الله ضابط الكل
الله ضابط الكل
نصلى فى صلاة الشكر و نقول: الضابط الكل الرب الهنا. نشكره على كل ما يأتى من عنده لأنه هو الألف و الياء البداية و النهاية الذى “ليست خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شىء عريان و مكشوف لعينى ذلك الذى معه أمرنا” (عب١٣:٤). و لكننا أحياناً كثيرة نتوه فى امور هذه الحياة إذ نسعى فيها بقلق زائد عن الحد و نخشى بشدة و نخاف مما يخبئه لنا الغد أو ما يدبر فى الظلام، نرفع عيوننا إلى الله مرة و نحدق النظر فيمن لهم السلطان الأرضى الف مرة، نعتبر أن الأمور محكومة فى يد هذا أو ذاك و أن وفرة الصيد أو شحه فى مزاج البحر و أمواجه، و لكن الحقيقة التى كثيراً ما ننساها هى أن الكون كله بما فيه من أدق التفاصيل مضبوط فى يد الله وحده يقول لهذا اذهب فيذهب و لهذا ائت فيجئ. بكلمة فمه تؤمر كل الخليقة المنظورة و غير المنظورة. وقف نحميا أمام من بيده السلطان الزمنى و فى ضيقه يقدم له ارتحشستا الملك يد العون و يقول له: ماذا انت طالب؟ و لكن نحميا كان يعرف جيداً أن الأمر بيد من بيده الأمر -الله وحده-، عرف أيضاً ان “قَلْب الْمَلِكِ فِي يَدِ الرَّبِّ كَجَدَاوِلِ مِيَاهٍ، حَيْثُمَا شَاءَ يُمِيلُهُ” (أم 21: 1). و بدل من أن يطلب من ارتحشستا رفع عينيه إلى المدبر الأعظم و قال: “فَصَلَّيْتُ إِلَى إِلهِ السَّمَاءِ،” (نح 2: 4). و على الرغم من قصر هذه الصلاة إلا أنها كانت ذات مفعول كبير لأنه لولا معونة القدير لتعطل العمل لأن عوامل الفشل كانت أكبر من عوامل النجاح. يعوزنا جميعاً الإيمان مثل داود النبى الذى لم يوجه نظره ابداً إلى الظروف المحيطة بل إلى الله ضابط الكل فيقول: “جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، لأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ.” (مز 16: 8). فلا نشكو من يهمل احتياجاتنا و لا نلوم أحداً إحتقر طلباتنا لأن لنا سنداً و عوناً يضبط كل الأمور، الله ضابط الكل.
