رغم الزيادات التي شهدتها العديد من المواد الاستهلاكية في الآونة الأخيرة في ظل تدهور القدرة الشرائية للمواطنين والمستويات القياسية التي وصلت إليها نسب التضخم، تعتبر مادة “الفحم الخشبي” استثناء داخل هذه القاعدة التي تأتي موازة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، إذ فسر عدد من المهنيين هذا “الاستقرار” غير المنتظر في هذه الظرفية بـ”الحفاظ على الهوامش الربحية مقارنة مع السنوات الأربع السابقة دون الزيادة على المواطن المغربي”.
وبعد زيارة ميدانية لجريدة “الأيام 24” الإلكترونية لأكبر سوق للفحم بمدينة الدار البيضاء والذي يوجد بالضبط على شارع محمد السادس بمنطقة “القريعة” التي تعتبر مكانا تجاريا بامتياز، فإن أثمنة “الفاخر” بمختلف أنواعه شهدت استقرارا رغم التحولات الجديدة التي عرفتها مختلف المنتجات الاستهلاكية، إذ حافظ على نفس مستوى السعر المطلوب من لدن عموم المواطنين.
ويعمل تجار سوق الجملة للفحم بالبيضاء على بيع نوعي “الكروش” و”الليمون” بأثمنة مناسبة حسب تعليقات المستهلكين حيث لا يتجاوز الفرق بينهما درهم واحد، إذ يتم بيع الأول بالجملة بالنسبة للكيلوغرام الواحد بـ6 دراهم ويصل سعره إلى 7 دراهم عند بيعه بالتقسيط، في حين يبلغ ثمن النوع الثاني للكيلوغرام الواحد بالجملة 5 دراهم، ويباع بالتقسيط بـ6 دراهم.
في هذا الصدد، قال عبد الواحد الفلاح، أمين تجار سوق الفحم بالجملة بجهة الدار البيضاء-سطات، إن “ثمن الفحم الخشبي لم يرتفع خلال هذا الموسم مقارنة مع السنوات الأخيرة وذلك بالنسبة لجميع أنواعه المعروفة سواء الكروش أو الليمون”، مشيراً إلى أن “هذه المادة رغم الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية المتسمة بالزيادة في أثمنة مجموعة من المواد بقية مستقرة دون زيادة”.
وأضاف الفلاح، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “الأسباب الحقيقية وراء استقرار أثمنة الفاخر هو أنه غير مطلوب على طوال السنة”، مضيفا: “الأسر المغربية تحتاجه فقط في عيد الأضحى الذي يعد فرصة ثمينة للتجار من أجل بيع أكثر كمية ممكنة من هذه المادة”، مستدركا في الوقت ذاته أن “الفاخر يتم استهلاكه فقط من طرف أصحاب المطاعم التي تعتمد على الطبخ التقليدي خلال الشهور المتبقية من السنة”.
وتابع المتحدث عينه: “هناك إقبال بنسب متوسطة من طرف العائلات، وأيضا من طرف الشباب أصحاب المشاريع الموسمية الصغرى إذ يقومون بشراء ما بين 200 و500 كيلوغرام من أجل بيعها بالتقسيط”، مردفا أن “هذه المادة أصبحت غير مطلوبة بشكل كبير في السنوات الأخيرة”.
وأشار أمين تجار سوق الفحم بالجملة بجهة الدار البيضاء-سطات إلى أنه “رغم الزيادة في ثمن “البوطا غاز” لم يكن هناك تغيير على مستوى مبيعات الفاخر، حيث تعتبر الأولى من بين المواد الأساسية التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية”.