في سياق مذكرة المندوبية السامية للتخطيط بخصوص “موجز الظرفية الاقتصادية للفصل الثاني من 2024 وتوقعات الفصل الثالث من 2024″، والتي أشارت بصيغة غير مباشرة إلى استمرار غلاء أسعار الأغنام خلال الموسم المقبل، حذر جمعويون وخبراء في تربية الماشية من “تدهور وضعية القطيع الوطني بسبب السياسات المستخدمة في تدبير قطاع اللحوم بالمغرب”.
ودق فاعلون في قطاع الماشية ناقوس الخطر بسبب ما ذكرته المندوبية السامية للتخطيط في موجزها وتأثيره على القطاع في ظل تدهور وضعية المخزون الاستراتيجي للقطيع الوطني، الأمر الذي بات يخوف بعض المستثمرين من تطور الأوضاع والوصول إلى نقطة “إلغاء عيد الأضحى” الموسم المقبل.
وقال عبد الحق بوتشيشي، رئيس الجمعية الوطنية لتقنيي تربية المواشي، إن “ما صرح به وزير الفلاحة والصيد البحري بخصوص عيد الأضحى المبارك يناقض الواقع الحالي، وأن الطلب تجاوز العرض خلال هذا الموسم رغم الدعم المالي للحكومة المغربية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أثمنة الأغنام”، مشيرا إلى أن “مجموعة من الأسر لم تستطع شراء الأضحية”.
وأضاف بوتشيشي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “الترقيم تجاوز 6 ملايين رأس من الأغنام، غير أن أصحاب الجزارة اليوم لم يجدوا المواشي من أجل ذبحها الشيء الذي جعل أثمنة اللحوم ترتفع في الأسواق الوطنية، وهذا الأمر يعتبر خطيرا يهدد القطيع المغربي”.
وتابع المتحدث عينه أنه “خلال فصل الصيف الطلب يزداد على اللحوم الحمراء وهو ما يستدعي تدخل الدولة من أجل توفير السيولة الكافية”، مضيفا أن “الحكومة أصبحت ملزمة بإيجاد حلول جدية لإعادة قطاع الفلاحة إلى توهجه السابق، لأن الوضعية الحالية كارثية بكل المقاييس”.
ودعا الفاعل الجمعوي إلى “تفعيل المذكرة الموقعة بين وزارة الداخلية ووزارة الفلاحة والصيد البحري حول منع ذبح “العجلة” التي لا يتجاوز عمرها أربع سنوات وأيضا الخرفان الذي يهدد المخزون الاستراتيجي للقطيع الوطني”.
وأردف أيضا أن “الاعتماد على المخزون الاستراتيجي للدولة من ناحية القطيع سيدهور الوضعية خلال الموسم المقبل، وعلى الوزارة إجراء مشاورات مع المهنيين من أجل تفادي سيناريوهات إلغاء عيد الأضحى”.