سيكون عشاق كرة القدم، وتحديدا كرة القدم الأوروبية على موعد مثير وقمة ساخنة، ولحظة تاريخية، مساء اليوم، عندما تختتم منافسات كأس أمم أوروبا «يورو 2024»، بموقعة النهائي الكبير، الذي سيجمع إسبانيا وإنجلترا، على الملعب الأولمبي بالعاصمة الألمانية برلين، التي استضافت البطولة منذ الـ14 من يونيو الماضي، بمشاركة 24 منتخبا، ويتطلع المنتخبان الإسباني والإنجليزي إلى صنع التاريخ، لا سيما وأن المواجهة ستمنح الماتادور في حال تتويجه اللقب الرابع والانفراد بالرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالذهب القاري، فيما في حال تتويج الأسود الثلاثة فإنه سيكون اللقب الأول للمنتخب الإنجليزي في تاريخ البطولة التي لم ينل ذهبها ولم يعتلي عرشها منذ انطلاقتها في 1960، فمن سيعتلي عرش أوروبا، لاروخا المدجج بالنجوم الواعدين واللاعبين الشبان الذين قدموا مستويات مبهرة ورائعة ولم يتذوقوا سوى طعم الانتصار خلال الأدوار الماضية، أم الأسود الثلاثة المتخم بلاعبي الخبرة، والذي سار بخطى ثابتة حتى وصل للنهائي رغم الانتقادات التي طالت مدربه ولاعبيه؟.



قوة وتفوق


بلغ الماتادور نهائي البطولة بعد مشوار حافل بالانتصار، إذ نجح في حسم جميع مبارياته الـ6 في البطولة بالانتصار ولا شيء غيره، إذ تصدر المجموعة الثانية التي ضمت إلى جواره منتخبات إيطاليا وكرواتيا وألبانيا بالعلامة الكاملة 9 نقاط، إذ كسب كرواتيا 3/صفر، ثم تغلب على إيطاليا 1/صفر، وهي ذات النتيجة التي كسب بها ألبانيا في ختام دور المجموعات، ليواجه المنتخب الجورجي في ثمن النهائي ويتفوق عليه 1/4، قبل أن يصطدم بالمستضيف المنتخب الألماني في ربع النهائي ويزيحه من البطولة بتفوقه عليه 1/2 بعد التمديد، وفي نصف النهائي أطاح لاروخا بالمنتخب الفرنسي 1/2، وسجل لاعبوه 13 هدفا في طريق بلوغ النهائي، فيما لم تستقبل شباكه سوى 3 أهداف كانت جميعها في الأدوار الإقصائية.

زعامة القارة

يطمح لاروخا إلى معانقة الذهب القاري للمرة الرابعة في تاريخه وفك ارتباطه بالمنتخب الألماني، الذي يشاركه قمة أكثر المنتخبات الأوروبية تتويجًا باللقب، بواقع 3 مرات لكل منهما، إذ سبق للإسبان أن توجوا بالذهب في نسخ 1964، 2008، 2012، وسيكون اللقب الحالي هو الرابع له في حال تتويجه ومن ثم سيعتلي عرش اليورو بكل جارة واستحقاق.

مشوار صعب

لم يكن طريق الأسود الثلاثة نحو النهائي مفروشا بالورد على الإطلاق، إذ نجح هو الآخر في تصدر المجموعة الثالثة التي ضمت إلى جواره منتخبات الدنمارك وسلوفينيا وصربيا، برصيد 5 نقاط، وحقق خلال ذلك الدور انتصارا وحيدا كان في بداية المشوار على حساب صربيا 1/صفر، قبل أن يقع في فخ التعادل 1/1 مع الدنمارك وسلبيا مع سلوفينيا في آخر جولتين، وفي ثمن النهائي لجأ إلى شوطين إضافيين خلال مواجهة سلوفاكيا وتمكن من قلب تأخره صفر/1 حتى الوقت بدل الضائع إلى انتصار مثير بعدما لحق بالتعادل في الدقيقة الخامسة من الوقت الضائع، ومع مطلع الوقت الإضافي سجل ثاني أهدافه لينتصر 1/2، وليضرب موعدا مع المنتخب السويسري في ربع النهائي، ويضطر إلى حسم المواجهة بركلات الترجيح 3/5، بعد التعادل 1/1 في الوقتين الأصلي والإضافي، وفي نصف النهائي عبر محطة هولندا، وقلب تأخره مع بداية المباراة أمام الطواحين صفر/1، إلى انتصار مثير 1/2 في ختام المواجهة بهدف جاء في الوقت القاتل، ليبلغ النهائي للمرة الثانية على التوالي والأولى خارج ويمبلي في تاريخه، وسجل الأسود الثلاثة 7 أهداف خلال الأدوار الماضية منها هدفان في دور المجموعات، و5 أهداف في الأدوار الإقصائية، وتلقت شباكه 4 أهداف منها هدف وحيد في دور المجموعات و3 أهداف في الأدوار الإقصائية بخلاف ركلات الترجيح.

اللقب الأول

يتطلع الإنجليز إلى صنع التاريخ خارج ويمبلي والتتويج باللقب الأول لهم في البطولة القارية، إذ لم يسبق وتوج الأسود الثلاثة بالذهب القاري، فيما يظل التتويج بكأس العالم في نسخة 1966 هو اللقب الوحيد لبطولة لكبرى الذي ناله المنتخب الإنجليزي، ويريد أن يعتلي عرش أوروبا للمرة الأولى.