ستكون معركة بلوغ نهائي كأس أمم أوروبا «يورو 2024»، المقامة حاليا في ألمانيا، وتختتم الأحد المقبل، طاحنة للغاية، ومثيرة وذات طابع تنافسي قوي، عندما يتواجه اليوم، منتخبا هولندا وإنجلترا، على ملعب سيغنال ايدونا بارك، لحساب نصف النهائي، وتحديد الطرف الثاني في المباراة الختامية للبطولة، التي يراود حلمها المنتخبين اللذين عانيا كثيرا حتى بلغا هذه المرحلة للبطولة القارية الكبرى، التي تعد أكبر وأبرز بطولات القارات في العالم.

ويطمح المنتخب الهولندي في أن يكرر ما فعله في نسخة 1988، عندما توج بلقبه الوحيد على الأراضي الألمانية، فيما لا تزال المنتخب الإنجليزي يطارد لقبه الأول.



منعطفات خطرة

لم يكن طريق الطواحين نحو نصف النهائي مفروشا بالورود، بل على النقيض كان مليئا بالأشواك، والمنعطفات الخطرة، إذ إنه بلغ ثمن النهائي عبر بوابة أفضل 4 منتخبات حلت في المركز الثالث في المجموعات الست، بعدما حل ثالثا في المجموعة الرابعة، خلف النمسا المتصدر وفرنسا الوصيف، فبعد أن كسب بولندا 2/ 1 في بداية المشوار، تعثر بالتعادل سلبيا مع فرنسا، قبل السقوط في فخ النمسا والخسارة 2/ 3، في ختام دور المجموعات، وفي دور الـ16 تجاوز الطواحين محطة رومانيا 3/ صفر، في مباراة قدم خلالها المنتخب الهولندي أفضل مستوياته في البطولة، قبل أن ينجح في قلب الطاولة في وجه المنتخب التركي ويحول تأخره صفر/ 1، في موقعة ربع النهائي، إلى انتصار مثير في آخر المباراة 2/ 1، وخلال الأدوار الماضية لم كانت الحالة الهجومية للمنتخب الهولندي جيدة، إذ سجل لاعبوه 9 أهداف، إلا أن شباكه أمطرت بـ5 أهداف في 5 مباريات بمعدل هدف في كل لقاء.

ويطمح مدرب هولندا، رونالد كومان أن يختلف أداء لاعبيه خلال مواجهة اليوم، كونها تختلف كثيرا عن سابقاتها، ولا مجال للتعويض بعدها، فإما بلوغ النهائي والتمسك بحلم اللقب الثاني أو المغادرة واستمرار المعاناة، كما أنه يأمل في تحسن الأداء الدفاعي وعدم الوقوع في الأخطاء السابقة.

طريق صعب

في المقابل شق الأسود الثلاثة طريقه بصعوبة إلى المربع الذهبي، وسيكون على موعد مع مهمة شاقة حينما يلاقي نظيره الهولندي اليوم، ورغم أنه تصدر المجموعة الثالثة برصيد 5 نقاط، إذ كسب مباراته الأولى أمام صربيا 1/ صفر، قبل أن يتعادل مع الدنمارك 1/ 1، ثم مع سلوفينيا سلبيا، وفي دور الـ16 احتاج إلى وقت إضافي لتجاوز سلوفاكيا 2/ 1، بعد أن تعادلا 1/ 1، في الوقتين الأصلي والإضافي، أما في ربع النهائي فمنحته ركلات الترجيح الانتصار على سويسرا 5/ 3، بعد أن تعادلا 1/ 1 في الوقتين الأصلي والإضافي، وخلال الأدوار السابقة لم يسجل الإنجليز سوى 5 أهداف واستقبلت شباكه 4 أهداف.

ويعاني لاعبو منتخب إنجلترا من الإنهاك بعد أن احتاجوا لخوض وقت إضافي أمام سلوفينيا وسويسرا قبل حسم التأهل للمربع الذهبي في الوقت الذي حسم فيه منتخب هولندا الفوز في مباراتيه بالأدوار الإقصائية في الوقت الأصلي.

وستكون طموحات إنجلترا في بلوغ نهائي البطولة القارية معلقة لحين الانتهاء من الاختبار الصعب أمام هولندا.

فال خير

يعلق الهولنديون آمالا عريضة على البطولة الحالية، لتعويض خيبات دامت 36 عاما بعد التتويج باللقب الوحيد، وتبدو الملاعب الألمانية فال خير على الطواحين، إذ إن المنتخب الهولندي توج بلقبه الوحيد في نسخة 1988 على الأراضي الألمانية، عندما تغلب على منتخب الاتحاد السوفيتي سابقا «روسيا حاليا»، في المباراة النهائية 2/ صفر، ومن يومها غاب الطواحين عن اللقب، رغم المحاولات الكثر التي صاحبت تلك السنوات العجاف.

شمس غائبة

لم تشرق شمس إنجلترا في سماء التتويج باللقب القاري منذ بداية البطولة في نسخة 1960 أي خلال 65 عاما، رغم أنه وصيف النسخة السابقة، فإنه لا يزال يبحث عن لقبه الأول في أعتى البطولات القارية، إلا أن الأسود الثلاثة منذ مونديال روسيا 2018 تأهل إلى المربع الذهبي في ثلاث بطولات كبرى تحت قيادة المدرب جاريث ساوثجيت، لكن كان الاستثناء الوحيد في مونديال قطر 2022 حينما فشل الأسود الثلاثة في بلوغ هذه المحطة.