تحتفل مصر بذكرى 3 يوليو 2013 وهو اليوم الذي استجابت فيه قواتنا المسلحة للشعب (ثوره الشعب) الذي خرج عن بكرة ابيه يوم 30 يونيه مطالبًا بالخلاص من حكم جماعة الإخوان التي كادت أن تخطف مصر الي اللاعودة، واستجاب قائدنا الشجاع وزير الدفاع آنذاك الفريق اول عبد الفتاح السيسي واضعا حياته واستجاب لنداء الشعب فكان طوق النجاة لهم، ودعا إلى حضور كل فئات الشعب متمثلة في المؤسسات الدينية والسياسيو والثقافيو والاجتماعيو ليعلن لهم انحيازه للشعب وتلبية مطالبهم واتخاذ قرارات تاريخية لاسترداد الوطن في مشهد تاريخي لم يعتاد عليه المصريين من قبل بالتفاف رموزهم حول قائدهم لاسترداد مصر.

يوم استجابت فيه قواتنا المسلحة
من منطلق مسؤوليتها الوطنية والتاريخية بالتشاور مع رموز الوطن، اتفق على خارطة طريق تحقق تطلعات الشعب وإنقاذ مصر من المخطط الشيطاني وتفتيتها.

في
هذا اليوم حبس المصريون أنفاسهم بانتظار ظهور الفريق أول عبدالفتاح السيسي- وزير الدفاع وإلقاء خطابه التاريخي، ليعلن بيانه الذي أسعد المصريين بوضع خارطة المستقبل التى تم الاتفاق عليها مع الرموز الدينية والوطنية والشباب‏، وتمثلت في تعطيل العمل بالدستور‏، وتولى المستشار عدلى منصور، رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة المرحلة الانتقالية‏،‏ وتشكيل حكومة كفاءات.

دور رموز مصر في الثالث من يوليو

البابا تواضروس

وتمثلت رموز مصر في قداسة البابا تواضروس ومعنى الاسم (عطيه الله) وبالفعل هو عطية من الله لنا اختارته عناية السماء لمصر في توقيت حرج وعصيب مر عليها ليكون رجل المرحلة، وبالفعل عبر بالوطن الي بر الأمان ملبيا النداء يوم 3 يوليو ليشارك في استرداد الوطن بل وتحمل البابا تواضروس الكثير لخروج مصر من عنق الزجاجة، وصمد البابا أمام الاعتداء الغير مسبوق على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية والكنائس والأقباط وقال مقولته الشهيرة “وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن”.

فالبابا الحكيم عرف جيدًا كيف يخرج بالوطن إلى بر الأمان في أوقات حرجة وفارقة لمصر كانت تعلو فيها صيحات الفتن مستغلين حرق الكنائس لتأجيج المسيحيين، فاخمد البابا لهيب الفتن ليعبر بمصر سالمة. وأعطي لذارعي الفتن صفعة بمقولته “لو حرقوا الكنائس سنصلي مع اخوتنا المسلمين في المساجد” بل ولقنهم درسا في المواطنة قائلا لهم إن طريق المواطنة ليس له نهاية، فلم يكن اهتمام البابا في هذه الفترة العصيبة ان يعبر بالكنيسة فقط الى بر الامان بل حرص على أن يعبر بالمصريين جميعا واضعا الوطن نصب عينيه فما فعله البابا من دور عظيم جسد شعاره “السلام والمحبة” لإنقاذ مصر والحفاظ على وحدة شعبها ايضا كان للبابا دورا هاما فاق دوره الداخلي لمصر فقد حافظ البابا على مصر وأمنها القومي في المنطقة بأكملها بل والعالم كله برفضه التدخل الخارجي في شئون الأقباط في تلك الفترة وعلى الدوام فكان الحصن المنيع الذي منع التدخل الخارجي في شئون مصر والذي تمثل في الزيارات المكوكية الغربيه (الوفود الغربية ) للبابا بسبب مايحدث للاقباط وقتها فالقنهم ايضا صفعه عدم التدخل في شئون مصر موضحا لهم صوره مصر الاصيله بشعبها وان ما يحدث للاقباط هو من الجماعات الارهابيه فقط وليس من شعب مصر وان اشقائنا المسلمين هم من قاموا بحمايه الكنائس مع المسيحيين فنحن نعيش معا على مر التاريخ شعبا واحدا ودائما للحريه ثمن، فحرق الكنائس هو جزء من هذا الثمن قدمناه لوطننا عن طيب خاطر وبمحبه للوطن الغالي وعلينا ان نقف بجانب الدوله ومؤسساتها للعبور بالوطن الى بر الامان وبهذا قطع البابا امامهم طريق التدخل في شئون مصر بل صحح لهم الصوره الذهنيه عن مصر في الخارج فهذا الدور الوطني للبابا كان حصنا وسدا منيعا امام كل من كان يريد تفتيت مصر فتحقيق المصلحه الوطنيه هي أولويات الكنيسه (البابا ).

