يبدو أن الرباط تنظر بعين الرضا لصعود محمد ولد الغزواني إلى كرسي الحكم بموريتانيا، بعدما بينت النتائج النهائية فوز هذا الأخير بنسبة 56.12 بالمائة من مجموع الأصوات، لتؤكد بذلك كل التوقعات والتحليلات السياسية التي سبقت العملية الانتخابية.
ورغم أن العلاقات الثنائية بين الرباط ونواكشوط لم تتأثر بتغيير وجوه القادة والمسؤولين الموريتانيين، حسب مراقبين سياسيين، فإن المغرب يفضل استمرار ولد الغزواني في كرسي الرئاسة الأمر الذي يعزز الارتباطات السياسية والدبلوماسية مع موريتانيا، في ظل وجود مجموعة من التحديات التي يواجهها الدولتين.
ودخل المغرب وموريتانيا إلى نفق جديد في العلاقات الثنائية التي لها امتدادات تاريخية كبيرة، في ظل الاستقرار السياسي الذي باتت تتمتع به نواكشوط مع حكم ولد الغزواني، وأيضا المبادرات المغربية النشطة التي تهدف إلى تنمية القارة الإفريقية وخاصة دول الساحل الإفريقي.
محمد نشطاوي، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بمراكش وخبير بالمركز الوطني للبحوث العلمية والتقني، قال إن “النتائج الحالية تؤكد تصدر الرئيس المنتهية صلاحيته ولد الغزواني، وهذا يدل على أنه سيكون الرئيس المقبل لموريتانيا، رغم أن المعارضة تشكك في نزاهة النتائج المعلن عنها وأيضا في شفافية العملية الانتخابية”.
وأضاف نشطاوي، في تصريح لـ”الأيام 24″: “أظن أن أغلب التقارير تشير إلى أن العملية الانتخابية مرت في أجواء هادئة ومريحة عكس ما تداوله في هذا الشأن، وبالتالي فإن كل الطرق تؤدي إلى رئاسة ولد الغزواني لولاية ثانية للجمهورية الموريتانية”.
وتابع المتحدث عينه أنه “منذ تولي ولد الغزواني رئاسة موريتانيا عرفت تحولا كبيرا واستقرارا خاصة على المستوى السياسي، لأنه منذ ولايته الأولى لم يتم حدوث أي إنقلاب عسكري أو اضطرابات سياسية أو عسكرية”.
وأشار المحلل السياسي إلى أن “موريتانيا أصبحت من الدول التي تتمتع بالاستقرار على مستوى دول الساحل، وأن علاقاتها مع المغرب بدأت تدخل في الإطار الذي يريده الطرفين بعدما كانت تشنجات في البداية بين نواكشوط والرباط”، مردفا: “صحيح، هناك حذر متبادل خاصة من الطرف الموريتاني مع المغرب، لكن أظن أن نواكشوط تعرف جيدا الملفات التي تقلق الرباط أبرزها تعامل موريتانيا مع قضية البوليساريو”.
وخلص نشطاوي، إلى أن “موريتانيا تعتبر نقطة أساسية في عدة مشاريع من بينها المبادرة الأطلسية التي ستفك العزلة عن دول الساحل الإفريقي وأيضا المساهمة في تنمية القارة الإفريقية”، مبرزا أن “ارتياح كبير للرباط بعد صعود ولد الغزواني إلى السلطة من أجل استكمال تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين”.