يبدو أن مواقف المملكة المغربية من حرب الإبادة التي تشنها القوات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، والتي تدور رحاها في أجزاء متفرقة من قطاع غزة، باتت تزعج الإدارة الاسرائيلية، بعدما نبه معهد عبري متخصص في الدراسات الأمنية من إتخاذ المغرب لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهو ما سبق وأن أقدمت عليه الرباط قبل 24 سنة.
واعتمد معهد دراسات الأمن القومي في تقريره الذي بسط من خلاله نتائج الحرب الإسرائيلية على العلاقات مع المغرب، على تقرير مؤسسة البارومتر العربي الأخير الذي صدر في الشهر الماضي والذي حظي بمتابعة مهمة من طرف الفاعلين السياسيين وأيضا الإعلاميين.
وأضاف المعهد أن “دعم العلاقات مع إسرائيل تراجع من 31 في المائة سنة 2022 إلى 13 في المائة فقط حاليا، حيث يمثل هذا الأمر “تحولا كبيرا في المغرب، الذي كان يتمتع في السابق بمستويات عالية من الدعم للتطبيع مقارنة بدول عربية أخرى مثل مصر والأردن”.
وفي هذا السياق، قال محمد نشطاوي، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بمراكش وخبير بالمركز الوطني للبحوث العلمية والتقني، إن “العلاقات المغربية الاسرائيلية كما كانت منذ التطبيع الأول في عهد الحسن الثاني تمر بهزات كثيرة، حيث ترتبط أساسا بتعامل الكيان الصهيوني مع الشعب الفلسطيني، إذ تم في ذلك الوقت إغلاق مكتب الاتصال وتقليل وتيرة الاستقبالات والزيارات الدبلوماسية”.
وأضاف نشطاوي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “ما يقع حاليا يبين أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية في السياسات الخارجية المغربية، علما أن الشعب المغربي يندد بالتطبيع الذي تم بين المغرب وإسرائيل، وأن الاحصائيات التي أوردها التقرير غير دقيقة لأن جميع المغاربة يعتبرون هذا الأمر حربا ضروسة وتقتيلا همجيا وإبادة جماعية”.
وتابع أن “ما يقع يؤثر بشكل كبير على العلاقات بين البلدين، لأن الدولة المغربية أصبحت مطالبة بوقف العلاقات التجارية مع إسرائيل ووقف أيضا التطبيع والسياحة الإسرائيلية إلى المغرب، لأنه لا أحد يمكن أن يتنبأ بردود فعل الشارع المغربي”.
وأشار المحلل السياسي إلى أن “السؤال الرئيسي الذي يمكن طرحه هو: هل يلجأ المغرب إلى قطع العلاقات مع إسرائيل؟ أم أنه سيعمل على استمرار علاقته؟”، مؤكدا أن “الجواب متعلق برد فعل الرأي العام الوطني والدولي، وأيضا مواقف باقي الدول العربية من هذا النزاع وإلى أي حد يمكن سحب سفرائها للضغط على الكيان الإسرائيلي لوقف الحرب”.
وخلص نشطاوي، إلى أن “الجميع ينتظر قرار إسرائيل بخصوص خطة بايدن الرامية إلى نشر السلام بالمنطقة”، مبينا أن “السياسة الدبلوماسية المغربية دائما كانت غير متسرعة في العمل على إتخاذ قرارات خصوصا مع إسرائيل، وأن المغرب يعلم جيدا دور اللوبي الأمريكي الإسرائيلي في قضية الصحراء”.