“في جو سيطر عليه الحزن الشديد، بعيدا عن فرحة العيد”، هكذا مر عيد الأضحى المبارك بين ساكنة قطاع غزة التي نزحت منها حوالي 70 في المائة إلى أجزاء متفرقة من القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي، وسط دمار شامل والذي يعد الأقوى في سجل كتاب “العصر الحديث”، حيث يوجد فقط سوى ركام المباني التي اندست بفعل صواريخ الاحتلال المتوحشة.
وعكست الصور التي تم نقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأيضا الصحف العربية والدولية الأوضاع الإنسانية التي باتت يتخبط فيها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في ظل غياب مستلزمات العيد التي كانت في السنوات السابقة تعتمد عليها الأسر الغزاوية في إحياء هذه الشعيرة الدينية.
وقال أكرم الصوراني، النازح الفلسطيني، إنه “لا عيد في غزة ولا عيد بدون غزة، وأن الوضعية هنا لا تسمح بالاحتفال كباقي الشعوب العربية”، مشيراً إلى أنه “نحن هنا نواسي بعضنا البعض لكن بدون أي احتفال”.
وأضاف الصوراني، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “الناس هنا في غزة أو في أي مكان داخل فلسطين لا تعترف بالعيد، غير أنه ننبش في الذكريات الجميلة القديمة دون حاضر يعاش، والأوجاع هنا كثرت بشكل مثير للانتباه”.
“من قال أن غزّة لا تَفرَح بالعيد وأواعي العيد وشوكولاتة العيد ولَمّة العيد ولحمة العيد وفَتِّة العيد وعيديّة العيد وألعاب العيد وأغاني العيد وأكلات العيد وتكبيرات العيد وطَشِّة العيد وملاهي العيد ومكسّرات العيد وقهوة العيد وأفلام العيد وسهرة العيد، غزّة تُحب الحياة وتُحب الفرح كل ما في الأمر أن العيد والأولاد تحت الأنقاض!”، يضيف المتحدث.
من جهته يرى عمر رمضان، الشاعر الفلسطيني، أن “الاحتلال سرق البسمة من قلوب الأطفال وأدمع عيون النساء والشيوخ، وحول حياة الشعب الفلسطيني خاصة في العيد إلى مآسي، حيث تختلف الطقوس عن باقي البلدان العربية”.
وتابع رمضان، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه في “المخيمات يعمل الاحتلال الصهيوني على قطع الأوصال بين الشعب الفلسطيني، والضغوط التي تمارس على هذا الشعب البريء لا يمكن وصفها مهماكانت العبارات”.
وأشار الشاعر الفلسطيني إلى أنه “في مجال الاقتصادي تغول الاحتلال بشكل كبير حيث ضيق على المواطنين الفلسطينيين، إذ أصبح من الصعب جدا مسايرة الأوضاع، علما أن السلطة بدورها صرفت هذا الشهر فقط نصف رواتب الموظفين”.
وأردف أيضا أنه “في الأعياد كانت هناك اجتياحات واعتقالات كثيرة في صفوف الشعب الفلسطيني، وأن الاحتلال يتقن الأعمال الوحشية، حيث أصبحت بمثابة ثقافة له تجاه الفلسطينيين”.
