ركود غير مسبوق، يعيشه قطاع “الصناعة الفندقية” بالمغرب، بعدما بات مهنيو الفنادق يشتكون من ضعف الإقبال نتيجة عدة أسباب ومتغيرات أرخت بظلالها على هذا القطاع الحيوي، بينما “يتجه أغلب المغاربة الذين أسعفهم الحظ في الاستمتاع بعطلة الصيف الساخنة إلى اختيار الشقق والمنازل المعروضة للكراء”، حسب شهادات مهنيين.
ويعزى هذا التراجع الملحوظ الذي “شد انتباه” المعنيين بـ”الصناعة الفندقية” داخل المملكة المغربية إلى أسباب عدة أبرزها “الأزمة السياسية الفرنسية التي أفرزتها الانتخابات التشريعية المبكرة وأولمبياد باريس”، زيادة إلى إرتفاع “منسوب درجات الحرارة وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين”، على غرار “تزايد الإقبال على القطاعات غير المهيكلة المتعلقة بالمبيت”.
وعلى هذا النحو، يأمل أغلب المهنيين في قطاع الفندقة على أن تعود الحركة التجارية بالفنادق المصنفة في أواخر شهر يوليوز الجاري وبداية شهر غشت المقبل، نظرا أن أغلب المعيلين للأسر يفضلون قضاء العطلة الصيفية في هذه الفترة التي تسبق الدخول المدرسي المزمع انطلاقه بحر شتنبر المقبل.
رئيس الفيدرالية الوطنية للصناعة الفندقية، لحسن زلماط، قال إن “الإقبال السياحي خلال هذا الموسم، يبقى ضعيفا مقارنة مع السنوات الماضية، وذلك راجع إلى عدة أسباب من بينها تدهور القدرة الشرائية للمواطنين المغاربة وارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير في العديد من المدن التي تعتبر سياحية بامتياز وعلى رأسها مدينة مراكش إضافة إلى الأزمة السياسية الفرنسية على اعتبار أن فرنسا المروج رقم واحد للسياحة بالمملكة المغربية، إضافة للألعاب الأولمبية الباريسية”.
وأضاف زلماط، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “الانتخابات التشريعية المبكرة التي أجريت في فرنسا أثرت بشكل كبير على المردود السياحي بالمغرب، وهذا ما أدى إلى حدوث شبه ركود في الفنادق المصنفة”.
وأشار المتحدث عينه، إلى أن “السياحة الداخلية انخفضت بشكل ملفت للانتباه، علما أن الأجرة الشهرية للموظفين في القطاعات العمومية لهذا الشهر تم اعطاؤها في نصف الشهر الماضي من أجل تغطية مصاريف عيد الأضحى المبارك”.
وأوضح رئيس الفيدرالية الوطنية للصناعة الفندقية أنه “من بين الأسباب التي جعلت الإقبال ضعيفا على الفنادق هي لجوء أغلب الأسر المغربية إلى القطاع غير المهيكل، أي كراء منازل وشقق بدل الحجز في الفنادق”، مشيرا إلى أنه “حاليا أصبحت وكالات تجارية تسهل عملية كراء الشقق في المدن التي تشهد إقبالا في فصل الصيف سواء في شمال أو جنوب البلاد”.
وأردف زلماط: “نتمنى في شهر غشت المقبل إعادة دوران عجلة السياحة بالمدن المغربية قبل بداية الدخول المدرسي، لأنه في أواخر شهر غشت تبدأ الأسر المغربية في الاشتغال على الدخول الدراسي الذي ينطلق حسب التجربة في بداية شهر شتنبر”.