حذّر عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يوم أمس الأحد، خلال اجتماع اللجنة الوطنية لـ"البيجيدي"، من "الأخطار المحذقة بالأمة العربية الإسلامية كلها، وخصوصا أهل السنة منها"، مؤكدا أن "غزة ليست وحدها التي تواجه خطرا".
إيران هي محور المقاومة
وقال ابن كيران: "لا يمكننا إنكار أن ايران هي محور المقاومة، اليوم، بكل صراحة. وهي التي تساند، بالدرجة الأولى، محور المقاومة الذي يقف في وجه إسرائيل".
وتساءل رئيس الحكومة السابق، مستنكرا: "لكننا نحن أهل السنة والجماعة نمثل 90 في المائة من المسلمين، لا مانع لدي في أن يكون لإيران دور، لكن أين هو دورنا نحن؟".
الحكام العرب
وأبدى ابن كيران استغرابه من "إرسال بعض الدول للأكل والشراب والفواكه والمياه… إلى إسرائيل، مما يجوز ومما لا يجوز شرعا"، موضحا: "ما دام الإسرائيليون يقتلون إخواننا، فنحن في حالة حرب معهم، هذا هو الشرع. الأمة كلها في حالة حرب. ولو كان هناك سبيل، لكان مفروضا على الرجال والنساء أن يذهبوا إلى فلسطين، حتى وإن كان بدون إذن من الأزواج، لكن هناك الحدود والسدود والتأشيرات التي تحول دون ذلك".
واستدرك المتحدث نفسه: "أنا لست ضد الحكام العرب والمسلمين، وحينما أرى خطيبا يشتمهم، كيبقى فيا الحال. كنقول هاد السيد ما كيفهم حتى حاجة؛ لأننا في زمن التقريب والتغليب وليس المغالبة. هذا وقت التقليل من النزاع والخلاف بين شعوب الأمة وحكامها".
هل درسنا نفس التاريخ؟
وأضاف ابن كيران: "لا أحد، بما في ذلك حركة حماس، طلب من الحكام العرب والمسلمين، المشاركة في الحرب ضد إسرائيل، لكن الفلسطينيين إخوتنا، ولا يعتقد أحد أنه إذا هزمتهم إسرائيل، فإن ذلك في صالحكم، بل إنه يعني أنها هزمتنا جميعا؛ لأنه يوم هزم العرب في حروب 1948 و1967، وفي الحروب الموالية، باستثناء حرب 1973، الأمة كلها انهزمت"، متسائلا: "دابا بغيت غير نعرف، واش الحكام العرب قراو التاريخ لي قرينا ولا ما قراوهش؟".
وأعرب رئيس الحكومة السابق عن نيته في مراسلة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، "بسبب ظرف لطيف جمع بينهما، فيما سبق"، قبل أن يخاطب حكام العرب: "وحدوا سياستكم، وطالبوا أمريكا وإسرائيل بتوقيف هذه المجازر. هدّدوهم قليلا، كما فعل الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، رغم امتلاكه لجيش بسيط، وقتها"، حينما قرر حظر النفط عن الدول الغربية والمتعاونة مع إسرائيل؛ وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، عام 1973.
وتابع ابن كيران: "ديرو شي حاجة علاش يترحموا عليكم الناس ملي تموتوا، راه غتموتوا غتموتوا وتلقاو الله. ما غاتبقاوش فوق العروش ديالكم إلى الأبد".
أليس في اليهود رجل رشيد؟
من جهة أخرى، ساءل ابن كيران اليهود: "أليس فيكم رجل رشيد؟ أليس هناك طريقة للتخلص من هذه الحكومة المجنونة، والبحث عن حلول أخرى؟ إلى متى؟ وهل تعتبرون أنه إذا استطعتم الانتصار على حماس، فإن الأمر سينتهي هنا؟ وجدوا ريوسكم باش يوقع لكم هادشي مرات ومرات، مادمتم محافظين على نفس المنطق والعنجهية".
وأكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية: "أنا لست ضد السامية أو ضد اليهود، ولم أكن ضدهم في يوم ما؛ لأن ديننا لم يأمرنا بمعاداتهم. بل اليهود هم من ضد المسلمين. وهنا أقول لهم إن الأوروبيين هم من اعتدوا عليكم وليس المسلمين. نحن من استقبلناكم حينما تم اضطهادكم. على ما جيتوش للمغرب والجزائر وتونس وليبيا وحتى لتركيا ومصر، هربا من إسبانيا؟".
وأشار ابن كيران إلى أنه "في المغرب، يوجد ما يسمى بـ"اليهود البلديين"؛ بمعنى اليهود الذين عاشوا في فاس، قبل مجيء غيرهم من نفس الديانة من إسبانيا. هوما بغاو يبقاو فالمغرب، وباقين لدابا، معززين مكرمين".
واستغرب المتحدث نفسه من الأصوات التي تنتقد تنصيب يهودي مستشارا للملك، قائلا: "حنا عقال المغرب والأحزاب لا تتعرض لأي يهودي بالإساءة. عندنا فين لقاو الراحة والأمان".
