تخفيف المعاناة وليس الأحمال
تخفيف المعاناة وليس الأحمال
لا صوت يعلو حاليا علي صوت جميع أطياف الشعب المصري المتضررين من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي يوميا مع زيادة ساعات تخفيف الأحمال في ظل ارتفاع درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة هذه الأيام.
وسيطرت حالة من الاستياء علي المواطنين بسبب تزامنها مع فترة امتحانات حاسمة لطلاب الثانوية العامة, بالإضافة إلي الظروف الصحية والإنسانية وهو ما يعتبر أمرا غاية في الصعوبة, خصوصا أنه ومع ارتفاع درجات الحرارة والانقطاعات بدأت أصوات الأجهزة الكهربائية تعلو كلما انقطع التيار ثم عاد, وتضرر البعض لتوقف أصوات المواتير تماما عن العمل, وهو ما يزيد من المعاناة لارتفاع أسعار تلك الأجهزة بصورة غير مسبوقة في الآونة الأخيرة, هي شكوي رددها ربات المنازل, ولكن مصائب قوم عند قوم فوائد, فقد ارتفعت أسعار ماكينات توليد الكهرباء وكشافات الإضاءة وشهدت أسواقها رواجا كبيرا واستغل التجار الأزمة في رفع الأسعار, كما ارتفعت أسعار الشموع إلي أضعاف سعرها الحقيقي.
رغم تقديم رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي اعتذارا عن مشكلة انقطاع الكهرباء وحرصه علي استعراض أزمة الكهرباء بصورة تفصيلية, وذلك باعتبار أن هذا المرفق أمر أساسي في حياة جميع المواطنين, لكن هناك موجة من التأفف نظرا لأن الموجة الحارة التي تشهدها البلاد لم تكن مفاجئة, الغريب أن رئيس الحكومة تحدث أن البلاد تحتاج إلي مليار دولار, ولماذا لم تتدبر الحكومة الأمر لتوفير الميزانية اللازمة للطاقة لحل أزمة الكهرباء لعدم إطالة أمد الأزمة فقد حصلت الدولة علي مليارات منتصف شهر مارس من قروض بالإضافة إلي 35 مليار دولار من صفقة رأس الحكمة, والتي عقد عليها المصريون آمالا لحل مشاكل العملة الصعبة وحدوث انفراجة بما تنعكس عليهم إيجابا بمستقبل مشرق لأولادهم.
إن مشكلة انقطاع الكهرباء امتدت إلي قطاعات أخري حيث توقف بعض المصانع عن العمل لنقص الغاز, وتأثرت السياحة والصناعة والتجارة, لذا يجب أن تعي الحكومة الجديدة أن الهدف الأسمي والأساسي هو الحفاظ علي احتياجات المواطن والتخفيف عن معاناة المجتمع المصري.