تواصل أسعار الذهب ارتفاعها هذا العام وتسجل مستويات قياسية جديدة بدعم من العديد من العوامل منها المخاطر الجيوسياسية المتزايدة، وعدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة، ومشتريات البنوك المركزية، وتوقعات باتجاه الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة.

ووصلت أسعار الذهب خلال تعاملات أمس الثلاثاء إلى 2467.8 دولار للأوقية، مسجلة أعلى مستوياتها على الإطلاق.

وذكر "أدريان آش" مدير الأبحاث لدى "بوليون فالو": مثل الأسهم والسندات، يريد الذهب فقط الارتفاع ولنفس السبب، استعداد الاحتياطي الفيدرالي أخيرًا لخفض الفائدة لأنه يعتقد أنه تمكن من التغلب على التضخم.

ويرى "فؤاد رزاقزادة" محلل السوق لدى "سيتي إندكس": بفضل ضعف البيانات الاقتصادية وتراجع الضغوط التضخمية، لا تزال عوائد السندات تحت ضغط إلى حد كبير، وهو ما يساعد في تعزيز جاذبية الأصول ذات العائد المنخفض أو التي لا تدر عائدًا، وبالتالي الحفاظ على توقعات الذهب إيجابية.

وأضاف أنه ليس هناك شك في أن الارتفاع الأخير في أسعار الذهب يمكن أن يعزى جزئيًا على الأقل لانخفاض الدولار وعائدات السندات، وذلك بفضل البيانات الأمريكية الأضعف من المتوقعة والانخفاض غير المتوقع في تضخم أسعار المستهلكين الأسبوع الماضي، قائلاً: عززت هذه العوامل جاذبية الأصول ذات العوائد المنخفضة أو الصفرية مثل الذهب.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

مشتريات البنوك المركزية

إلى جانب خفض الفائدة الأمريكية الوشيك وتصاعد التوترات الجيوسياسية، كانت البنوك المركزية محركًا رئيسيًا لأسعار الذهب في 2023 وستظل كذلك هذا العام.

واشترت البنوك المركزية 1037 طنًا من الذهب في 2023 بقيادة الصين، واستمرت المشتريات في العام الحالي إذ بلغت 290 طنًا في الربع الأول، حسب بيانات مجلس الذهب العالمي.

وأشار "جريجوري شيرر" رئيس استراتيجية المعادن الأساسية والثمينة لدى "جيه بي مورجان" إلى أن مستوى سعر الذهب له تأثير ضئيل على الخطط طويلة المدى لشراء الذهب من قبل البنوك المركزية، لذلك من المتوقع أن تستمر مشتريات البنوك المركزية ما يدعم الحد الأدنى لأسعار الذهب.

هل ستسجل الأسعار مستويات قياسية جديدة؟

لكن  مع تداول الأسعار في الوقت الحالي عند مستويات قياسية بالفعل، هل من المتوقع حدوث اتجاه صعودي آخر للمعدن النفيس مع بدء خفض الفائدة؟

أوضح "شيرر": في ظل الوضع الجيوسياسي المتوتر وزيادة العقوبات، وجهود بعض الدول للتخلص من الدولار، نلاحظ زيادة في الرغبة في شراء الأصول الحقيقية بما في ذلك الذهب.

وذكرت "ناتاشا كانيفا" رئيسة استراتيجية السلع العالمية لدى "جيه بي مورجان": ستركز أسواق المعادن الثمينة على أي تغييرات محتملة في السياسة الأمريكية.

وتوقع البنك في تقريره الذي نشر في الخامس عشر من يوليو ارتفاع أسعار الذهب إلى 2500 دولار للأوقية بحلول نهاية 2024، مع افتراض بدء الاحتياطي الفيدرالي دورة خفض الفائدة في نوفمبر المقبل ما يدفع أسعار الذهب إلى مستويات جديدة.

وأشار "شيرر" إلى أن متوسط سعر الذهب قد يسجل 2500 دولار للأوقية في الربع الرابع من هذا العام و2600 دولار في نفس الفترة من  2025.

وتستند توقعات أسعار الذهب إلى تقديرات "جيه بي مورجان" الاقتصادية التي تشير إلى اعتدال التضخم الأساسي في الولايات المتحدة إلى 3.5% في 2024 و2.6% في 2025.

بينما رفع محللو "إتش إس بي سي" مؤخرًا توقعاتهم لمتوسط سعر الذهب هذا العام من 2160 دولارًا للأوقية إلى 2305 دولارات للأوقية، بينما خفضوا تقديراتهم للعام المقبل من 2105 دولارات إلى 1980 دولارًا للأوقية.

ويتوقع محللو المصرف البريطاني انتعاش أسعار الذهب في عام 2016، ما يرفع متوسط توقعاتهم للسعر من 1880 دولارًا إلى 2025 دولارًا للأوقية.

المصادر: ماركت ووتش -  تقرير "جيه بي مورجان" – إنفستنج دوت كوم