عجت مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات “الفايسبوكية” في الأيام القليلة الماضية بعد صدور نتائج الامتحانات الوطنية للبكالوريا في دورتها العادية صور لبيانات نقط أحد تلاميذ المدارس الخصوصية المتعلقة بالمراقبة المستمرة، والتي أثارت ضجة واسعة بعدما تبين أن هذه النقط لا علاقة لها بالنقط التي حصل عليها في المواد التي امتحن فيها.
وعلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على هذه الظاهرة التي يطلق عليها داخل الأوساط المجتمعية بـ”عملية نفخ النقاط”، الأمر الذي انتقدته مختلف المشارب المجتمعية والفعاليات السياسية التي اعتبرتها “تسليعا لمنظومة التعليم”، وتحريفا للمعنى الحقيقي “للامتحانات الإشهادية” مما أفرغها من قالبها التربوي والبيداغوجي.
علي بوطوالة، نائب الأمين العام لحزب اليسار الديمقراطي، قال إن “الفرق كبير بين نقط المراقبة المستمرة ونقط الامتحانات الوطنية للبكالوريا التي تكشف مدى مصداقية المؤسسات الخصوصية في توزيع النقط، علما أنه يتم اتباع منهجية محددة لتحقيق النتائج”.
وأضاف بوطوالة، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “تكوين التلميذ لا يجب أن يرتبط فقط بالامتحانات وإنما باستدراك المعارف الكبرى وأيضا فهم الدروس المسطرة في المذكرات الوزارية” منبها إلى أن “هذا يُعد تسليعا للتعليم الأساسي”.
وأردف القيادي بحزب اليسار الديمقراطي أن “هذه التجاوزات تحاصر الدولة المغربية لأنها هي المسؤولة الأولى عن تحقيق العدالة الدراسية وتكافؤ الفرص”، ملفتا إلى أن “مثل هذه الأمور تدفع إلى بناء مجتمع غير قادر على تنمية معارفه الدراسية والاعتماد على نفسه في تحصيل العلم وجمع النقاط”.
وتابع المتحدث عينه أن “المدرسة العمومية يجب أن تحظى بالأولوية داخل المنظومة التعليمية بالمغرب، لأنه في السنوات الأخيرة تمت المراهنة على التعليم الخصوصي لحل إشكالية التعليم داخل البلاد”.
وخلص بوطوالة، إلى “الامتحانات الإشهادية الخاصة بشهادة البكالوريا هي ساعة الحقيقة، حيث تكشف الاختلالات التي تعاني منها المنظومة التربوية”، مشيرا إلى أن “غياب مراقبة التعليم الخصوصي هي السبب وراء ظهور مثل هذه التجاوزات”.
