أثارت نسب نجاح تلاميذ سلك البكالوريا خلال الموسم الدراسي 23-2024 والتي أعلنت عنها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة اليوم الأربعاء عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، نقاشا واسعا بعدما تبين أنها تتجاوز نسبة النجاح المتعلقة بالسنة الماضية بزيادة 8 نقاط مئوية.
وتأتي هذه الردود المختلفة بين الفاعلين التربويين وأيضا المهتمين بالشأن التعليمي، في سياق الأزمة التي شهدتها المنظومة التربوية في مستهل الموسم الدراسي الحالي، والتي شلت معها حركة الدراسة لأزيد من ثلاثة أشهر، أي تقريبا 90 في المائة من الدورة الأولى للسنة الحالية.
وعلى هذا الأساس، أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أن نسبة النجاح في الدورة العادية لامتحانات البكالوريا للسنة الدراسية 2024/2023 وصلت إلى 67,8 في المائة، بزيادة بنسبة 8 في المائة عن السنة الماضية التي عرفت وقتها نسبة نجاح 59,8 في المائة.
وأفادت الوزارة المعنية أن حوالي 245 ألفا و881 تلميذا وتلميذة يمثلون التعليم العمومي والخصوصي تمكنوا من اجتياز هذه الدورة بنجاح، مضيفة أن عدد الإناث الناجحات بلغ 143 ألفا و366 تلميذة بنسبة 72 في المائة من مجموع المتمدرسات اللواتي اجتزن هذه الاختبارات؛ في حين أن نسبة النجاح لدى الذكور وصلت إلى 62,6 في المائة.
في هذا السياق، قال عبد الإله دحمان، الكاتب العام للجامعة الوطنية لموظفي التعليم، إن “نتائج البكالوريا هي نتائج تتويجية تتعلق بسنة كاملة من الدراسة، ولا يمكن ربطها بلحظة اجتياز التلاميذ الامتحانات الإشهادية الوطنية، سواء على مستوى الإجراءات التي يتم اتخاذها أو عن طريق مراقبة”.
وأضاف دحمان، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “النتائج الإيجابية التي حققها قطاع التعليم الأولي هذه السنة رغم الحراك الذي شاهده في بداية الموسم الدراسي فهي تؤكد على أن كل ما كان يقال فهو غير صحيح وأن النتائج كذبت كل التعليقات التي تسيء إلى رجال ونساء التعليم”.
وتابع المتحدث عينه أن “نظام الباكالوريا يحتاج إلى تجديد وأيضا تغيير المقاربة المرتبطة فقط بالتجييش، وأن هذه النتائج رغم جودتها يجب طرح تساؤلات حول مستقبلها، ووضع جميع المشاكل والصعوبات التي يواجهها هذا القطاع على الطاولة من أجل مناقشتها”.
وأردف القيادي النقابي أنه “يجب وضع رؤية استراتيجية مرتبطة بأفق التلاميذ باعتبارهم رافعة مستقبلية، لأن الكثير منهم يسقط في الطريق وأن حوالي 2 في المائة ينهون دراستهم في التعليم العالي”، مؤكدا على أن “اليوم هناك أمور تساؤل العرض التربوي لدى التعليم العالي”.
“لا يجب وقف عند الأرقام التي يتم تحيينها في نهاية السنة الدراسية، وهناك تحديات كبيرة تواجه المنظومة التربوية على المستوى الدولي، وأن الخدمات التي يقدمها نساء ورجال التعليم بينتها نتائج الامتحانات الوطنية”، يضيف المتحدث.