شريحة عريضة من المواطنين المغاربة أصبحوا يفضلون الانتقال بين المدن المغربية عبر الطائرات المخصصة للرحلات الداخلية بدل التنقل بواسطة حافلات النقل الطرقي خاصة في المسافات الطويلة، الأمر الذي دفع كثيرون إلى التساؤل حول هذا التحول الملحوظ الذي طرأ على مجال النقل.
ووفق إفادات مراقبين، فإن التغيير الحاصل بين المواطنين جاء نتيجة عدة أسباب أبرزها تدهور الخدمات داخل المحطات الطرقية في أغلب المدن المغربية، والتي أصبحت مرتعا للمتشردين ومكانا غير آمنا للمسافرين، إضافة إلى عناء السفر في المسافات الطويلة حيث تستغرق بعض الرحلات أكثر من 20 ساعة، الأمر الذي بات يؤرق صحة المواطنين.
وحسب يونس بولاق، رئيس الجامعة المغربية للمقاولات الصغرى والمتوسطة للنقل الطرقي بالمغرب، فإن “الفئة التي تسافر عبر الطائرة في الرحلات الداخلية ليست هي الفئة التي تسافر عبر الحفلات الخاصة بنقل المسافرين في المحطات الطرقية، وأن الطبقة التي تستقل عبر الحفلات فهي الطبقة الفقيرة التي لها مدخول مالي جد محدود”.
وتابع بولاق، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “استعمال الطائرة من أجل السفر داخل المغرب فهو أمر مكلف على الحافلات، لأنه يتطلب أموالا كثيرة وأيضا رغم أن ساعات السفر قليلة مقارنة مع الحافلة فإن الانتظار في المطار والاجراءات القانونية يتطلب وقتا طويلا”.
وأضاف المتحدث ذاته أن “الذهاب عبر الطائرة أصبح يستعمل في المسافات الطويلة، وأن الدار البيضاء لا تتوفر على خطوط الانطلاقة مثلا إلى العيون والداخلة وغيرها من المناطق البعيدة، لذلك يفضل المواطن المغربي اقتناء تذكرة طائرة من أجل التنقل”.
“لإعادة توهج قطاع النقل الطرقي أصبح من الضروري إعادة إصلاح المحطات الطرقية وتأهيلها والقطع مع الوسطاء والمتداخلين والاعتماد فقط على الشباك الوحيد، مع إضافة إلى بعض الخدمات الترفيهية ليستفيدة منها المواطن المغربي”، يضيف المتحدث.
وأشار رئيس الجامعة المغربية للمقاولات الصغرى والمتوسطة للنقل الطرقي بالمغرب إلى أن “جانب الطائرات فإن المواطنين المغاربة أصبحوا يعتمدون أيضا على القطار أو كراء السيارات من أجل التنقل وهذا أمر اختياري لأن أغلب المحطات الطرقية لا تتوفر على الشروط السلامة المطلوبة”.