لم يكتفِ البابا بهذا فقط بل طالب قداسته كنائس المهجر بأن تكون سفارات لمصر لتوضيح ان ثورة 30 يونيه هي ثورة شعبية بإرادة الشعب نفسه وليس كما روج الغرب والإخوان، ولم ينتهِ دور البابا عند هذا الحد بل مستمر دائما في تعريفه للعالم بما قام به الرئيس بعد هذه الفترة العصيبة من اجل المسيحيين بتفعيل المواطنة وإقرار قانون بناء الكنائس، وحرص الرئيس على متابعة بناء الكنائس بجوار المساجد في كل مدينة جديدة وصرح كاتدرائية ميلاد المسيح العاصمه الاداريه والكنائس خير شاهد وان أحوال المسيحيين تسير بأفضل حالتها عما كانت عليه في العقود السابقة وان المسيحيين يعيشون أفضل عصر لهم .

في الكنيسة من خلال البابا تمثل (الدبلوماسية الناعمة تلعب دورا هاما في العلاقات الخارجية وحفظ الأمن القومي ليس عند هذا الحد فقط بل ايضا لها دور في حل المشاكل الوطنية مثل حل أزمة سد النهضه الاثيوبي من خلال العلاقات التاريخية بين الكنيستين وايضا تضامنها مع العرب تجاه القضية الفلسطينية ورفضها الكامل للقرار الامريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فالبابا بوطنيته جعل الكنيسة لتكون محط انظار واهتمام العالم على كافة الأصعدة (سياسيه و اجتماعيه دينيه وثقافيه) نظرًا لمواقفه الوطنية تجاه مصر.

وسيبقى ماحدث علامة فارقة في تاريخ مصر سيسجل التاريخ ما فعله قداسة البابا فحمل البابا صليب ما حدث ليعبر بمصر إلى بر الأمان.

وكما قال البابا “اذا كان العالم في يد الله فان مصر في قلب الله “.

دور الأزهر

الإمام الطيب

الأزهر هو أقدم مؤسسة إسلامية في مصر والعالم بل وأهمها ودورها الوطني المعهود بائمته دائما
وقف الأزهر بجوار الشعب المصري في ثورته ضد نظام الإخوان المسلمين.

وكان للإمام الأكبر فضيلة الشيخ أحمد الطيب دورا في لم شمل المصريين ووحدته الوطنية وسارع بتكوين ”بيت العائلة” للتصدي للفتنة والأحداث الطائفية.

أيضًا حث فضيلته على الإدلاء للاستفتاء على الدستور.

أيضا ذكرا مقولته أن المصريين جديرون باحترام العالم.

وأعلن فضيلته انحيازه لثورة الشعب بل وذكر أنه سيتحمل عاتقه التصدي للفتاوى التي تنال من الدولة ومؤسساتها.

ومن دوره الوطني المشهود له دائما عندما قال أن خروج المصريين ضد جماعة الإخوان ليس له علاقة بالإسلام من قريب أو بعيد بل هي مظاهرات غاضبة لشعب عانى من سوء إدارة البلاد في حكم جماعة الإخوان.

ايضا جلوس فضيلته بجوار قداسة البابا تواضروس أعطى طمأنينة للشعب وقتها كبيره جدا أثناء خطاب الفريق أول عبدالفتاح السيسي.

حث أيضا جموع المصريين على لم الشمل والحفاظ على نسيج الوطن وإعلاء القيم العليا للإسلام والمسيحية ومعها قيمة المواطنة المصرية ووضع مصر نصب العين.

وعقب خروج خطاب 3 يوليو، أكد فضيلته أن مصر أغلى من أن تسفك فيها دماء أبنائها تحت أي شعار و أن موقف الأزهر هو الانحياز لشعب مصر الأصيل، والحفاظ على وحدة المصريين وحرمة الدم المصرى هو نهج الأزهر وتاريخه دائما، ومصر تستحق من الجميع موقفًا وطنيًا صادقًا، وتصدى فضيلته لمحاولات الهيمنة على الأزهر.

وبهذا لعب الأزهر والكنيسة دورا لحقن دماء المصريين واسترداد الوطن والحفاظ على وحدة النسيج الوطنى والعبور بالوطن إلى بر الأمان.