ضيّع المنتخب الألمبي فرصة ذهبية لحسم التأهل بنسبة كبيرة لدور ربع النهائي في منافسات كرة القدم للرجال بأولمبياد باريس، بعد أن تلقى “هزيمة مريرة” أمام نظيره الأوكراني بهدفين لهدف واحد، رغم أنه سيطر على أغلب مجريات المباراة خاصة في الشوط الثاني بعد أن تمكن المهاجم سفيان رحيمي من الحصول على ركلة جزاء بعد عرقتله داخل المنطقة، ويشهر الحكم بطاقة حمراء لمدافع أوكرانيا سوليك.
أغلب المتتبعين استغربوا لتضييع مباراة كانت في متناول أيدي كتيبة طارق السكتيوي، لكنهم أضاعوها بكل سذاجة، متسائلين: كيف يمكن لمنتخب يملك كل المؤهلات الفنية والتقنية أن يفرط في ثلاث نقط مع فريق يلعب بنقص عددي منذ الدقيقة 64 من المباراة.
ولم يكن أكبر المتشائمين يتوقع هذه “الهزيمة المؤلمة” أمام المنتخب الأوكراني، في وقت كان الشعب المغربي يأمل في فوز ثان لوضع القدم الأولى في دور ربع النهائي لكرة القدم بأولمبياد باريس، خاصة بعد المستوى الفني الجيد الذي ظهر به المنتخب الأولمبي في مباراته الأولى أمام نظيره الأرجنتيني والتي انتهت بفوز كتيبة السكتيوي في مباراة دراماتيكية بهدفين لهدف واحد.
ويرى متتبعون أن هناك العديد من الأسباب التي كانت أدت إلى هذه “الهزيمة المذلة” للمنتخب الأولمبي، أهمها ثلاثة أسباب هي:
اختيارات السكتيوي غير المفهومة
اتفق الطاقم التقني للمنتخب الأولمبي بقيادة طارق السكتيوي على اختيارات غير مفهومة، بعدما قرر الدفع بعبد الصمد الزلزولي عوض إلياس أخوماش، ضاربا بالأعراف الكروية والقواعد العلمية عرض الحائط، بحكم أن أخوماش كان هو نجم المباراة الأولى أمام الأرجنتين وهو المساهم الأول في هدفي رحيمي أما منتخب “راقصي التانغو”.
فالزلزولي لم يقدم أي إضافة نوعية هجوميا أو دفاعيا في واحدة من أسوأ مبارياته مع المنتخب الأولمبي، وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر إصلاح السكتيوي هذا الخطأ واستبداله بلاعب أخرج لاعب موناكو إلياس بنصغير وعوضه بإلياس أخوماش في خطوة استغرب لها جميع المتابعين، ناهيك عن التأخر الكبير في إجراء تبديلات للمنتخب الأولمبي.
غياب التنويع في الهجوم
لا يختلف اثنان على اعتماد الناخب الأولمبي على الجهة اليمنى في التنشيط الهجومي خلال هذه المباراة، وكأن لا خيارات لدى المدرب لتنويع اللعب، ما جعل أوراق السكتيوي مكشوفة للمنتخب الأوكراني.
ورغم أنه حاول في الشوط الأول تنويع اللعب بالدفع بالزلزولي للجهة اليسرى إلا أنه لم يقدم شيئا وأضاع العديد من الفرص بسبب قلة التركيز وغياب الفاعلية.
الاستهانة بالخصم
بغض النظر عن ما تم ذكره سابقا، فإن أهم سبب في هذه الهزيمة المريرة هي “الاستهانة بالخصم”، حيث بدا أن لاعبي المنتخب الأولمبي وكأنهم يلعبون مباراة ودية أو استعراضية، لأنه عندما يخطئ المدرب في خياراته البشرية والتقنية، قد يُنقذه الأداء الرجولي للاعبيه وقتاليتهم في أرض الملعب إن حضرت، وهو ما افتقدته كتيبة السكتيوي، إذ لم نلحظ تلك القتالية والندية في المباراة، كما غابت الحلول والفعالية في الفرص السانحة للتسجيل.