*من يكون الأعظم في عمله “
*من يكون الأعظم في عمله “
بقلم / كاميليا وديع فؤاد
٠ مثلاً : صاحب مزرعة كبيرة سافر وترك المزرعة لشخص أصيل مخلص حامل كل أثقال العمل وكل أعباء الفلاحه يتابع ويسهر ويعمل بيدين راضيتين ويحاسب العمال بكل أمانة وحينما يعود صاحب المزرعة يأخذ كل المكاسب لنفسه ويعطي ذلك الشخص الأمين اجرا زهيدا رغم أنه كان السبب في إحياء هذه المزرعه وتحويلها لجنه رغم أمانته وكفائته وصبره وسهره وكفاحه وإجتهاده .
ومع ذلك أخذ أجره القليل جدا برضي وشكر الله وظل أميناً .
“*فمن يكون الأعظم هذا الشخص الأمين أم صاحب المزرعة ؟؟*”
____________
٠ أو مثلاً متجر كبير للجملة صاحبه الغني جدا شغل عمال كثيرين أحدهم مخلص جدا لصاحب المتجر كان لا ينام يعمل بنفسه ويدير المتجر بحكمة وفطنه لا يستريح وحتي وقت الراحة يذهب إلى المخازن لحصر الأصناف ومعرفة مانفذ أو علي وشك النفاذ ومعرفة الأصناف التي كادت صلاحيتها أن تنتهي ويرتب وينظم ويبذل كل جهده كأن المال ماله بمنتهي الأمانة والنزاهة ويترك المتجر اخر واحد ليلاً حتي يطمئن قلبه علي كل شيء دون أن يفكر في مصلحته الشخصية .
وأخر كل ذلك يأتي صاحب المتجر ويعطيه راتبه العادي مع بعض الكلمات التقديرية أنه مقدر تعبه وأنه صاحب فضل علي المتجر وبدونه المتجر يفلس ويخسر وذلك كلام شفوي دون أي زيادة مالية أو مكافأة تشجيعية علي إخلاصه ومحبته ..
ومع ذلك يظل هذا الشخص مخلصاً أميناً . حامدا لله ٠
“*فمن يكون الأعظم هذا العامل أم صاحب المتجر الغني*”
__________
أو مثلاً مقاول يستلم مشروعاً و يكسب منه أموال طائلة وإستغلالا لإحتياج العمال القائمين بتنفيذ العمل يعطيهم أجرا زهيدا ولا يبالي بألامهم في العمل وتحملهم المشقة تحت حر الشمس الحارقة وبرد الشتاء القارس وهم مطحونين متألمين محتملين عناء فوق طاقة البشر من أجل لقمة العيش ومن أجل ابنائهم وبدون شفقة أو رحمة علي هؤلاء من ذلك المقاول يفكر في ذاته وفي مكاسبه وأطماعه يتغاضى عن حق هؤلاء المساكين المضطريين لقبول هذا العمل الشاق رغما عنهم لأجل تسديد جزء من احتياجات بيوتهم ومرضاهم فاهمين أن ذلك ذكاء وشطارة في جمع الأموال ناسين عدالة السماء ومعاقبة الظلم
“*فمن يكون الأعظم العامل أم المقاول الظالم*”
___________
٠ أو شركة تجارية فيها “*موظف* مطحون يعمل بكل جهده بكل إخلاص وأمانة سنوات تمر عليه يصرف علي العمل من ماله الخاص “ويفني نظره وأعصابه ويحني ظهره ” ويعتبر نفسه في سباق مع الزمن أمام ما يوكل له من أعمال ويفرح بإنجاز العمل ونجاح الرؤساء ونجاح الشركة وحصولها علي أرباح كانت مفقودة دون حصوله على أي مكافأة مالية بل الترقية والمكافئات لمجلس إدارة الشركة وأصحابها فقط .
وهذا الموظف منسي تماماً ولا أحد يذكر له أي مجهود قام به ويظل كما هو أميناً مخلصاً ….
“*فمن يكون الأعظم*”
___________
٠ أو مثال آخر سيدة صاحبة آتيليه للأزياء وتعمل لديها بعض الفتيات وإحداهن مخلصه جدا للعمل تتفاني في عملها بكل حرفية وإتقان فينجح الآتيليه ويأخذ شهرة كبيرة تجلب مالاً وفيرا لتلك السيدة صاحبة الآتيليه أما تلك الفتاة الأمينة المخلصة فتأخذ أجرا لا يكفيها ولا يقارن بتعبها وإخلاصها .. وهكذا الكثير والكثير
____________
“*أعزائي الكرام*”
أعلم أن الكثير منا هو ذلك العامل الأمين بالمزرعة أو المتجر أو الآتيليه أو ذلك الموظف المخلص بالشركة أو المستشفي أو المدرسة أو المصنع أو … أو …
ولكن :
= أحب أن أبشركم أن “*الله يري ويكافئك حتي لو مش ملاحظ ذلك . سبحانه هو ” العدل “* سيكافئك في صحتك أو في سلام في بيتك أو في أولادك وصحتهم وسيرفع عنك إبتلاءات كثيرة والأهم في آخرتك ..
= تذكر جيداً أن عدالة السماء أقوي عدالة ولن يضيع أجر المخلصين الأوفياء أبداااا وسوف يعوضهم الله لانه أحن وأطيب من أي صاحب عمل .
فلا تضيق الحياة أمامكم ولا تحسدوا الظالمين فأنتم الأفضل والأعظم والأكثر إحترامفؤاداً وتقديراً
“*حتي في أعين الظالمين انفسهم*” ولن تستمر الحياة علي نفس المنوال بل ستتغير للأفضل بإذن الله فدوام الحال من المحال
تلك هي حكمة الأيام ٠
_____
مع تحياتي وتقديري لحضراتكم جميعاً ٠