رغم انتقاد اليمين المتطرف الفرنسي للسياسة التي نهجها الرئيس الحالي ايمانويل ماكرون والتي أغضبت المملكة المغربية في العديد من المحطات الدبلوماسية، وتأكيده على أن “التيار اليميني” يميل دائما للرباط حسب التجارب السابقة، غير أن المحك الحقيقي للعلاقات بين البلدين في إنتظار صعود هذا الأخير إلى السلطة يبقى مبهما ومجهولا وفق مراقبين، على اعتبار أن المواقف التي عبر عنها “اليمين” تدخل في سياق “الخطاب السياسي” للانتخابات السابقة لأوانها.
وحسب قراءات أخرى، رجح أغلب المحللين بأن “صعود اليمين المتطرف إلى السلطة داخل فرنسا لن يشكل أي ازعاج للمملكة المغربية نظرا للتجارب السابقة”، في انتظار المواقف التي ستزيد من تعميق العلاقات الثنائية بين الرباط وباريس والمرتبطة أساسا بقضية الصحراء المغربية.
الشرقاوي الروداني، خبير في الدراسات الجيوستراتيجية، ومدير مختبر الدراسات الدستورية و تحليل الأزمات والسياسات، قال إن “العلاقات المغربية الفرنسية دائما ما كانت استراتيجية نظرا للروابط الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، سواء بالنسبة للجالية المغربية المقيمة بفرنسا أو المواطنين الفرنسيين المقيمين بالمغرب”.
وأضاف الروداني، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه “عندما يخرج اليمين المتطرف عن رؤية ماكرون في علاقاته مع المغرب، فإن ذلك يظهر مدى تملك الأحزاب السياسية لمخططات استراتيجية، وذلك في ما يتعلق بعلاقاتها مع المغرب، على اعتبار أن الرباط عاصمة محورية على جميع الأصعدة”.
وأكد مدير مختبر الدراسات الدستورية و تحليل الأزمات والسياسات أن “المغرب دولة محورية بالنسبة لفرنسا، لأن الأسلوب التي تنهجه باريس مع باقي الدول مبني على المصداقية والثقة المتبادلة، وأن الرباط تتعامل بحكمة مع الأزمات التي تقع بين البلدين”.
وأوضح الروداني أن “اليمين المتطرف عند حديثه بطريقة إيجابية عن المملكة المغربية فهو يعتمد على التاريخ الذي جمع البلدين، خصوصا أن ميزان القوى داخل شمال إفريقيا يميل إلى المغرب”، موردا أن “مرور دول أوروبا إلى إفريقيا يتم عن طريق الرباط”.