش منتدى الأمن الإقليمي السنوي لجنوب شرق آسيا في فيينتيان، عاصمة لاوس، الذي كانت فيه التوترات بين الصين والفلبين، حليفة الولايات المتحدة، بشأن النزاعات في بحر الصين الجنوبي محورا رئيسيا للمناقشة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، إن بلينكن ووانج أجريا مناقشة «منفتحة وبناءة»، لكنهما لم يتوصلا إلى أي اتفاقات مهمة بشأن القضايا التي تفرق بينهما أكثر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا والأمريكيتين.


إجراءات الحماية

ونقل ميلر عن بلينكن قوله لوانج: «ستواصل الولايات المتحدة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها وقيمها، ومصالح حلفائها وشركائها، بما في ذلك حقوق الإنسان».

وأضاف بلينكن: «الولايات المتحدة، بالتعاون مع حلفائنا وشركائنا، ستعزز رؤيتنا لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة»، مسلطا الضوء على الإجراءات الصينية العدوانية الأخيرة تجاه تايوان، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي التي تطالب بها بكين كجزء من البر الرئيسي، وتعهدت بإعادة توحيدها بالقوة إذا لزم الأمر.

ولفت ميلر إلى أن كبير الدبلوماسيين الأمريكيين انتقد أيضا الصين بسبب «أعمالها المزعزعة للاستقرار في بحر الصين الجنوبي»، و«أكد دعم الولايات المتحدة حرية الملاحة والتحليق والحل السلمي للنزاعات بما يتفق مع القانون الدولي».



اتفاق سابق

وأشاد بلينكن أيضًا بالصين والفلبين، لإبرامهما اتفاقا في وقت سابق من هذا الأسبوع يسمح للفلبين بإجراء رحلة إمداد إلى المنطقة المتنازع عليها دون الحاجة إلى مواجهة قوات بكين، وهي أول رحلة من نوعها منذ إبرام الاتفاق.

وقال بلينكن لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا قبل اجتماعه مع وانج: «يسعدنا أن نلاحظ إعادة الإمداد الناجحة اليوم في جزيرة توماس شول الثانية. نشيد بذلك، ونأمل ونتوقع أن نرى استمرار ذلك في المستقبل».

وقبل الاتفاق، تصاعدت التوترات بين الفلبين والصين أشهرا عدة، حيث استخدمت قوات خفر السواحل الصينية وقوات أخرى مدافع مياه قوية ومناورات حجب خطيرة لمنع وصول الغذاء والإمدادات الأخرى إلى أفراد البحرية الفلبينية.

مع ذلك، أعرب بلينكن، الذي سيزور مانيلا الأسبوع المقبل كجزء من جولته الحالية التي تشمل ست دول في آسيا، عن أسفه أيضًا لـ«الإجراءات التصعيدية وغير القانونية التي اتخذتها الصين ضد الفلبين في بحر الصين الجنوبي خلال الأشهر القليلة الماضية».

الدفاع الروسي

وفي اجتماعه مع وانج، أثار بلينكن أيضًا المخاوف الأمريكية والأوروبية العميقة بشأن دعم الصين قطاع الصناعة الدفاعية الروسي، الذي تعتقد واشنطن وعواصم في أوروبا أن روسيا تستغله في زيادة إنتاج الأسلحة، لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.

وقال ميلر إن بلينكن «أوضح أنه إذا لم تتحرك الصين لمعالجة هذا التهديد للأمن الأوروبي، فإن الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ التدابير المناسبة للقيام بذلك».

ومنذ إصدار هذا التحذير للمرة الأولى قبل أكثر من عام، فرضت الولايات المتحدة ودول أخرى عقوبات على أكثر من 300 شركة روسية وصينية منخرطة في التجارة.

وعندما سُئل عما إذا كان رد الصينيين على تلك العقوبات بالطريقة التي ترغب فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها، أجاب مسؤول كبير في وزارة الخارجية: «ليس كافيا. ليس كافيا لتهدئة مخاوفنا». وقد تحدث المسؤول إلى الصحفيين، بشرط عدم كشف هويته، لمناقشة الاجتماع الدبلوماسي الخاص.



على مدى العقود الستة الماضية:

كانت هناك عمليات نشر كبيرة للقوات الأمريكية في اليابان وكوريا الجنوبية

كانت معاهدة الدفاع المشترك مع الفلبين بمنزلة عنصر ثابت في السياسة الأمريكية بآسيا أبدى ترمب شكوكه حول جدوى التحالفات الأمريكية في جميع أنحاء العالم خلال فترة ولايته الأولى اقترح ترمب أن الوجود العسكري الأمريكي في اليابان وكوريا الجنوبية يمكن تقليصه أو إلغاؤه