” أول سبت من كل شهر مكرس لقلب مريم المتألم الطاهر ”

هذا الإكرام والتكريس موجه لقلب مريم الطاهر تعويضاً لأحزانها حسب ما طلبه السيد المسيح في إحدى الظهورات من لوسيا فى بلدة فاطيما – البرتغال – عام ١٩٢٥.

ولقد كانت السيدة العذراء في ظهورها يوم ١٣ يوليو / تموز ١٩١٧ للأطفال الثلاثة : لوسيا وفرانشيسكو وجاسنتا ، قد فتحت يديها وانطلق نورٌ منهما بدا وكأنه يتخلل الأرض وبذلك رأوا مشهداً مريعاً لجهنّم، مليئة بالشياطين والأرواح الضائعة وسط رعب لا يوصف.

نظر الأطفال عالياً إلى وجه العذراء مريـم الحزين وهي تتحدث إليهم بلطف قائلةً :

“ لقد رأيتم الجحيم حيث تذهب أرواح الخطأة المساكين . لتحفظوهم، يريد الله أن تعّم صلاة قلبي النقي على العالم وتزداد إنتشاراً ”.

والمؤمنون وإكرام العذراء كل يوم سبت :

لقد خصصَّ المؤمنون ، في الشرق والغرب ، يوم السبت لإكرام القديسة مريم العذراء لإيمانها الثابت في المسيح يسوع ، والذي نراه ظاهراً في يوم السبت السابق لقيامة يسوع من بين الاموات ، والمعروف بسبت ” النور ”

وتمّٓ تخصيص يوم السبت الأول من كل شهر ولمدة خمسة شهور متتالية للتكفير والتعويض عن الآلام والأحزان التي اصابت قلب مريم الطاهر من الهرطقات والإهانات التي تعرض لها يسوع من أعداء الإيمان وتعاليم الإنجيل والكنيسة ، وذلك بالإقتراب من سر الإعتراف والـمصالحة وحضور القداس الذبيحة الإلهية ، والتناول الـمقدس وتلاوة صلوات الـمسبحة الورديـة مع التأمل بعمق وتقوى في أسرارها.

وأيضاً ، الخمس سبوت ترجع للتعويض عن الآلام التي نتجت من :

١ – إنكار عقيدة حبل العذراء الطاهر بلا دنس من الخطيئة الأصلية .

٢ – إنكار والهجوم ضد بتوليتها الدائـمة،

٣ – عدم الإيمان بأمومتهـا الإلهيـة،

٤ – زرع الشك في قلوب الأطفال وإبعادهم عن إكرامها، وعن كل من يتعرض للهجوم على صورها الـمقدسة…

وللحصول على كامل النعم يجب :

١ – ان تتم تقدمة القداديس في كنائس مريمية أي التي شيدت على اسم العذراء مريـم الكُليّة القداسة .

٢ – أن نثبت لكل من يحارب بتولية مريم العذراء وطهارتها ، بانها وحدها أُم الله وأُم الكنيسة ، ولا دخول إلى الملكوت إلاَّ عبرها وعن طريق شفاعتها ، وحتى لا عبور إلى القداسة إلاّ بمريم العذراء ، ولذلك نرى ومنذ القدم بانه في جميع بلدان العالم ، في العواصم والمدن والقرى والمناطق النائية شُيدت الكنائس باسم العذراء مريم لكسر الشيطان وتعاليمهِ ومغراياته الكثيرة التي تحاول إبعاد المؤمنين الأتقياء عن يسوع وَأُمَّه مريم العذراء بجميع الوسائل المضادة للعقائد المسيحية السليمة .

بشفاعةِ العذراء مريـم والدتك الكُليّة القداسة :

– أيها الرب يسوع، المصلوب الإلهي، ساجدين عند قدميك، نقدّم لك دموع تلك التي رافقتك في درب الجلجلة الأليم، بحبّ متقّد وشفوق. استمع، يا معلمّنا الصالح، لدعائنا واستجب طلباتنا، بحقّ محبّة دموع والدتك مريـم القديسة. امنحنا نعمة أن نفهم التعليم الأليم لهذه الدموع التي اعطتنا إياها هذه الأمّ الصالحة. لكي نحقّق دائماً إرادتك المقدّسة على الأرض وأن تعتبرنا جديرين بأن نسبّحك ونمجّدك في السماء الى الأبد. آمين.

– ” يا يسوع، تذكّر دموع من أحبّتك على الأرض أكثر من الجميع، والآن تحبّك حبّاً متّقداً في السماء “.

– ” يا يسوع، استمع لدعائنا واستجب طلباتنا، بحقّ محبّة دموع والدتك القديسة ” .

يا مريم، أمّ المحبّة، أمّ الألم والرحمة، نسألك أن توحّدي صلواتك مع صلواتنا، لكي يرتضي ابنك الإلهي ويستمع لدعائنا، نتوجّه إليه بثقة، كي يمنحنا بواسطة استحقاقات دموعكِ، النعم التي نرجوها منه، وإكليل المجد في الأبدية. آمين.

♱ فعل تكريس لقلب مريم المتألم الطاهر للقديس لويس ماري غرينيون دو مونفور :

أيتها الأمّ البريئة من الدنس، إنّي أجدِّد اليوم بين يديكِ مواعيد معموديتي : أرفض و أرذل الشيطان ومغرياته وأعماله، وأسلّم نفسي كاملةً ليسوع المسيح الحكمة المتجسّدة . وأحمل صليبي وأتبعه كلّ أيام حياتي، وأعد أن أكون أكثر أمانةً له ممّا كنتُ عليه حتى الآن.

بحضرة كل البلاط السماوي، أختاركِ اليوم يا مريم، لتكوني أمي وسيّدتي. لكِ أقدّم جَسدي ونفسي مع كل خيراتي الداخليّة والخارجيّة مع قيمة أعمالي الصالحة كافةً، وأكرّسها لقلبك الطاهر كإبنٍ لك.

وأترك لك الحقّ التّام لتتصرّفي بي وبكل ما أملك، كما يرضيكِ لمجد الله الأعظم، الآن وفي الأبدية. آمين

+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا

اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك