ظرفية صعبة يمر منها قطاع “تموين الحفلات” بعدما عرفت المواد الأولية التي تحرك تجارة هذه الشريحة من المستثمرين إرتفاعا مهولا في أثمنتها حيث وصلت إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، وذلك بعد الزيادة التي شهدتها “البوطا غاز” وباقي الفواكه والخضر إضافة إلى الأسماك والمحروقات، في ظل المنافسة الشرسة التي باتت يواجهونها من قبل زملائهم الذين يعملون فقط على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي لنشر خدماتهم.
وعلى هذا النحو، فإن هذه التحديات التي يواجهها قطاع “تموين الحفلات” تصطدم أيضا بارتفاع كلفة اليد العاملة وانخفاض المستوى العام للطلبات، على اعتبار أن فصل الصيف يعد فترة الذروة التي يعول عليها أصحاب هاته المشاريع لإنقاذ الموسم وتحسين حجم الدخل السنوي.
وفي هذا السياق، قال حسن دوش، الكاتب العام للفيدرالية المغربية لمموني الحفلات، إنه “في فصل الصيف يزداد الطلب على الحفلات سواء الأعراس أو العقيقة أو غيرها من الخدمات التي يقدمها مموني الحفلات إلى المواطن المغربي، غير أن هذه الظرفية الحالية أثرت علينا بشكل كبير بعد الزيادة في البوطا غاز واللحوم الحمراء والبيضاء إضافة إلى الأثمنة المرتفعة في الخضر والفواكه”.
وتابع دوش، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “الزبون أي المستهلك المغربي أصبح يبحث فقط عن الخدمات الأقل ثمنا، في ظل الارتفاع المهول في الأسعار، علما أن مموني الحفلات عليهم مجموعة من الالتزامات من بينها الضريبة والكراء”.
وأضاف المتحدث ذاته أن “ممون الحفلات القانوني يتلقى منافسة شرسة من طرف الأشخاص الذين يعرضون مثل هذه الخدمات على مواقع التواصل الاجتماعي سواء فيسبوك أو انستغرام، وأن هؤلاء الفئة لا تستفيد منها الدولة من ناحية المداخيل”.
وأشار الكاتب العام للفيدرالية المغربية لمموني الحفلات إلى في “ظل هذه التحديات الكبيرة فإن الطلب بات ضعيفا مقارنة مع السنوات الماضية، وحتى الأسر التي ترغب في إقامة حفل فهي تطلب فقط عدد قليل من الموائد التي لا تتجاوز 15 مائدة”.
وخلص دوش حديثه قائلا: “الغلاء المعيشي أصبح ينخر جسم الأسر المغربية وأثر بشكل كبير على مجموعة من الخدمات والقطاعات الاستثمارية، وأن المواد الأولية ارتفع ثمنها إلى مستويات غير مسبوقة، وأتمنى من الدولة أن تدرك هذا الأمر”.