كثيرًا ما يعاني كبار السن من تراجع في حاسة السمع والبصر ولحسن الحظ، لا ينطبق هذا على حاسة اللمس، فقد وجدت دراسة جديدة نشرت أخيرًا في مجلة Frontiers in Aging) Neuroscience) أن البشر لا يعانون من تراجع في حساسية اللمس إلا في حالة البشرة الخالية من الشعر، وبعبارة أخرى، تظل المناطق الأكثر شعرًا في جسم الإنسان حساسة للمس كما كانت قبل عقود من الزمان.

يقول الدكتور، جان مارك إيمونيتي، الباحث في مركز أبحاث علم النفس وعلوم الأعصاب وأحد المؤلفين المراسلين للتقرير «تزداد حاسة اللمس سوءًا في اليدين مع تقدم العمر، ولكن ليس في أذرعنا وخدودنا المشعرة، حيث يكون الخد حساسًا بشكل خاص للمس».

قدرة على الصمود


إن القدرة على الصمود في مواجهة فقدان حساسية اللمس مع تقدم العمر ليست بالأمر المفاجئ إذا ما أخذنا في الاعتبار التطور البشري. فالبشر مخلوقات اجتماعية، مما يجعل اللمس حاسة مهمة لمواصلة التنقل في العالم وتعزيز العلاقات العميقة مع الآخرين.

إنه إحساس مهم للغاية لدرجة أن الباحثين لاحظوا أن الأشخاص المحرومين من اللمس قد يبدأون في الشعور بالمرض الجسدي، عندما ينخرط الناس في اتصال جسدي، مثل عناق أحد الأقارب، يفرز الدماغ المواد الأفيونية الطبيعية، والمواد الكيميائية الدماغية التي تشارك في الحالة المزاجية، و«هرمون الترابط» الأوكسيتوسين.

المنهجية

تم اختبار حساسية اللمس لدى 96 امرأة أعسر، تتراوح أعمارهن بين 20 و75 عامًا في 3 مناطق: طرف السبابة اليمنى الخالي من الشعر، والساعد الأيمن، والخد الأيمن.

عادةً ما يكون كل من الساعد والخد مغطى بطبقة زغبية من الشعر، جلست كل امرأة في غرفة هادئة وأعينها مغلقة، وترتدي سماعات رأس تعمل على إلغاء الضوضاء لتقليل عوامل التشتيت.

وتضمنت التجربة الأولى قيام النساء بتحريك طرف إصبع السبابة اليمنى بشكل أعمى فوق 11 صفيحة ذات أخاديد متباعدة بشكل مختلف يتراوح عرضها بين 3.6 ملم و6 ملم، وطلب الباحثون من النساء أن يذكرن ما إذا كن يشعرن بأن الأخاديد أوسع أو أضيق من الصفيحة المرجعية، التي يبلغ عرضها 4.8 ملم، وتم اختبار كل شخص 132 مرة، وقام الفريق بحساب درجة المحاولات الصحيحة.

وتضمنت التجربة الثانية وضع 13 فئة من الخيوط الأحادية على جلد كل امرأة في نمط عشوائي متناقص الجرعة، وكانت للخيوط الأحادية قوة معايرة تتراوح بين 0.08 و75 ميلي نيوتن.

وتحدثت النساء عندما شعرن بلمسة، واستمرت التجربة حتى ارتكب الشخص خطأين متتاليين، وهي علامة على أن الشخص لم يعد قادرًا على اكتشاف الحافز، وقد تم التحقق من الاختبار كوسيلة لقياس حساسية اللمس، ويُستخدم بين الأشخاص المصابين بالاعتلال العصبي الناجم عن مرض السكري.

النتائج الرئيسة

وجد فريق البحث أن أصابع السبابة لدى النساء الأكبر سنًا كانت أقل حساسية للمس عند ملامستها للصفيحة ذات الأخاديد المختلفة، ومع ذلك، أظهرت النتائج عدم فقدان حساسية اللمس مع تقدم العمر عند اختبارها على الخد والساعدين.

تمكنت أصغر 10 نساء من اكتشاف 5.6 ميلي نيوتن من الخيوط الأحادية على الساعد، وهو ما كان مماثلاً لحساسية اللمس لدى أكبر 10 نساء سنًا ومع ذلك، لم تكن هذه النتيجة ذات دلالة إحصائية.

شعرت أصغر 10 نساء بما يصل إلى 0.9 ميلي نيوتن من خيط أحادي على الخد، مقارنة بحساسية اللمس البالغة 1.1 ميلي نيوتن لدى أكبر 10 مشاركات سنًا.

المناقشة والخلاصاتيظل الجلد المشعر، مثل الخدين والساعدين، حساسًا للمس حتى مع تقدم العمر، ووفقًا للمؤلفين، كان هذا الاكتشاف مفاجئًا لأن الجلد الخالي من الشعر يحتوي على عدد أكبر بكثير من المستقبلات الميكانيكية -الخلايا العصبية المتخصصة التي تكتشف الضغط واللمس- مقارنة بالجلد المشعر.

أحد التفسيرات لاستمرار حساسية الجلد المشعر هو أنه يخدم غرضًا مهمًا في تشريح الإنسان. بالإضافة إلى حماية الجلد، يعمل الشعر أيضًا كهوائي للكشف عن وجود المحفزات القريبة.

«يعتبر الشعر صديقنا، فهو يحمينا من البكتيريا ويخبرنا بالاتجاه الذي تهب فيه الرياح. وليس من قبيل الصدفة أن يكون لدينا شعر في المناطق الأكثر حساسية»، كما يوضح الدكتور إيمونيتي.

كما يمكن أن تزيد من مستوى حساسية الجلد، حتى لو لم يكن هناك شعر.

ووفقًا لروتشيل أكيرلي، المؤلفة الثانية للدراسة، يحتاج الناس إلى تجنب درجات الحرارة الشديدة وتلوث الهواء، بالإضافة إلى ذلك، فإن الإفراط في تناول الكحول والتدخين وحمامات الشمس يمكن أن يؤدي إلى إتلاف الجلد.